الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ظواهر جديدة تهدد مجتمعنا المصرى حملات رقمية ضد ثلاثية الابتزاز والتنمر والتحرش الإلكترونى

لا تزال الجريمة الرقمية خاصة الابتزاز الإلكترونى والتحرش والتنمر عبر الإنترنت يزداد بوتيرة سريعة تنذر بالخطر على مستوى العالم وبأشكال مختلفة بداية من حملات التشهير عبر الإنترنت والمراجعات السلبية غير المرغوب فيها والابتزاز عبر الفبركة إلى تصيد الأخطاء ويمكن لأى شخص أن يقع ضحية لهجوم الابتزاز الرقمى حتى المشاهير والسياسيين والأطفال. 



وفى مصر تعتبر النساء والفتيات المراهقات معرضات بشكل خاص للوقوع فى فخ الابتزاز ورغم المطالبات المستمرة من قبل عضوات مجلس الشعب والحملات الشعبية ومبادرات المنظمات النسائية الرسمية وغير الرسمية بضرورة تغليظ العقوبات ضد المبتز إلا أنه لا تزال توجد هناك العشرات من حالات الابتزاز الإلكترونى التى لا يسمع منها إلا القليل بعد انتحار الفتيات، وأن القوانين المحلية وحتى الدولية لم تستطع حتى الآن مواكبة التكنولوجيا المتغيرة.

الابتزاز الإلكترونى حرام شرعًا 

لم يمر إلا أسابيع قليلة على واقعة انتحار بسنت ابنة محافظة الغربية فى حادثة هزت الشارع المصرى حتى تلحقها حادثة أخرى لتدق ناقوس الخطر من الجديد حيث قامت طفلة أخرى من محافظة الشرقية تدعى هايدى شحتة أربعة عشر عامًا بالانتحار بنفس الطريقة عن طريق حبة حفظ الغلة السامة بعد تهديدها بنشر صور مفبركة لها بعد تآمر صديقتها وجارتها الخمسينية وآخرين عليها بعد أن صورتها صديقتها خلسة وهى تغير ملابسها فى غرفتها وقدمت الصور لجارتها التى كانت على خلاف مع أهل هايدى وقامت الجارة المتهمة بتحريض بعض الشباب فى القرية لابتزاز هايدى جنسيًا وتهديدها بنشر الصور، وخافت هايدى من الفضيحة فقامت بشراء حبة الغلة وماتت على الفور، وبعد تزايد مسلسل انتحار الفتيات بسبب الابتزاز الإلكترونى قامت بعض المؤسسات والجمعيات النسوية بالتحرك من أجل الحد من هذه الحوادث قبل أن تتحول إلى ظاهرة؛ وايضًا قامت مؤسسة الأزهر الشريف بإصدار فتوى بعد انتشار حوادث الانتحار عبر مواقع التواصل الاجتماعى طالب فيها المجتمع بالوقوف إلى جانب الضحايا وتجنب الخوض فى الأعراض، وقال مركز الفتوى العالمى التابع للأزهر إن ابتزاز الناس والطعن فى أعراضهم بالفيديوهات والصور المفبركة أمر محرم وجريمة منكرة مؤكدًا أن الانتحار لن يكون حلا ولا مهربًا بل وهم كبير وكبيرة من كبائر الذنوب ولا راحة فى الموت لصاحب كبيرة. 

الأزهر الشريف يدعو الأسرة آباء وأمهات إلى ضرورة الوقوف معًا ضد هؤلاء المجرمين.

وأكدت مؤسسة الأزهر أن ما يتم نشره عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات الخاصة بتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديو والتى يوظفها بعض الأشخاص فى الابتزاز الإلكترونى بهدف الحصول على المال أو إجبار الضحايا قسرًا إلى أفعال منافية للآداب أو إلى ارتكاب جرائم جنسية هى أفعال تحرمها الأديان وتجرمها القوانين وتأباها التقاليد والأعراف مشيرًا إلى أنه من المحرم شرعًا والمجرم قانونًا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة فى فبركة مقاطع مرئية أو مسموعة أو صور لأشخاص بغرض ابتزازهم ماديًّا أو الطعن بها فى أعراضهم وشرفهم أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمة، ودعا الأزهر الشريف المجتمع والأسرة آباء وأمهات إلى ضرورة الوقوف إلى جانب من يتعرض لخسة هؤلاء المجرمين وعدم تضييع حقوق ذويهم بتوجيه اللوم والتسرع فى إصدار الأحكام على الأبرياء، كما يُطالب الفتيات اللائى يتعرضن للابتزاز بسرعة توجههن لرب الأسرة أو من يقوم مقامه وإعلامه بما يمارس ضدهن لينال المجرم جزاءه ويتخلص المجتمع من شره.

