الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة .. «قناة الصحة» ونشر الوعى الصحى

الفهامة .. «قناة الصحة» ونشر الوعى الصحى

هى أول قناة حكومية «متخصصة» تقوم بنشر الوعى الصحى، قامت وزارة الصحة والسكان بتأسيسها وبثها على الفضائيات فى التسعينيات وكانت فكرة وزير الصحة الأسبق د.إسماعيل سلام والذى قام بتطويرات كبيرة فى قطاع الصحة سنذكرها فى مقال لاحق، وقد تغير اسمها فيما بعد إلى قناة «الصحة والجمال».



وكان الهدف الأساسى من إطلاقها نشر الوعى الصحى بين المواطنين ومحاربة الدجل والشعوذة الذى انتشر وقتها فى العلاج خاصة أمراض فيروسى «C-B» نتيجة الفقر والجهل وغياب الوعى الصحى، وقد شرفت بالعمل فيها سنوات وكانت الإعلامية القديرة فاطمة فؤاد أول رئيسة لها.

قامت القناة بمحاربة العادات السيئة والتعريف بالعادات الصحية السليمة وطرق العدوى وطرق الوقاية، ومنها على سبيل المثال قيام المرضى بأخذ الدواء والعلاج من الصيدلى دون الذهاب إلى الطبيب المتخصص أو بناء على نصيحة صديق أو زميل.

والآثار والمضاعفات الخطيرة نتيجة هذا السلوك على الصحة، وإصرار بعض الأطباء على علاج المريض دون أن يكون تخصصه معتمدين على جهل المريض وضرورة وأهمية إخبار المريض بالتاريخ المرضى له ولعائلته والأدوية التى يأخذها حتى يقوم الطبيب بالتشخيص السليم ونشر النصائح الطبية، وأيضًا التعريف بالآثار الجانبية للأدوية وتفاعلاتها مع بعضها البعض والتحذير من أخذ أى دواء دون استشارة الطبيب أو وقفه وأخذه من نفسه وشرح الطرق الحديثة للعلاج وبروتوكولات العلاج الصحيحة خاصة فى علاج أمراض الكبد والتى انتشرت فى المجتمع بنسب كبيرة وأدت إلى مضاعفات خطيرة للمرض من تليف واستسقاء وسرطان الكبد نتيجة تأخر العلاج وقيام غير المتخصصين والعامة بعلاجها سواء بالأعشاب أو لبن الجمل والحمير.

وقد حققت القناة نسب مشاهدة عالية فى وقت قصير، وهو ما يعكس اهتمام الناس بمعرفة المعلومات الصحية السليمة عن مرضهم وعن العلاج أيضًا حتى إن معظم القنوات أصبحت تخصص فقرات عن الصحة، ولكن كان هدفها الربح أكثر من نشر الوعى الصحى، حيث تقوم بالإعلان عن الطبيب والأدوية لمن يدفع مقابلًا ماديًا معينًا.

ثم قامت قنوات خاصة متخصصة بنشر الدجل والشعوذة وبيع الأدوية المغشوشة بهدف الربح على حساب المريض البسيط وللأسف وزارة الصحة والسلطات لم تستطع وقفها حتى الآن رغم آثارها الخطيرة على المرض والمواطن.

أما ما جعلنى أكتب عن «قناة الصحة» فهو ما أثير على مواقع قنوات السوشيال ميديا وشاشات التليفزيون أن الطبيب المعالج للزميل وائل الإبراشى السبب فى وفاته، حيث إنه لم يكن متخصصًا فى علاج حالته وأنه طبيب أمراض كبد وفيروسات كبدية وإذا كان هذا صحيحًا فنحن أمام كارثة طبية تستحق التحقيق.

والذى لا يعرفه معظم الناس أن هناك فيروسات كبدية B-C تنتقل عن طريق الدم وتسبب أمراض الكبد وأيضًا فيروس  A الذى ينتقل عن طريق الطعام والطبيب المعالج هو الطبيب المتخصص فى أمراض الكبد والفيروسات الكبدية.

ويوجد فيروسات تنفسية تصيب الصدر وتنتقل عن طريق التنفس والهواء مثل فيروسات الأنفلونزا أو سارس وأنفلونزا الخنازير وأخيرًا فيروس كورونا وتوابعه والطبيب المختص بعلاجها طبيب الأمراض الصدرية والفيروسات التنفسية، وإذا أصابت الجهاز التنفسى العلوى أى الأنف والأذن والحنجرة يكون الطبيب المعالج طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

وخلال العشرين سنة الماضية، حدث تطور كبير فى العلوم الطبية وأصبح هناك تخصصات أدق داخل التخصص الواحد مثال الأمراض الصدرية يوجد داخلها تخصص الحساسية والالتهاب الشعبى وتخصص علاج الدرن الرئوى وتخصص الالتهاب الرئوى والقصبة الهوائية وأمراض الرئة وفى أمراض الكبد أيضًا.

ولذلك نحن فى حاجة شديدة إلى نشر الوعى الصحى.

رحم الله الزميل والصديق العزيز وائل الإبراشى.

الفهم طريق الحرية.