الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقلمى .. الأخطاء الطبية القاتلة

أنا وقلمى .. الأخطاء الطبية القاتلة

طفت على السطح فى الفترة الأخيرة أخطاء طبية جسيمة، كان ضحاياها من المشاهير أمثال الفنانة الجميلة ياسمين عبدالعزيز، والإعلامية المتميزة إيمان الحصرى، وأخيرًا الزميل الإعلامى الرائع -الذى لن يتكرر- وائل الإبراشى، والذى أثارت وفاته الكثير من اللغط، ووصل الأمر إلى النائب العام الذى أمر بالتحقيق فى واقعة وفاته للكشف عن حقيقة مرض الزميل العزيز وحقيقة علاجه، وهل هناك أخطاء طبية حدثت أثناء علاجه، ويبقى السؤال هنا متى سينتهى مسلسل الأخطاء الطبية خاصة أن هذه الأخطاء قد طالت المشاهير من فنانين وفنانات وإعلاميين وإعلاميات، فما بالنا بالمرضى العاديين الذين طالتهم هذه الأخطاء، ولكنهم إما دفعوا حياتهم نتيجة لهذه الأخطاء، أو مازالوا يعيشون فى معاناة من أخطاء بعض الأطباء، لأنهم غير مشهورين لم يسمع عن معظمهم أحد، وهل أصبح إصدار قانون المسئولية الطبية ضرورة حتمية الآن لسرعة اتخاذ إجراءات رادعة ضد الطبيب المهمل أو المخطئ؟!.



هناك دراسات لمنظمة الصحة العالمية قد كشفت عن وفاة خمسة أشخاص فى العالم كل دقيقة بسبب أخطاء طبية فى العلاج، يعنى أن العالم يشهد نحو «43» مليون خطأ طبى سنويًا، سواء بسبب التشخيص الخاطئ أو الأدوية غير المناسبة، أو العمليات الجراحية الخاطئة، وهى نسبة تتجاوز ضحايا الحروب، والانتحار والأمراض الفتاكة، فى حين أن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وحدها، يموت نحو  «2,6» مليون شخص حول العالم بسبب الأخطاء الطبية، والطبيب فى أى دولة مهما بلغ من العلم والمعرفة غير مُلزم بتحقيق الشفاء للمريض، وله مطلق الحرية فى اختيار الطريقة التى يُعالج بها المريض، بشرط أن يكون لهذه الطريقة أساس علمى معترف به، وأنه مُلزم ببذل قصارى جهده فى اختيار الدواء والعلاج الملائمين لحالة المريض، مع مراعاة حساسية المريض من بعض الأدوية، كما أن مسئولية الطبيب لا تقف عند حد صرف الأدوية أو التدخلات الجراحية، بل تمتد المسئولية إلى رعاية المريض اللاحقة، خاصة إذا كانت حالة المريض حرجة، وتستلزم المتابعة من جانب الطبيب لتفادى ما يمكن أن يحدث من مضاعفات، والأصل فى العمل الطبى أن يكون علاجيًا، أى يستهدف بالدرجة الأولى تخليص المريض من مرض ألٌم به، أو تخفيف حدته، أو تخفيف آلامه، وعلى ذلك يمكن القول أن العمل الطبى هو عمل مشروع حتى ولو ساءت حالة المريض، ولكن إذا اقترن هذا العمل بخطأ ما سُئِل الطبيب عنه مسئولية غير عمدية، بمعنى أدق أن الطبيب غير مسئول عن نتيجة العلاج إذا قام بأداء واجبه كاملًا حسب الأصول الطبية والعلمية.

رحمة الله على زميلنا العزيز وائل الإبراشى.. وتحيا مصر. 