الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

علماء النفس يحذرون من مخاطر الإفراط فى استخدامها هوس الفلاتر.. تزوير فى «خلق رسمية»

ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بواقعة طلاق طريفة بدت كجرس إنذار لواقع علينا مراقبته والانتباه له، حيث رفع زوج دعوى قضائية يُطالب فيها بتطليق زوجته بعد مرور شهر على الزواج لأنها خدعته قبل الزفاف من خلال صورها الجميلة عبر مواقع التواصل التى استعانت فيها بفلاتر تصفية وتجميل البشرة حتى وقع فى حبها، ثم تأثر بمظهرها الرائع بمساحيق التجميل وهو الأمر الذى تغير تمامًا بعد الزواج.



لم تقتصر تلك التقنية على مواقع التواصل الاجتماعى، بل انتشرت على أرض الواقع من خلال وسائل تجميل تغير ملامح الوجه بشكل كبير، وكثيراً ما يقع الأشخاص ضحايا مثل هذه الطرق المبتكرة، ليفاجأ الشخص بأن من يراه شخص مختلف تماماً عن الواقع.

آراء شبابية

يرى أحمد صالح 30 عامًا أنه لا داعى لاستخدام الفلاتر تحت أى ظرف، لأنها وسيلة للخداع عن الملامح الحقيقية للوجه، سواء استخدمها رجل أو امرأة، وهى كوسيلة لا تساعد على الثقة بالنفس؛ وإنما العكس. فيما يرى محمد السيد 21 عامًا أن الفلاتر هى وسيلة لإخفاء العيوب، وفى الوقت الحالى يتوقف جزء كبير من الارتباط على أساسها. ومن المتوقع بالطبع أن ينخدع الناس لأن المعظم يبحث عن الشخص الجميل فقط والفلتر يقوم بالدور الخادع. 

وتقول مى الفقى 32 عامًا: لا أستخدم الفلاتر؛ ولكن إذا استخدمتها فبالطبع سيكون الأمر لكى أشعر أن مظهرى أفضل. 

وتعتبر نادية عرفة 28عامًا الفلاتر وسيلة للعب قائلة: «أستخدم الفلاتر لأن ملامحى تصبح أصغر، وأحيانًا أستخدمها كبديل للماكياج، وأحيانًا لكى أتحكم فى إضاءة الصورة كما أحب؛ لكن الأمر لا علاقة له بالثقة لأننى فى الكثير من الأحيان ألتقط الصور لنفسى دون فلاتر. فالأمر يتعلق بالمود. فأحيانًا أحب تجربة أشياء جديدة وأحيانًا يكون الموضوع مجرد لعب فى لعب». 

بيع وتسريب البيانات 

من جانبه يقول د. رضا عبدالوهاب الخريبى، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة: إن تطبيقات الفلاتر وخلافه تندرج تحت قائمة برامج التسلية وهو السبب الرئيس لانجذاب الناس لها، وتستغل الشركات هذا فى عمل بيزنس من خلال الإعلانات التى يتم دمجها على الأبلكيشن.

وأحيانًا تستخدم بعض الشركات بعض بيانات المستخدمين من أجل إجراء إحصائيات عامة قد تكون مفيدة لجهات أخرى، سواء جهات بحثية، أو مخابراتية. وكلما كثر عدد المشتركين، كثرت المعلومات التى يمكن أن يتم بيعها لجهات أخرى. فمشاركة الصورة يمكن من خلالها التعرف على شبكة العلاقات الاجتماعية داخل البلد أو داخل منطقة وغيرها من الأغراض المتعددة. نحن لا نجزم بشيء؛ ولكن هذا من ضمن الأشياء المحتملة.

ويضيف: تتمثل خطورة هذه النوعية من البرامج فى إمكانية وضع كود اختراق بداخلها. بمعنى أن يكون قادراً على الوصول إلى المعلومات على جهازى بسهولة، لأن أى برنامج أنا أقدم له صلاحية الدخول على جهازي، فربما يتم استخدامه كمنفذ اختراق على الحاسب.

