الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«التضخم الكبير».. كيف يواجه العالم موجة الغلاء؟

يشهد العالم موجة غير مسبوقة من الغلاء بسبب ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، حيث تصاعدت أسعار المواد فى سوق السلع الأساسية العالمية منذ عدة أسابيع، بعد أزمة النفط.



وبدأت عدة دول فى تنفيذ عدة إجراءات للحد من ارتفاع الأسعار وضبط الأسواق خاصة أن الخبراء يتوقعون استمرار هذه الأزمة حتى منتصف العام المقبل.

 

وتأثرت الحياة اليومية للمواطنين بسبب الغلاء ولجأوا إلى اتخاذ تدابير من شأنها التكيف مع الوضع ففى ألمانيا، على سبيل المثال، تخلى عدد كبير عن سياراتهم الخاصة وقرروا الذهاب إلى عملهم بالقطار أو التجمع فى سيارة واحدة لتوفير البنزين.

صفعة لـ«بايدن» قبل انتخابات التجديد

فى الولايات المتحدة، قفزت أسعار المستهلك بنسبة 7.5 % الشهر الماضى مقارنة بالعام السابق، وهى أكبر زيادة على أساس سنوى منذ فبراير 1982، وتراوح تسارع الأسعار عبر الاقتصاد من المواد الغذائية والأثاث إلى إيجارات الشقق وأسعار تذاكر الطيران، والكهرباء، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.

وأشارت الوكالة إلى أنه عند القياس من ديسمبر إلى يناير، كان التضخم 0.6 % وهو نفس الشهر السابق وأكثر ما توقعه الاقتصاديون، فيما ارتفعت الأسعار بنسبة 0.7 % من أكتوبر إلى نوفمبر و0.9 % من سبتمبر إلى أكتوبر.

وأفاد  تقرير الوكالة المستند إلى إحصائيات وزارة العمل الأمريكية، إلى أن نقص الإمدادات والعمال والجرعات الكبيرة من المساعدات الفيدرالية، وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية والإنفاق الاستهلاكى القوى، أدى إلى ارتفاع التضخم فى العام الماضى، منوهة إلى أن هناك القليل من الدلائل على أنه سيتباطأ بشكل ملحوظ فى وقت قريب.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت الأجور بأسرع وتيرة منذ 20 عامًا على الأقل، مما يضغط على الشركات لرفع الأسعار لتغطية تكاليف العمالة المرتفعة.

ووفقًا لإحصائيات وزارة العمل الأمريكية، ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 4.2 % فى يناير وحده، وهو أكبر ارتفاع منذ 15 عامًا، وزاد بنسبة %10.7 عن العام السابق فى الشهر الماضى، ارتفع الأثاث والمستلزمات المنزلية بنسبة

 1.6 %، وهى أكبر زيادة شهرية فى السجلات التى يعود تاريخها إلى عام 1967.

هذا الارتفاع يعتبر صفعة مؤكدة لسجل الرئيس جو بايدن مع الناخبين الأمريكيين قبل أقل من عام من انتخابات التجديد النصفى الحاسمة فى الكونجرس وفقًا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء حزب الرئيس بايدن الديمقراطى ينأون بأنفسهم عن الكارثة الاقتصادية، فقد انتقد السناتور عن ولاية فرجينيا الغربية جو مانشين فى البيت الأبيض، لأنه بدا وكأنه «يعتقد أن إنفاق تريليونات الدولارات أكثر من أموال دافعى الضرائب سوف يعالج مشاكل الأمريكيين».

وأصدر بايدن بيانًا أقر فيه بالأرقام «المرتفعة» للأسعار لكنه واصل الإصرار على أنه سيتراجع بحلول نهاية العام، فيما يواصل المتنبئون توقع انخفاض التضخم بشكل كبير بحلول نهاية عام 2022. 

وقال بايدن فى وقت سابق: «لحسن الحظ رأينا نموًا إيجابيًا للأجور الحقيقية الشهر الماضى، واعتدالًا فى أسعار السيارات والتى شكلت حوالى ربع التضخم الرئيسى خلال العام الماضى عام، ورأينا بشكل منفصل أخبارًا جيدة مع استمرار انخفاض مطالبات البطالة الجديدة، وهذه علامة على التقدم الحقيقى الذى أحرزناه فى إعادة الأمريكيين إلى العمل خلال العام الماضى».

