
كريمة سويدان
أنا وقلمى .. الهدف والمغزى
لأول مرة فى تاريخه.. شهد أهالينا فى الصعيد أسبوعًا كاملًا من الافتتاحات المتتالية للمشروعات التنموية العملاقة فى جميع القطاعات، والتى من شأنها تحسين مستوى معيشة المواطن المصرى فى جنوب مصر، ووضعهم فى بؤرة الاهتمام من جانب دولتهم، هذا بعد سنين طويلة من الإهمال والتهميش لهذه البقعة الغالية من أرض مصر من جانب الحكومات االمتعاقبة.. ومَن يتأمل هذه الافتتاحات المهمة، سيلاحظ أن هناك عدة رسائل وأهداف لها معنى ومغزى وصلت كلها لكل المواطنين المصريين، كما أنها كانت بمثابة إشارات واضحة للخارج ممن كان يُخطط لغزو وتقسيم مصر؛ خصوصًا جماعة الإخوان الإرهابية، والتى كانت تستهدف إقامة بما سمته «الدولة الإسلامية» من داخل الصعيد، وفى حقيقة الأمر، لولا إيمان ورؤية القيادة السياسية بضرورة العمل بوتيرة متسارعة وفى كل القطاعات على التوازى، ما كان يمكن تحقيق طفرة تنموية كبيرة، تضع الصعيد ومصر كلها فى المكانة التى تستحقها، فى محاولة ناجحة لتعويض ما فات؛ خصوصًا أن الأوضاع المتردية التى كان يعيش فيها أهالى صعيد مصر، كانت السبب فى تفشى أعداد المتطرفين والمنضمين إلى داعش والجماعات الإرهابية المتطرفة فى الفترة السابقة، وما ساعد فى نجاح الهدف والمضمون من هذه الافتتاحات، أنها شملت معظم محافظات الصعيد، وعلى سبيل المثال تم افتتاح أكبر مجمع بترولى فى الوجه القبلى، وهو مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول بمحافظة أسيوط، وافتتاح محطة مياه أبوقرقاص بمحافظة المنيا، ومحطة صرف صحى «أبو شنب» بمحافظة الفيوم، بالإضافة إلى افتتاح مستشفى الأطفال التخصصى، والمجمع الصناعى فى منطقة البغدادى بالأقصر، والمجمع الصناعى فى بياض العرب بمحافظة بنى سويف، والمجمع الصناعى بمحافظة قنا، ومجمع صناعى آخر بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، هذا كله بجانب عدد كبير من محاور الطرق والنقل؛ خصوصًا محاور النيل، ناهيك عن تفقد بعض القرى لمتابعة مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية الريف المصرى، وكان لزيارات الرئيس السيسى لبعض قرى أسوان الأثر الجيد على أهالى هذه القرى؛ حيث عبّرت هذه الزيارة عن إنسانية القائد، الذى يشعر بنبض ومعانات شعبه، ولا يفوتنى هنا افتتاح مشروعات استصلاح وزراعة الأراضى االصحراوية فى منطقة «توشكى» بمحافظة أسوان، من خلال مشروع «توشكى الخير» والذى يُعد أكبر مشروع استصلاح زراعى فى منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التى نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة الحياة لها، بعد فترة من التدهور والفشل أصابت هذا المشروع الضخم.
وفى النهاية؛ إن افتتاحات أسبوع الصعيد تأتى فى إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية وخدمية متكاملة لأهل الصعيد، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأهالينا فى الصعيد، وأنا على يقين أن هناك مفاجآت كثيرة ستعلنها القيادة السياسية والحكومة المصرية قريبًا عن افتتاحات لمشروعات عملاقة أخرى فى محافظات سيناء، يجرى العمل فيها قبل الإعلان عنها، لتنتهى مقولة أن محافظات الصعيد وسيناء محافظات منسية.. وتحيا مصر.