الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل شراء العقارات فى «الميتافيرس» استثمار ذكى؟

تلقى العقارات الافتراضية المعروفة بـ«عقارات الميتافيرس» إقبالًا واسعًا، فهى نوع جديد من الاستثمارات يقبل عليها المستثمرون الأمريكيون رغم أنها ما زالت غير مأهولة بالسكان، ومع ذلك هناك تساؤلات بشأن الاحتفاظ بقيمتها على المدى الطويل، وقدم المستثمرون أموالًا حقيقية مقابل هذه العقود الافتراضية ويبيعونها للآخرين المهتمين بالتكنولوجيا الناشئة.



 

قد يبدو إنفاق ملايين الدولارات لاقتناء أراض افتراضية فكرة مجنونة، لكن الحماسة للعوالم الموازية تدفع بالمستثمرين إلى التعويل بشدة على قطاع العقارات الرقمية.

ويعتمد السعر الذى ستدفعه مقابل قطعة من العقارات الافتراضية على معظم العوامل نفسها التى تستخدمها لتحديد قيمة قطعة من العقارات الفعلية: الموقع، والمساحة.

وأعلنت شركة «ريبابليك ريلم» فى نيويورك هذا الأسبوع أنها أنفقت مبلغاً قياسياً قدره 4.3 مليون دولار لشراء أرض عبر «ذى ساندبوكس»، وهى منصة تتيح دخول عالم افتراضى يمكن للمشاركين فيه الدردشة واللعب وحتى المشاركة بالحفلات الموسيقية.

 

منصات بيع العقارات الافتراضية

تعد منصة «sandox» هى الأكثر شيوعًا والتى تسمح للناس ببناء أى شىء يمكنهم تخيله ضمن قيود البرمجة. أحد هذه القيود، وهى التى تخلق بعض القيمة للعقارات الافتراضية، هو أنه لا يوجد سوى عدد محدود من القطع التى يمكن شراؤها للأشخاص الذين يرغبون فى أن يكونوا جادين للغاية بشأن وضع الحماية الخاص بهم.

 

صفقات تاريخية

أعلنت مجموعة ميتا فيرس Metaverse group، صاحبة الموقع الاجتماعى الأكثر شهرة فيسبوك، نجاحها فى الاستحواذ على قطعة أرض بمساحة 500 متر مربع، بمنطقة fashion street الواقعة فى الخريطة الرقمية للعالم الافتراضى، معلنةً استغلالها لإنشاء وتطوير معرض أزياء لاستضافة أحداث الموضة الرقمية، استعداداً منها لدخول أكثر المجالات ربحية، بحسب توقعاتها.

وبحسب صحيفة الإندبندنت، فقد تم بيع قطعة الأرض على أساس أنها صالحة للبناء، بسعر 2.43 مليون دولار، وليس الغريب السعر إنما أنَّها أرض افتراضية وبهذا السعر، محطمة بذلك الرقم القياسى لأكبر مبلغ مدفوع فى قطعة أرض إلى الآن.

ويعادل المبلغ المدفوع كقيمة لقطعة الأرض الافتراضية 38.05 مليون جنيه، أى 76.1 ألف جنيه للمتر الواحد، وهو ما يقرب من 5 آلاف دولار.

ووفقًا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فإنَّ «ميتافيرس» للتطوير العقارى تخطط لاستغلال مساحة الأرض الافتراضية الجديدة لاستضافة عروض الأزياء والتجارة الإلكترونية، مؤكدةً تعاقدها مع كبرى بيوت الأزياء، وشراكتها للعديد من العلامات التجارية الشهيرة الراعية لذلك الحدث الافتراضى، لكنها لم تفصح بعد عن اسم أى من شركائها المحتملين.

فيما صرَّح سام هاميلتون، رئيس المحتوى بمؤسسة «ديسترالاند»، بأنَّ «الموضة هى المساحة الهائلة لاستثمارات ميتافيرس والتى تستعد لدخولها مستهدفة تحقيق مزيد من النمو».

وقبل ذلك بأيام أعلنت دولة باربادوس الكاريبية الصغيرة، أنها تعتزم إنشاء سفارة فى الميتافيرس، وهى شبكة من المساحات الافتراضية المترابطة توصف أحياناً بأنها مستقبل الإنترنت.

