انتصارات علمية جديدة تضاف للمرأة المصرية فى الخارج: د. سارة حجى حققت إنجازًا علميًا يفسر ظاهرة الأورام السرطانية

إنجاز جديد حققته سيدات مصر فى الخارج يضاف إلى سلسلة الانتصارات العلمية لباحثات مصر واللاتى شرفن بلدهن فى شتى المجالات النافعة لتؤكد جدارتها فى منافسة الرجل فى البحث العلمى، وصنعت المستحيل، وتجاوزت كل المحطات الصعبة وقدمت الشعلة للجيل الذى تلاها فى سباق مشاعل لا يليق سوى بعظيمات مصر.

 

الدكتورة سارة حجى بطلتنا هذا الأسبوع فى «نون القوة» استطاعت أن تحقق إنجازًا علميًا كبيرًا يفسر ظاهرة محيرة بشأن الأورام السرطانية؛ حيث أثبتت وجود تاثير للهرمونات الجنسية لدى المرأة على الأمعاء والبنكرياس واستنتجت من خلال بحثها الذى حصد أفضل بحث عن السرطان التأثير السلبى لتلك الهرمونات على سرعة انقسام الخلايا الجذعية بالمعدة ما قد يؤدى إلى مرضَىْ السرطان والشيخوخة.

الإثبات فسر ظاهرة حيرة العلماء بشأن ارتفاع نسبة هرمون الاستروچين حول الأورام السرطانية فى الجهاز الهضمى، وتعد هذه الدراسة الأولى التى تكشف علاقة هرمونات المرأة بتضخم الورم السرطانى مما جعل معهد هانستمان للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية يقدم لها منحة بقيمة 2.7 مليون دولار لاستكمال الأبحاث.. وفيما يلى نص الحوار:

قبل مغادرتها بأيام إلى ألمانيا بعد مشاركتها فى منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة التقينا بالدكتورة سارة حجى العالمة المصرية التى نجحت فى أعوام قليلة من تخرُّجها فى الجامعة الألمانية فى القاهرة بتقدير عام امتياز أن تتخطى بأبحاثها العالمية، وبتواضع شديد وببساطة العلماء بدأت تحكى لنا قصتها فى حماسة شديدة وكأنها طفلة تحكى عن تجربة تود أن يشاركها بها الآخرون.. كنت فى الابتدائية فى مَدرسة طلائع المستقبل، وأتممت حفظ القرآن وأنا فى الصف الثانى الإعدادى، ودخلت مدرسة سانت فاتيما قسم الإنجليزى، وكان هدفى منذ صغرى أن أكون متميزة تعليميًا، لمّا كنت فى آخر السنة تعرضت لموقف غيّر حياتى كلها هو وفاة حنان إحدى قريباتى بمرض السرطان قبل فرحها، ومنذ صغرى وأنا أحلم أن أكون طبيبة ولكن تغيرت حياتى تمامًا فبدأت أبحث عن مرض السرطان، وحلمت أن أدخل الجامعة الألمانية، ومنها أكون بروفسور وأحصل على جائزة نوبل وعندى 30 سنة.

وأثناء حديث سارة معنا بدأت تطلعنا على بعض الأوراق القديمة المكتوبة بخط يدها والتى كانت تكتب فيها كل ما تتمناه وكأنها تقرأ المستقبل، المدهش أن خطها طفولى وأمنيتها نجحت أن تحققها بجدارة من دون مبالغة، فكانت تتمنى أن تفيد البشرية والإنسانية وأن تنجح فى الطب وتصبح بروفسور بل إن أحلامها أوصلتها أن تحصل على جائزة نوبل فى عمر الـ30.

 مشوارها العلمى 

واستطردت د.سارة قائلة: فى عام 2015، انتقلت إلى معمل آخر فى ألمانيا، وبدأت الجزء الثانى من البحث فى الدكتوراه فى يناير 2017 وسلمتها فى 28 يوليو 2020، ونشرت أبحاثها مجلة (نيتشر) العالمية عن «دور الهرمونات الجنسية فى انقسام الخلايا الجذعية فى الجهاز الهضمى خلال الصحة والمرض».