ويوضح: إن أصل الصورة التى يتم التقاطها وإجراء التعديل عليها يكون لدى الشركة. فإذا قامت الشركة ببيع الصور للباحثين فهذا يُعتبر تعدياً على خصوصية الشخص. ولا يتمثل الخطر الأكبر فى البيع؛ ولكن إذا حدث اختراق للمؤسسة المنشئة للأبلكيشن نفسه، مثلما حدث منذ أربع سنوات فى شركة آبل عندما حدث اختراق كبير على «آى كلاود» وتم تسريب كم من البيانات الشخصية لفنانين. ولا بد من الإشارة إلى أن جزءاً كبيراً من المسئولية فى استخدام هذه البرامج يقع على المستخدم الذى يحمل التطبيق فلا يمكن لوم الشركة ولا مُنشئ الأبلكيشن على أى أضرار قد تقع على الشخص. إلا إذا تم التعدى على خصوصية مستخدمى البرنامج مثلما حدث فى آبل. فإن منع التكنولوجيا فيه شيء من الاستحالة، وإذا مُنِعت سيكون لفترة مؤقتة تنتهى بزوال مسبب المنع

الثقة فى النفس

فى المقابل ترى سارة فؤاد، مذيعة الشارع، أن الفلاتر تعطى لمستخدمها ثقة فى النفس كما يمكن اعتبارها أيضًا استسهالاً، فالفتيات تحب أن تظهر بمظهر جيد عند التقاط الصور، فتسعى لضبط الشكل والماكياج؛ فى حين يوفر الفلتر هذه الخطوة علينا، فأصبح يقوم هو بمفرده بضبط الشكل تلقائيًا، من ناحية أخرى هو وسيلة لمواكبة صيحات الموضة دون الخوض فى عمليات التجميل، فقد ترغب فتاة فى إجراء فيلر للشفاه على سبيل المثال؛ لكنها تخشى النتائج فيكون الفلتر هنا هو الوسيلة المُثلى لها. وبالتالى فالفلتر سهّل علينا كل هذه الأمور دون اللجوء للحقن والشكشكة. فيمكن القول أنها تساهم فى دعم الثقة فى النفس أكثر، وتجعل مستخدمها على استعداد لفتح الكاميرا والتصوير طوال 24 ساعة دون خوف على المظهر وبثقة تامة. 

جمال بلا عيوب

وتوضح خبيرة التجميل خديجة إسماعيل، أن فلاتر التجميل تؤثر بشكل كبير على عملها فى مجال التجميل؛ فأصبحت كل من تأتى للصالون ترغب فى أن يكون وجهها بعد تطبيق الماكياج مثل الفلتر. وفى حالة وجود حبوب فى البشرة فمن الطبيعى أن يظهر بروز الحبوب على الوجه بعد عمل الماكياج؛ فتتساءل الفتاة لماذا يظهر الوجه هكذا فنحن نرى الصور ليس بها هذه المشكلة؟ وعندها أقول أن أى صور يتم عرضها على النت تكون خاضعة للفلاتر ويتم عمل خاصية smooth للوجه. فكل من تأتى ترفض أى مشاكل فى وجهها. وتفكر فى الظهور مثل الصور المفلترة. فإذا كان بالوجه بعض العيوب فمن الطبيعى أن تظهر تلك العيوب حتى مع الماكياج؛ ولكن طبيعى أن يقوم الهاتف بتجميل وتحسين الوجه عندما نلتقط الصور».

انعدام الثقة 

من جانبه يؤكد د. هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن هناك ثلاثة معايير للجمال: المعيار العادي، والمجتمعي، والعالمى. ودائمًا ما يسعى الأفراد للوصول لهذه المعايير. وعدم الوصول إليها قد يؤدى إلى انعدام الثقة فى النفس؛ ينتج عنه استغلال الفلاتر. فالمرأة التى تستعمل الفلاتر تعانى من فقدان الثقة فى النفس. فإذا كنت أرى نفسى جميلة فما الحاجة لاستخدام الفلاتر وتغيير شكلى. 