 التنمر يدفع الفتيات للانتحار 

ورغم أن الانتحار قضية معقدة وهناك عوامل كثيرة مرتبطة بانتحار المراهقين والفتيات إلا أن التنمر الإلكترونى يمكن أن يكون حافزًا للانتحار ولا ينبغى التغاضى عن أهميته إلا ستكون النتائج كارثية، حيث سبق أن قام عدد من الفيتات بالانتحار وآخرهن كانت شقيقة بسنت ضحية الابتزاز الإلكترونى حيث قامت  نيرة خالد شلبى 24 عامًا من محافظة الغربية بمحاولة الانتحار بحبة الغلة السامة وقد وجدها أهلها مصابة بحالة إعياء شديدة نتيجة إقدامها على محاولة الانتحار، وتمكن أطباء مستشفى طنطا الجامعى من إجراء الإسعافات الأولية لها لإنقاذ حياة الفتاة، حيث تم عمل غسيل معدة لها واتخاذ كل الإجراءات لإنقاذ حياتها وتبين أن الحبة التى تناولتها الفتاة فاسدة بسبب تعرضها للرطوبة منذ فترة طويلة وبالتالى فقدت المادة السامة الفعالة المميتة بها، وأكدت أسرة نيرة أنها كانت تمر بحالة نفسية سيئة خلال الأيام الأخيرة عقب تنمر أهالى المتهمين عليها وعلى شقيقتها المتوفاة وتنمر بعض أهالى القرية أيضًا الأمر الذى أصابها بحالة من الاكتئاب الحاد ورفض الحياة والإقبال على إنهاء حياتها.

 بسمة هلال تبلغ عن المبتزين

ومن جانب آخر تمكن عدد من الفتيات الصمود وقررن التعامل مع المبتزين بشكل قانونى وكانت بسمة هلال التى أصبحت حديث السوشيال ميديا مؤخرًا أشجعهن حيث قامت بالإبلاغ عن المبتزين، وبسمة من مركز كفر الزيات التابع لمحافظة الغربية قد تعرضت للابتزاز الإلكترونى أيضًا على يد مجهولين بعد أن تم سرقة هاتفها المحمول وهو ما سبب لها العديد من الأزمات وسط أهل قريتها وكشفت تفاصيل عملية الابتزاز خلال بث مباشر ولم تخش ملامة الناس، بل سارعت للحصول على حقها وعدم إعطاء فرصة لأحد لكى يبتزها بعد أن اكتشفت الضحية انتشار صورها الخاصة على عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك للمرة الأولى وعلى الفور قامت بتحرير محضر لاتخاذ الإجراءات اللازمة. 

 حملات رقمية 

انطلق عدد من الحملات التوعوية تزامنًا مع اليوم العالمى للإنترنت الآمن والذى يحتفل به سنويًا فى شهر فبراير لتوعية مستخدمى الإنترنت عن كيفية وأهمية الاستخدام الآمن لشبكات الإنترنت ومن أشهر هذه الحملات حملة (سلامتكم الرقمية تهمنا ) والتى أطلقها برنامج سلامات للسلامة الرقمية للنساء فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذى تنفذه مؤسسة SecDev بالتعاون مع الشبكة الرقمية العربية DAN ومبادرة سيدات مصر وبرنامج سلامات من أهم البرامج التى تهتم بتغيير الثقافة حول السلامة الرقمية من خلال العمل لرفع مستوى الوعى لدى النساء والفتيات حول المهارات الرقمية وأفضل الممارسات فى هذا المجال وبرنامج السلامة الرقمية يعد مشروعًا دوليًا وإقليميًا يطبق فى عدد من الدول العربية ومن بينها الجزائر والأردن والمغرب وتونس والكويت والبحرين، ويسعى إلى بناء القدرات المحلية فى مجال المعرفة الرقمية من خلال التدريب على أساسيات السلامة الرقمية وتطوير مهارات الناشطات المهتمات بذلك إضافة إلى الاستجابة وتقديم الدعم لحالات العنف الممارس من خلال الإنترنت ضد النساء والفتيات.

 حملة سلامتكم الرقمية تهمنا

وتهدف حملة سلامتكم الرقمية تهمنا إلى تعليم مستخدمات الإنترنت كيفية تأمين حساباتهم الرقمية من الاختراقات والانتهاكات الإلكترونية كـالتهديد والابتزاز والتحرشات الجنسية والتنمر والمراقبة والتجسس عبر الإنترنت ومن المفترض أن تستمر الحملة لمدة شهر وستقدم الحملة خلالها طرق تأمين الحسابات بشكل سهل ومبسط بالإضافة إلى ندوات عن الأضرار النفسية والصحية التى تعانى منها النساء اللاتى يتعرضن إلى جرائم الابتزاز والتنمر والتحرش إلى جانب تقديم عدد من المختصين والمدربين على التعامل مع مثل هذه الجرائم ورش عمل مجانية، كما يوفر فريق عمل مبادرة سلامات المساعدة طول العام عن طريق الموقع الإلكترونى بشكل مجانى وكان لمبادرة سلامات حملات ناجحة مثل حملة سلامتك فى خطوتين التى تهدف لنشر الوعى بين النساء بأهمية الوصول إلى الأمان الرقمى على التطبيقات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى الموجودة على الأجهزة والهواتف المتصلة بالإنترنت وأشهرها فيسبوك وتويتر وإنستغرام وواتساب وأيضًا حملة «السلامة الرقمية بلغة الإشارة» وهى الحملة الأولى من نوعها التى انتشرت بشكل كبير فى دولة الجزائر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتهدف إلى توعية الشباب والشابات من فئة الأشخاص الصم بمبادئ السلامة الرقمية وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم على الإنترنت عن طريق فيديوهات تعليمية بلغة الإشارة من قبل مختصين أمن سيبرى ودكاترة نفسيين وإخصائين صحة نفسية.