فرنسا تبحث زيادة الأجور

يبحث فريق من مساعدى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سبل استخدام اتفاقيات العمل الفرنسية لزيادة الأجور، وسط مخاوف من تأثير التضخم على القوة الشرائية للمستهلكين.

ووفقًا لوكالة «بلومبرج» الأمريكية، تهدف مساعى الفريق إلى زيادة رواتب العاملين فى الشركات فى الوقت الذى ترفع فيه الدولة الحد الأدنى للأجور.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحد الأدنى للأجور ارتفع بنسبة 4٫1 % منذ يناير 2021، لكن بعض القطاعات مترددة فى زيادة أجور العاملين لديها.

الألمان يبحثون عن بدائل

يشعر الألمان بالقلق من الغلاء وصعوبة الحفاظ على مستوى معيشتهم بسبب موجة التضخم وفقدان الرواتب قيمتها، فيما وصلت تكاليف الطاقة والإيجار والتسوق والخدمات إلى أعلى مستوياتها منذ العام 1993.

ووفق بيانات نسبتها صحيفة «دى فيلت» لوكالة الائتمان الألمانية «شوفا»، حوالى 44 فى المائة من الألمان لا يملكون القدرة المالية للحفاظ على مستوى المعيشة الذى اعتادوا عليه.

وأشار تقرير ألمانى إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 6 % تقريباً، وأصبحت الخضروات ذات تكلفة أكبر بسبب ضعف المحاصيل فى الآونة الأخيرة فى البلاد، بسبب ارتفاع مستوى أسعار الحبوب عالمًيا، حتى بات يتعين على المستهلك دفع المزيد مقابل الخبز والحليب والأجبان والألبان.

تظاهرات فى بريطانيا

وشارك المئات فى تظاهرات نظمت فى العاصمة البريطانية لندن ومدن أخرى فى المملكة المتحدة احتجاجا على غلاء المعيشة.

وسار المتظاهرون فى لندن حاملين لافتة سوداء تدعو إلى «خفض فاتورة الطاقة»، فيما دعت لافتة أخرى إلى «تجميد الأسعار وليس الفقراء» فى إشارة إلى ارتفاع كلفة الطاقة التى ترغم العائلات محدودة الدخل على عدم تدفئة منازلها.

كما نظمت التظاهرات فى غلاسكو (إسكتلندا) وكارديف (ويلز) ومانشستر (شمال إنجلترا).

وتظهر دراسة لاتحاد النقابات البريطانى شملت 2200 عامل أن  12.5 % منهم سيواجهون صعوبات فى تأمين حاجاتهم. 

وحذر بنك إنجلترا من أن التضخم الذى بلغ أعلى مستوياته منذ 30 عاما فى المملكة المتحدة ليصل إلى 5.4 % نهاية العام 2021، قد يرتفع إلى 7.25 % بحلول أبريل، ومن غير المرجح أن يعود إلى مستوياته الاعتيادية قبل عامين

اليابان تدعم البنزين

ولجأت اليابان إلى إطلاق برنامج دعم مؤقتًا لأسعار النفط، وقالت وزارة الصناعة اليابانية، إن الحكومة اليابانية سترفع دعم البنزين لموزّعى النفط إلى 5 ين للتر على مدار الأسبوع.

إيطاليا فى ظلام

غرقت المعالم الأثرية الإيطالية فى الظلام الدامس للاحتجاج على ارتفاع أسعار الطاقة وتسليط الضوء على الفواتير المرتفعة. وقامت أكثر من 8000 بلدة فى جميع أنحاء إيطاليا بإطفاء أضواء معالمها مساء الخميس احتجاجا على الارتفاع الهائل فى أسعار الطاقة.

تم تنظيم ليلة «الظلام الرمزي» من قبل الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية التى تقدر أن الفواتير ستزيد بنحو 550 مليون يورو للمجالس المحلية، من إجمالى الإنفاق السنوى على الكهرباء الذى يتراوح بين 1.6 و1.8 مليار يورو.

 

تونس

وبعد الارتفاع الكبير فى الأسعار والأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم بأكمله صارت الملابس المستعملة والقديمة حلا للكثير من العائلات التونسية متوسطة الدخل لمواجهة الغلاء المشطّ وليس فقط حكرا على الفقراء ومحدودى الدخل.

وتفيد آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الغرفة الوطنية لتجار الملابس المستعملة بأن أكثر من 94 % من الشعب التونسى يقتنون الملابس المستخدمة.