ويضيف، أن هناك أشخاصاً يعرفون أن لديهم شكوى أو علة فى مظهرهم؛ ولكن عندهم تصالح مع الذات. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الزعيم الفرنسى «شارل ديجول» الذى كان يشتهر بأنفه الطويل غير المتناسق وكانت كل الرسومات الكاريكاتورية له تصوره بأنف كبير. وعندما حدثوه عن الأمر قال لهم «نعم لكننى الوحيد الذى لا تنطفئ سيجارته تحت المطر؛ لأن أنفى طويل» فهذا الشخص يعلم أن لديه شكوى فى شكله؛ لكنه قادر على التأقلم معها لأنه واثق من نفسه بشكل كبير؛ ولكن الشخص غير المتصالح مع نفسه هو من يلجأ لاستخدام الفلاتر فهى دلالة على عدم الثقة فى النفس.

ويوضح، أن المشكلة الحقيقية هنا لا تكمن فى عدم الثقة فى النفس، فقد ينتج عن كثرة استخدام الفلاتر حدوث اضطرابات نفسية للشخص. فعندما يتعرف عليه الناس على أرض الواقع، وتبدأ عملية المقارنة بين شكله الحقيقى وشكله بالفلتر؛ سينظرون له نظرة مختلفة فيشعر بالاحتقار؛ وبالتالى يكره ذاته وهو ما يقلل فعليًا من ثقته فى نفسه أكثر ويبدأ فى الدخول فى حالة اكتئاب وعزلة. لا أعتقد أن تصل إلى مرحلة الاكتئاب العقلى الذى يؤدى للانتحار؛ ولكن هناك أشكال كثيرة من إيذاء النفس غير الانتحار. 

ديسمورفوبيا 

فى السياق ترى د. ريهام محمود مشالى، مدرس مساعد بقسم علم النفس كلية الآداب جامعة عين شمس، أن هذه الظاهرة مثل قطعة النقود لها وجهان. الأول هو مواكبة الترند وشيوعها لتصبح مقبولة بين الناس، أما الوجه الآخر فيتمثل فى غياب القدرة على تقبل كل ما هو جديد والإصابة بحالة من الإحباط ورفض الشكل. وهو ما ينعكس بالضرورة على مفهوم الذات، وتقديرها، والثقة بالنفس. وكل هذا قد يؤدى لاضطرابات نفسية، وإلى رفع خطر الإصابة بـ«اضطراب تشوه صورة الجسد» أو «ديسمورفوبيا» المعروف بأنه عدم إعجاب الشخص بذاته. حيث حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين مؤخرًا من هذا. وبينت أن هذا الاضطراب يندرج ضمن اضطرابات الوسواس القهرى، وفيه يشعر الشخص المصاب بقلق مفرط بسبب عيب فى شكل أو معالم جسمه، مما يرفع خطر الإصابة بالاكتئاب.

وتتمثل أعراض هذا الاضطراب فى تدنى احترام الذات، العزلة الاجتماعية، العدوانية، والهوس بشكل الجسد وأنظمة الحِمية الغذائية من أجل الوصول إلى الصورة المثالية للمشاهير والنجوم. وفى الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى حد إيذاء النفس ومحاولة الانتحار. فلا يمكن إغفال الفلاتر وتأثيرها الضار على صورة الجسد واحترام الذات، خصوصًا لدى الفئات الأقل وعيًا، وتأثيرها على التوازن النفسى والاجتماعى لديهم.

ويُعتبر هوس الحفاظ على الجمال بالشكل لدى النساء مرتبطا بتقدم العمر. فكلما تقدمت المرأة فى العمر زاد اهتمامها بنفسها وبشرتها حفاظًا عليها من الإصابة بالشيخوخة، والظهور بسن أصغر من سنها الحقيقى. وفى ذلك نسبة كبيرة من تقليد المشاهير والفنانين الذين يقومون بالعديد من العمليات التجميلية ليظهروا بسن أصغر عن سنهم الحقيقى.