وقالت د.سارة أنها اكتشفت أن لها فايدة وهى زيادة حجم الأمعاء، وانقسام الخلايا الجذعية ما يؤدى إلى امتصاص مواد غذائية بشكل أكبر لزيادة الناتج الإنجابى، على الصعيد الآخر بالنسبة لضررها، تسبب الزايدة المفرطة فى الهرمونات الجنسية (عن طريق الأكل أو المصادر الغذائية أو الدوائية)، تؤدى إلى فرط انقسام الخلايا الجذعية وسرعة الإصابة بالشيخوخة وتطور مرض السرطان.

وتكمل كلامها معنا قائلة إن دراستها ركزت على تأثير الهرمونات الجنسية على الأعضاء غير الجنسية، والبحث حول تأثير هذه الهرمونات على أى أعضاء أخرى فى الجسم. مؤكدة أن مجموعة من الخلايا الجذعية ومهمتها إعادة تجديد للعضو، من خلال انقسامها لجزئين، قائلة إن هناك رسالة من الأعضاء الجنسية بعد التزاوج لتعطى مساحة للمواد الغذائية فى الامتصاص بشكل كبير وهو ما يفيد الأجنة.

وبدأت تفسر لنا بشكل بسيط فكرة بحثها قائلة: إن الخلايا الجذعية تنقسم وتصبح كل خلية خليتين، واحدة منهما تبقى جذعية والأخرى تتحول إلى أى نوع من الخلايا يحتاجها الجسم. مضيفة أنها اكتشفت أن الهرمونات الجنسية مثل الأستروچين والتستيستيرون تنتقل إلى الأمعاء وتجعل خلاياها الجذعية تنقسم، وعندما يحدث ذلك فإن عدد الخلايا يزيد وحجم العضو يزيد وهو ما ينتج عنه تحسين الناتج الإنجابى لأن الأمعاء يكبر حجمها وتبدأ فى استيعاب مواد غذائية بكميات أكبر. 

وتابعت: إنّ الهرمونات الجنسية عندما تزداد فى الجسم عن طريق الأدوية؛ فإن الخلايا الجذعية فى الأمعاء تنقسم بسرعة كبيرة وتستهلك قدرتها الانقسامية بسرعة وتساعد على تطور السرطان أو  الشيخوخة. 

 علاقة وطيدة بين الهرمونات الجنسية والخلايا الجذعية

وقالت إن هناك علاقة وطيدة بين الهرمونات الجنسية والخلايا الجذعية الموجودة فى أعضاء غير جنسية مثل المعدة، موضحةً أن هناك مستوى عاليًا من الهرمونات الجنسية حول محيط السرطان فى الأعضاء الهضمية مثل الكبد، حتى الرجال الذين يعانون من تليف الكبد أو سرطان الكبد يكون لديهم فى محيط السرطان هرمونات أستروچين عالية.

 منتدى شباب العالم

وعن مشاركتها فى منتدى شباب العالم، قالت د.سارة أنها سعيدة وفرحانة بمشاركتها فى منتدى الشباب، ذلك الحدث المهم الذى يلتقى فيه الشباب من جميع أنحاء العالم ليتبادلوا خبراتهم وتجاربهم الإنسانية، مؤكدة أنها شرفت بلقاء السيدة انتصار السيسى فى إحدى جلسات المنتدى مع عدد من السيدات الملهمات بتجاربهن الناجحة وكيف أنها كانت تشجعهن على استكمال مسيرة العلم، وقالت إنها فخورة أنها مصرية وأنها التقت هذه السيدة العظيمة، كما التقت أيضًا د.نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، مختتمة كلامها معنا إن هذه التجربة لن تنساها وتتمنى أن تقدم لمصر كل الأبحاث الجديدة التى تكتشفها وتتمنى مزيدًا من النجاح لعلماء مصر، وأن يقدرها الله أن تخدم بلدها مستقبلاً.