الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. من غشنا فليس منا

أنا وقـلمى .. من غشنا فليس منا

منعتهم من الغش فكسروا ذراعها.. هل هذا يُعقل؟! عن معلمة الدقهلية أتحدث، مراقبة لجنة امتحان الشهادة الإعدادية بمدرسة تابعة لإدارة طلخا التعليمية، التى قامت بضبط الهاتف المحمول الخاص بالطالب بعد ضبط واقعة الغش، وكان مصيرها الاعتداء عليها بالضرب من قبل أولياء الأمور، بدلا من توجيه الشكر لها ومكافأتها، يتم إخراجها من المدرسة فى حماية الشرطة، فهل هؤلاء الناس يعلمون أن الغش آفة اجتماعية تضر بالمجتمعات وتشوه قيمها، هل يعلمون أن الغش يؤدى لسلب الحقوق ويشجع على انتشار الفساد، هل يعلمون أن الغش فى الامتحان هو خيانة للنفس وخيانة للمعلم الذى يقوم بمراقبة الامتحان، هل يعلمون أنهم لا يُعلمون أبناءهم الغش فى الامتحان فقط ولكنهم يحضونهم على تصرفات كثيرة أخرى سلبية فى حياتهم المستقبلية مثل الكذب والتملص من الاتهامات بعد ضبطه متلبسا بواقعة الغش، والأهم من ذلك؛ هل يعلمون أن الغش محرم دينيا حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى حديث صحيح «من غشنا فليس منا» هل يعلمون أن الغش عرقلة للعملية التعليمية التربوية والإخلال بأهم أهدافها وهو تحقيق المساواة بين الطلاب، هل يعلم أولياء أمور الطالب الغشاش أنهم يساهمون بشكل كبير فى الإخلال بالمنظومة المجتمعية، حيث إن اعتياد الطالب على الغش سيدفعه للاستمرار به فى كل الامتحانات التى تمر بحياته، حتى فى امتحان للقبول بوظيفة ما، وهذا ما يجعله مواطنا سلبياٌ فى المجتمع، يعتمد دومًا على غيره، ويُصبح مصدر خطر لأى مكان يتواجد فيه، ناهيك عن أنه لو تساهل المعلمون والمراقبون فى موضوع الغش فى الامتحانات، وعدم وضع عقوبات واضحة له، سينتج عنه خلق جيل كامل يتصف باللامبالاة وعدم تحمل المسئولية وعدم احترام القوانين والأنظمة، وهو ما يقود إلى مشاكل مجتمعية أكثر خطورة مستقبلا، وهنا أتوجه لأولياء الأمور بسؤال مهم وهو هل تريدون تعليم أولادكم وتسليحهم بالعلم والمعرفة أم تريدونهم يحصلون على شهادة، لا بد من تربية الأبناء على الأمانة والاتقان فى أى شىء يقومون به، حتى نربى أجيالا واعية، ومراقبة لنفسها مستشعرة لهذه الرقابة حتى فى ظل غياب رقابة الأهل أو المدرسة، فالغش سبب أساسى فى تخلف الأمم، لذا لا بد من تعاون الجميع فى محاربة هذه الظاهرة الخطيرة كلٌ حسب استطاعته، فالأب فى بيته ينصح أبناءه ويرشدهم ويحذرهم بين الحين والآخر، والمعلم والمرشد فى المدرسة والجامعة كل منهم يقوم بالوعظ والإرشاد، ومن المهم أيضاٌ أن تهتم الجهات المختصة فى الدولة بتشكيل لجان لدراسة هذه الظاهرة وتحديد أسبابها وكيفية علاجها.. وتحيا مصر.