الوعى الجمعى

ويوضح د. على سالم، مدرس علم النفس السياسى والاجتماعى بجامعة حلوان، أنه عند الحديث عن سلوك الإنسان لا يمكننى وضع قواعد ثابتة لكل البشر. فيمكن القول فى المجمل أن الفلاتر ترند مثل السلفى والتصوير بزوايا مختلفة؛ لكن الإفراط فيها يحولها لمشكلة. فاستخدامها كوسيلة تحسين أو تزييف الصورة الحقيقية يعكس اضطرابا أو نقصا فى تقدير الذات عند الشخص وخاصة الفتيات. لأنهن الأكثر استخدامًا لها، وأحيانًا يستخدمنها لدرجة تغيير الملامح وهو ما يمكن اعتباره بمثابة عمليات تجميل الغلابة. فأنا لن أستطيع إجراء العمليات، فأستخدم الفلاتر لأظهر بالشكل الذى أحب كأنه نوع من التعويض.

ويمكن القول أن مشاهير السوشيال ميديا وما يقومون بفعله فى شكلهم وملابسهم وخاصة المهتمين بالموضة يخلقون حالة من حالات الوعى الجمعى عند البنات بشكل عام أن يقلدوهم. والكارثة الأكبر أننا وجدنا أن المؤثرين الذكور أيضًا بدأوا يستخدمون أشياء مماثلة تدفع الشباب أن يقلدهم بشكل كبير، كما أن فكرة الحفاظ على الجمال ترتبط باهتمام الإنسان بنفسه وشكله وتفاصيله والحفاظ على صورة جيدة له. وهذا الاهتمام لا علاقة له بأن يكون الإنسان جميلا أو غير جميل؛ وإنما يرتبط بسمات الشخصية عند كل شخص منا، ولن نقول أن اللجوء إلى الفلاتر مرض نفسى بقدر ما هو اضطراب أو يعكس حالة من حالات الاضطراب؛ ولكن حتى هذا يكون فى حالة الإفراط فى استخدامه. فإذا كان هذا الأمر سيؤثر فى شخصية الإنسان بمعنى ألا يتقبل الشخص نفسه بدون فلاتر هنا فقط يمكن القول أنها مشكلة تستدعى التدخل.

بيزنس 

وتؤكد د. أمانى أحمد يحيى، مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن سياق الدفع حولنا هو ما يدفع الناس لهذا التقليد. كضغط التركيز على الشكل لنكون مثل النجوم. فأصبح لدينا أيقونات للأشكال. وأعتقد أن المسئول الأول عن هذا هو البيزنس الخاص بمنتجات التخسيس والتجميل، حيث خلق هذا البيزنس عند الناس تصور أنها لن تصبح جميلة إلا إذا قامت بهذا الأمر؛ لكن واقعيًا أحيانًا تُصبح الناس تعيسة فعلًا لأنها غير قادرة على تحقيق الحلم. وتوفر الأبلكيشن على الهواتف سهَّل على الأشخاص هذه العملية. 

وتضيف، أن هناك ما يُعرف بالـ body image وهى تصورات الشخص عن جسده. والتطبيقات وفرت على الناس رغبات الصورة المأمولة. فأصبح بإمكان الأشخاص تغير لون العين، وشكل الجسد بسهولة. ويستطيع من خلال هذا لفت الانتباه والحصول على التدعيم من الأشخاص بجمل الإعجاب واللايكات. وهناك أشخاص تكون فى حاجة ماسة فعلًا لهذا التدعيم. 

وتوضح، أنه يمكن أن يكون للتنشئة دور مهم فى نمو انعدام الثقة عند الأشخاص، وذلك عندما يقوم الأهل طوال الوقت بانتقاد أبنائهم. فالمدح من الأهل يجعل الشخص متشبعًا بالحب، وبالتالى ستأتى ثقته من الداخل؛ ولكن عمومًا تدور التنشئة فى المجتمعات الشرقية فى اتجاه تسليع المرأة كجسد. فالمجتمع يصور للمرأة من طفولتها أنكِ لن تجدى عريسا إلا إذا وضعتِ كذا وفعلتِ كذا.

