
ايمان مطر
وداعــًـا ابنة روزا البارة
طويلة.. أنيقة ذات وجه بشوش وصوت هادئ وضحكة خافتة، لها هيبة تجُبرك على احترامها وتترك لك مسافة للاقتراب بحذر.. هى مدام زينب منتصر، كما قيل لى عندما لفتت نظرى بطلَّتها المتزنة فسألت عن اسمها.
فى بداية التحاقى بالعمل فى روزاليوسف كانت أستاذة زينب المسئولة عن قسم الفن والثقافة، وهو قسم له أهميته وثقله فى مجلة تنويرية عريقة أنشأتها فنانة فى الأساس.. كانت غرفة قسم الفن بجوار صالة التحرير بالدور الخامس والذى كان يضم الصحفيين الوافدين جددًا على المجلة، كنت أتبادل معها التحية عندما نلتقى صدفة عند الأسانسير وكانت بداية معرفتنا الحقيقية عندما أشادت بأحد موضوعاتى بالمجلة والذى احتل جزءًا من الغلاف، وكان ذلك نصرًا عظيمًا حينئذ.. لم تبخل بكلمة ثناء أو إشادة لزميلة لا تعرفها.. فهى الأستاذة الكبيرة التى تعلم قدر نفسها وتربت على القيم والأخلاق النبيلة، وبدأت زمالة جميلة بين أستاذة عظيمة عاصرت عمالقة الصحفيين بروزاليوسف وبينى.
هى الشقيقة الصغرى للفنانة الكبيرة سهير المرشدى، ولم أكن على علم بذلك حتى وفاة الفنانة سعاد حسنى فحكت لنا تفاصيل لقائها الأول معها أثناء تصوير فيلم القاهرة 30 والذى شاركت فيه الفنانة سهير المرشدى بمشهد من مسرحية غادة الكاميليا وكيف كانت السندريلا رقيقة فى تعاملها مع زميلاتها من الوسط الفنى.
لم تكن الأستاذة زينب ممن يعشقون مجالس النميمة أو يستمدون أخبارهم من القيل والقال أو يستمتعون بأذية الآخرين بالعكس كان قلمها حراً، شريفاً وما كتبت فى يوم ما إلا ما كان يمليه عليها ضميرها الإنسانى والصحفى وما سعت قط إلى منصب أو جاه فهى من البشر الذين يأتون إلى الحياة ليقولوا كلمتهم ثم يمضون فى هدوء يتناسب وأرواحهم النقية.
وداعا ابنة روزاليوسف البارة وإلى حين لقاء فى ملكوت الله.