الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. روسيا وأمريكا.. وطريق الشر

أنا وقـلمى .. روسيا وأمريكا.. وطريق الشر

بعد أن تناسَى العالمُ ويلات الحروب العالمية- الأولى والثانية- التى دمرت البشرية وقادتها للخراب؛ هل تعود الحروب العالمية إلى المشهد المعاصر مرة أخرى.. إن التباهى بالقوة والتكبر عاد من جديد؛ ليفتح التحديات المتبادلة نيران حرب، لن تؤتى ثمارها لمن أشعلها؛ حيث شنت القوات الروسية هجومًا كبيرًا على أوكرانيا، شمل إطلاق صواريخ على مدن وأهداف عسكرية.. فهل روسيا تمضى فى طريق الشر وأوكرانيا تدافع الآن عن نفسها؟! أمْ أن روسيا مضطرة ومجبرة على هذه الحرب لحماية نفسها من الجبروت الأمريكى الأوروبى الذى يهدد حدودها مع أوكرانيا؟! حقيقة الأمر معظم الناس- وأنا كمواطنة عربية مصرية منهم- لا نفهم لماذا شنت روسيا هذا الهجوم على أوكرانيا فى هذا العصر، وذلك بعد مرور ثمانية أعوام من غزو روسيا لشبه جزيرة القِرم، وإن كانت الحجة من غزو القِرم ومن العملية العسكرية الجارية الآن على الأراضى الأوكرانية واحدة، وهى الدفاع عن الناس فى المناطق الانفصالية، ويبدو أن تجاهُل الولايات المتحدة الأمريكية مَطالب روسيا بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو العسكرى، وتقديم ضمانات أمنية لموسكو كان السبب فى تأجج هذه الأزمة، وما أشبه اليوم بالبارحة؛ حيث تناولت صحف بريطانية التطورات فى أوكرانيا، ودخول القوات الروسية إلى مناطق متعددة فى البلاد، والتشابه بين ما يجرى حاليًا وما حدث فى سوريا من قبل وتنامى النفوذ الروسى، وما يمكن للغرب أن يفعله حاليًا؛ حيث إنه كما تراجَع الغرب واكتفى بالمشاهدة فى سوريا؛ فهو يفعل الشىء نفسه فى أوكرانيا،وإذا كانت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على أوروبا عنصرًا أساسيًا فى الهيمنة العالمية منذ الحرب العtالمية الثانية حتى الآن، إلا أن إمدادات النفط السوفيتى إلى أوروبا والتى بدأت عام «1968» قد أدت إلى تقليص سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليها، وتمكنت ألمانيا فى ذلك الحين من التغلب على مقاومة واشنطن، وإطلاق خط أنابيب الغاز، ومنذ ذلك الحين حتى الآن، كان الاعتماد المتبادل بين روسيا وأوروبا فى المجال الاقتصادى ضمانًا للحفاظ على السلام والاستقرار فى أوروبا، وكان على الولايات المتحدة أن ترضخ للأمر؛ خصوصًا أن ذلك لم يهدد مكانتها فى زعامة الغرب، لذا؛ فإن الولايات المتحدة تمر اليوم بأزمة، تقترب فيها من فقدان هيمنتها العالمية التى تتنافس عليها مع الصين وروسيا، وكان عليها أن تقوم بتنظيم صراع عسكرى بين أوروبا وروسيا، بغرض القتال معها بالوكالة، ولتحقيق ذلك تبدو الحرب فى أوكرانيا مناسبة للغاية، ولكن هل أوروبا مستعدة للمُضى على مسار الخطة الأمريكية؛ خصوصًا بعد حزمة العقوبات التى قد تؤدى إلى قطع العلاقات بالكامل بينها وبين روسيا، ولكن فى هذه الحالة؛ فإن التصعيد الذى أطلقته واشنطن حول أوكرانيا يخلق مقاومة بين الأوروبيين؛ حيث تراجعت ألمانيا عندما رفضت وضع خط أنابيب الغاز ضمن أهداف العقوبات المناهضة لروسيا، كما أعلنت كرواتيا أنها ستسحب جنودها من «الناتو» حال نشوب صراع مع روسيا، كذلك أعلنت الحكومة البلغارية أنها لن تشارك فى الصراع المحتمل مع روسيا بأى جندى بلغارى دون موافقة البرلمان، وعن موقف الحكومة المجرية فقد رفضت استضافة وحدة من وحدات الناتو، وأنها ستضمن أمن البلاد بنفسها، أمّا وزير خارجية إيطاليا ووزير المالية الفرنسى؛ فقد اعترفا بأن «السيل الشمالى - 2» هو أمر حيوى بالنسبة لأوروبا، ناهيك عن ارتداء الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» رداء صانع السلام، وإن كان لأغراض انتخابية؛ بل إن أوكروانيا نفسها قد أدركت أخيرًا أن قدرها الاحتراق بنيران تنفيذ خطط واشنطن، لهذا لا ينبغى المبالغة فى أهمية مقاومة الإجراءات المعادية لروسيا، أو ضد مشاركة أوروبا فى العقوبات المفروضة عليها ضد روسيا.. إذن الخلاصة أن روسيا لم تكن لتُقدم على إعلان إنذارها النهائى، إذا لم تكن متأكدة من تحقيق أهدافها.