الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيروش العنيد يصلح ما أفسده البدرى.. حلم البرونزية العربية على الطريقة البرتغالية للجماهير المصرية

البرتغالى كارلوس كيروش، المدير الفنى لمنتخب مصر الأول، جاء من القارة  العجوز ليتسلم مهمة تدريب منتخب مصر، بعد فترة طويلة من التراجع الفنى والتدهور البدنى والكرة العشوائية، التى كان عليها حال لاعبو منتخب مصر، تحت قيادة المدير الفنى السابق للمنتخب حسام البدرى، وجاء البرتغالى بعد حالة من اللغط، وتضارب فى الأقوال ليفك شفرة الأداء الباهت والتراجع فى المستوى والعشوائية الفنية، والاختيارات التى تحكمها المجاملات، إلى أداء ممتع وانتصارات متتالية، جلب لاعبين، لم يكونوا فى الصورة ليتألقوا ويقدم للجمهور نوعية لاعبين، مختلفة جعلت الجمهور يثق فى قدراته الفنية والتدريبية.



 

كانت مشاركة منتخب مصر الأول، فى كأس العرب، بمثابة جولة تعارف حقيقية بين الجمهور وكيروش، ليثبت للجميع أنه مدرب ناضج ذو فكر عالٍ، لا يعرف المجاملات، ويفتح باب الانضمام للمنتخب للجميع، وهذا ظهر بالفعل لا بالقول، عندما ضم عمر مرموش المحترف بالدورى الألمانى، ثم ضمه للاعب أحمد رفعت، وأيضًا حسين فيصل، الذى تألق بشكل كبير فى كأس العرب، مع كلٍ من محمد عبدالمنعم، ومروان داود وأسامة فيصل وعمر كمال عبدالواحد.

كل هؤلاء اللاعبين انضموا وتألقوا تحت قيادة كارلوس كيروش، الذى أثبت للجميع أن يضم من يستحق ولا ينظر للأسماء، ولا يهاب لون الفانلة، ولا يلتفت للإعلام، التفكير فى شغله والإيمان بقدراته، تعد من أبرز سماته الغالبة والسائدة لذلك غلبت الروح والحماس والندية وهذا ما ظهرت معالمه خلال الفترة الماضية.

  كيروش صانع السعادة ولا يعترف  بـ«النجم الأوحد» 

لا يختلف اثنان على ما قدمه كيروش، خلال الفترة الوجيزة الماضية، وما فعله مع لاعبى المنتخب الوطنى، لكى يخرجهم من ظلمات الأداء الضعيف والعشوائية للتقدم السريع والانسجام والانتصارات المتتالية، مع استقطاب لاعبين خارج دائرة الضوء، ليدخلهم فى نسيج الفريق، ويحقق معهم المعادلة الصعبة ويكون حائل الصدى بينهم وبين وسائل الإعلام التى وجهت لهم النقد قبل أن ترى أداءهم داخل المستطيل الأخضر، وكان كأس العرب، هو خير رد عليهم وتحولت الانتقادات اللاذعة إلى ثناء وإشادة بالبرتغالى كيروش، وبهؤلاء اللاعبين.

نجح البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى لمنتخب مصر الأول لكرة القدم، فى كسب ثقة الجماهير فى ظل إدارته الحكيمة للمباريات فى كأس العرب، والذى نجح فى إيصال الفراعنة، لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مع استعادة الروح القتالية للاعبين، والإصرار على الفوز حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، وهو ما ظهر بقوة على أداء جميع اللاعبين والتحول والعودة من الهزيمة لتحقيق الفوز، وهذا يعنى أنه يجيد إدراة المباراة وقراءتها جيدًا خلال الـ90 دقيقة، بالإضافة أنه لا يعتمد على النجم الأوحد فى صفوف المنتخب، وهذا يتضح بصورة كبيرة من خلال عدم ثبات التشكيل والتعامل مع كل مباراة بظروف مختلفة، والتى أثبتت نجاحها بالرغم من هجوم الجماهير على هذه النقطة تحديدًا؛ فإنه لا يلتفت لهذا الكلام ولا يعير له اهتمامًا.

حلم «البرونزية» والـ 2 مليون دولار

كل ما يشغل بال كيروش هو ورفاقه، هو الفوز فى مباراة اليوم، والحصول على المركز الثالث ونيل الميدالية البرونزية، ونسيان الهزيمة من نسور قرطاج، والتى يعتبرها البرتغالى كارلوس كيروش غير عادلة على الإطلاق، لذلك ينوى اليوم اللعب للفوز ولا بديل عن الفوز، بصرف النظر عن قوة المنافس، والفوز اليوم والحصول على المركز الثالث، سوف يجعلنا أكثر ثقة وأكثر إصرارًا على السير على نفس النهج وتحقيق الفوز فى المباراة الفاصلة لتحقيق حلم ملايين المصريين بالوصول لمونديال قطر 2022.

وتعد من أبرز إيجابيات البطولة أيضًا هى تواجد وتوافر البدلاء الأكفاء، وظهور أكثر من لاعب لا يقل كفاءة عن الأساسى لذلك سوف تشتد المنافسة خلال الأيام القادمة لحجز مكان داخل القوام الرئيسى بالفريق، وسوف يكون المجهود والالتزام هو عنوان التواجد داخل أرضية الملعب نظرًا لصلابة وقوة شخصية البرتغالى كيروش، وعدم اعترافه بالنجم الأوحد ولا يفتح آذانه لأبواق الإعلام.

وعلى الجانب المادى، حصل منتخب «الفراعنة» على 750 ألف دولار، مقابل بلوغه دور الثمانية فى البطولة، بالإضافة إلى 500 ألف دولار أخرى، وهو المبلغ الذى حصلت عليه كل المنتخبات بمجرد المشاركة  فى البطولة، وينتظره مقابل مادى ضخم يقدر بحوالى 2 مليون دولار، وهو المبلغ المقدر لمن ينجح فى حصد المركز الثالث، والحصول على البروزنزية، أو أقل تقدير قد يحصد المنتخب الوطنى مليون ونصف دولار، إذا هزم وحل فى المركز الرابع.

لا أحد ينكر الحزن الذى ضرب الجماهير المصرية للهزيمة أمام منتخب تونس، فى نصف النهائى بهدف نظيف، جاء عن طريق النيران الصديقة، برأس عمرو السولية، فى المنعطف الأخير من المباراة، والهزيمة لم تكن هى السبب الرئيسى للحزن، ولكن عدم تحقيق فوز كان فى المتناول والصعود للمباراة النهائية، هو سبب الحزن الذى خيم على الجماهير، ولكن محصلة الأداء بالبطولة كانت سببًا فى السعادة التى كان مسببها العنيد كارلوس كيروش.