وتضيف، أن استخدام الفلاتر بشكل معقول يمكن أن يجعلنى أثق فى نفسى. وقد ينعكس عليه أن يهتم الشخص أكثر بنفسه بالماكياج والملابس؛ ولكن إذا كان استخدامها مبالغ فيه سأشعر بالإحباط. لأن هناك فجوة كبيرة بين شكلى الحقيقى، وبين الفلاتر التى أستخدمها طوال الوقت. فمن الجميل أن يسعى الشخص للوصول للجمال؛ ولكن الهوس سيصيب الفرد بالإحباط لأنه سيجعل الشخص عنده هدف لن يستطيع الوصول له. 

الاطمئنان أولًا

من جانبه يؤكد د. أحمد عزالدين العطار، استشارى جراحات التجميل، أن من يُقدِم على خطوة إجراء الجراحات التجميلية حاليًا يسأل ويطّلع أولًا قبل إجرائها؛ لكى يطمئن وبالتالى لن يكون التطبيق هو المتحكم فى الأمر. فالشخص يذهب إلى عدد من الأطباء والمراكز التجميلية عند تفكيره فى الأمر ليقارن بين الجودة والأسعار. فالاطمئنان بالنسبة للمريض الراغب فى الجراحات التجميلية أهم. وغالبًا ما تكون النساء هن الأكثر إقبالًا على عمليات التجميل والإجراءات التجميلية على سبيل تقليد ما هو رائج. وهذا موجود فى ثقافات أو طبقات معينة تحب أن تكون على اتصال بالموضة، وكل ما هو رائج مثل نفخ الشفاه أو الخدود. فهم فى تلك الحالة يحبون تقليد الموضة، وهذا الأمر موجود فى كل أنحاء العالم وليس مصر فقط. والأمر لم يعد مقتصرًا على الأطباء؛ وإنما أصبح هناك مراكز متخصصة فى التجميل مثل سيفورا فى فرنسا. فيمكن أن يلجأ إليها الأشخاص لإجراء بعض الاجراءات التجميلية، دون اللجوء لطبيب تجميل وخلافه. 

إبراز المشكلات 

يرى د. سعيد المصرى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، أنها ظاهرة عادية موجودة طوال الوقت لدى المصريين بشكل عام، وفى كل العصور؛ لكنها شائعة أكثر بين الشباب. ركزت عليها التكنولوجيا وأبرزتها. نتجت عن اهتمام الإنسان الدائم وهوسه بخصوص صورة الذات. فالشخص يرغب دائمًا فى تسجيل لحظة من وجهة نظره يراها الأفضل؛ بل إننا قبل ظهور الفلاتر كنا نحكم على جودة المصور إذا أخرج الصورة بشكل جيد باستخدام برامج الإيديت؛ ولكن زيادة استخدامها لدرجة الهوس وتغير صورة الذات تمامًا تعكس علاقة بالذات غير صحية.

ويشير إلى أن تلك الظاهرة قد تسهم فى تقديم صورة غير حقيقية عن البشر خلال تكوين العلاقات الإنسانية والعاطفية التى تنشأ من خلال العالم الافتراضى ولكن لا يمكن القول إنها أثرت على العلاقات العاطفية، لأن تكوين كل العلاقات يعتمد على ما يُدعى بتقديم الذات أو استعراض الذات. فدائمًا ما يحاول الشخص إظهار نفسه بأفضل الطرق، وتقديم صورة إيجابية عن ذاته أمام الأطراف الأخرى بغرض القبول. ولكن إذا استخدمها الأشخاص فى الكذب تُصبِح مشكلة لأن فى هذه الحالة بمجرد أن تنتقل العلاقات من العالم الافتراضى إلى العالم الواقعى ستنقطع. وحينها يمكن القول أن تلك العلاقات غير حقيقية لأن الأفراد حينها لا ترغب فى الواقع؛ وإنما ترغب فى أن تعيش الحالة الافتراضية فقط بما عليها. ولكن إذا استمرت العلاقات الإنسانية فيما بعد فى ظل الأوضاع السلبية والإيجابية إذن هى علاقات حقيقية.