وارتفع الاهتمام بالميتافيرس منذ أكتوبر الماضى، بعد قرار «فيسبوك» جعل هذه الفكرة مشروعها الجديد، وذهبت المجموعة إلى أبعد من ذلك بإطلاق تسمية «ميتا» على شركتها الأم.

وأظهرت قاعدة بيانات العملات المشفرة «داب» أن أكثر من 100 مليون دولار أنفقت خلال الأسبوع الماضى، على مشتريات العقارات عبر مواقع الميتافيرس الرئيسية الأربعة وهى «ذى ساندبوكس» و«ديسنترالاند» و«كريبتو فوكسلز» و«سومنيوم سبايس».

وتشكّل العقارات الرقمية منذ الآن أصولاً مالية، مثل العقارات الحقيقية نفسها، مضيفة أنه «يمكن البناء عليها أو تأجيرها أو بيعها».

واستحوذت «توكنز. كوم» على قطعة أرض مهمة عبر «ديسنترالاند» فى حى فاشن ستريت، تعتزم المنصة تحويلها إلى وجهة للمتاجر الافتراضية للمجموعات الفاخرة.

وقال رئيس شركة «توكنز. كوم» أندرو كيغيل: «لو لم أجرِ أبحاثاً اكتشفت من خلالها أنها أملاك ذات قيمة عالية، لبدا ذلك جنوناً تاماً».

ورأى كيجل الذى عمل لمدة 20 عاماً كمصرفى متخصص بالاستثمار فى قطاع العقارات، أن الأراضى الافتراضية تشكّل فرصة مشابهة لسلع العالم الحقيقى، إذ تقع فى حى عصرى ومزدحم.

وبدأت العلامات التجارية الفاخرة منذ الآن فى دخول عالم ميتافيرس، إذ بيعت حقيبة يد من ماركة «غوتشى» مثلاً على منصة «روبلوكس» بأكثر من سعر نسختها المادية.

ويأمل كيجل فى أن يصبح حى «فاشن ستريت» معادلاً لـشارع «فيفث أفينيو» (الجادة الخامسة) فى نيويورك.

أما كيفية تحقيق الدخل، فيمكن أن تكون «أمراً بسيطاً، مثل امتلاك لوحة إعلانية، أو معقداً مثل امتلاك متجر مع موظف حقيقى»، على ما أوضح.

وأضاف: «يمكن للزبون دخول المتجر بواسطة صورته الرمزية (أفاتار)، وإلقاء نظرة على نماذج ثلاثية الأبعاد لحذاء يمكنه حمله بيديه، ويستطيع أن يطرح الأسئلة» على البائع.

 تجارب سابقة

وكانت مطوّرة عقارية أثارت الاهتمام عام 2006 عندما باعت أرضاً مقابل مليون دولار فى العالم الافتراضى لـ«سكند لايف»، وهو موقع رائد فى مجال الميتافيرس.

ولا يزال «سكند لايف» يعمل، لكن مؤيدى منافسيه الجدد يشيرون إلى اختلاف رئيسى واحد، فعلى «ديسنترالاند»، تحصل كل عمليات الشراء، سواء أكانت تتعلق بعقارات أو بأعمال فنية افتراضية، من خلال تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (إن. إف. تى).

وأنفق بعض مستخدمى الإنترنت عشرات الآلاف من الدولارات على هذه الأشياء الرقمية، ما جعل هذا المفهوم يثير فى آنٍ واحد الحماسة والشك.

وتوقع كيجل أن تصبح الملكية الرقمية سائدة فى السنوات المقبلة بفضل تقنية سلسلة الكتل («بلوك تشين») للتعاملات الرقمية والتى تضمن أمان المعاملات وشفافيتها.

وقال: «أستطيع أن أرى تاريخ الملاك، وتكلفة السلعة المعروضة وكيفية انتقالها من شخص إلى آخر»، إلا أن الاستثمار ينطوى على مخاطر، من أبرزها تقلّب قيمة العملات المشفرة المستخدمة فى شراء سلع (إن. إف. تى).