ماجدة الجندى.. نجمة لا تموت فى سماء الصحافة والأدب
تموت نجوم السماء وتندثر فى الكون اللامتناهى؛ لكن نجوم الإبداع لا يموتون، حتى وإن غيَّبهم الموت عنا بالجسد، إلا أن أفكارهم التى شكَّلت وجدان شعوبهم تظل حية باقية ما دامت الكلمة وما دام هناك من يقرأ.
غيَّب الموت فجر الأحد، نجمة تلألأت فى عالم الصحافة والأدب، نجحت فى صنع تاريخ ثرى، منذ محطتها الأولى فى حياتها الجامعية انطلقت إلى عالم مهنة البحث عن المتاعب لتدخل بلاط صاحبة الجلالة وهى لا تزال طالبة فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، محملة بثقافة فرنسية تلقتها فى مدرسة الليسيه.
كانت «روزاليوسف» بوابتها الذهبية فى عالم الصحافة؛ حيث قضت بها عقدين من الزمان، فى قسم «أفيش» المختص بصور من الحياة، وعملت فى مجلة صباح الخير؛ حيث نشرت باقة من أروع التحقيقات والحوارات الصحفية، كما شغلت رئاسة تحرير مجلة «علاء الدين» للأطفال، التى تصدرها مؤسسة الأهرام.
وقعت ابنة مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، فى غرام صحفى وأديب مبدع بدرجة مقاتل، هو الأديب الراحل جمال الغيطانى الذى تعرفت عليه فى سياق تنافسهما على تغطية جوانب من حرب الاستنزاف ثم حرب 1973، ليتزوجا عقب تخرجها فى الجامعة عام 1975.
إنها الكاتبة والأديبة ماجدة الجندى، التى وافتها المنية بعد معركة مع عدو شرس يهاجم جسد الإنسان بضراوة؛ حيث أصيبت فى السنوات الأخيرة بالسرطان، وكانت تتلقى العلاج فى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنها لم تتمكن من حضور جنازة الكاتب الراحل جمال الغيطانى الذى رحل فى 18 أكتوبر 2015، وها هى تودع الحياة تاركة إرثًا أدبيًا وصحفيًا؛ بل وقبل كل هذا إرثًا من العلاقات الإنسانية مع كل من تعامل معها.
«روز اليوسف» تهدى وسام الاحترام لروح الراحلة ماجدة الجندى، الفارسة والمقاتلة فى بلاط صاحبة الجلالة، داعين لها بالرحمة وأن يدخلها الله فسيح جناته.
