الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مفاجآت اللحظات الأخيرة فى الانتخابات الليبية «غليان سياسى» قبل لحظة اختيار المصير

تشهد الانتخابات الليبية يومًا بعد يوم مفاجآت سياسية غير متوقعة، فبعد أن قضت لجنة الطعون الاستئنافية بمحكمة استئناف سبها فى حكم نهائى برفض الطعن المقدم من المفوضية العليا للانتخابات ضد المترشح الرئاسى سيف الإسلام القذافى، اعترضت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وأكد رئيس المفوضية عماد السايح أن المفوضية استأنفت على جميع الطعون التى صدرت ضدها من قبل اللجان الابتدائية لصالح المرشحين الرئاسيين دون استثناء.



كما يتشكك عدد من أعضاء مجلس النواب الليبى فى إمكانية تنظيم انتخابات الرئاسة فى موعدها المحدد فى 24 ديسمبر الجارى، وطالبوا بمساءلة رئيس المفوضية العليا للانتخابات والمشرفين على العملية الأمنية والقضائية. وحذرت مراكز أبحاث عديدة من الفوضى وعدم إتمام العملية الانتخابية بالشكل الذى ينبغى أن تكون عليه من أجل تحقيق الاستحقاق الوطنى.

 بريطانيا لا تدعم الإخوان

وأكدت السفيرة البريطانية فى ليبيا كارولاين، أن بلادها ليس دورها أن تجد الحل للوضع فى ليبيا، ولكن تريد دعم الشعب الليبى فى إيجاد الحل، ودور بريطانيا هو دعم المؤسسات الليبية ودعم بعثة الأمم المتحدة فى مجلس الأمن ودعم الانتخابات، وبناء العلاقات مع كل الأطراف فى ليبيا.

وقالت السفيرة البريطانية، فى حوار لها نشرته الصفحة الرسمية للسفارة بفيسبوك: «ليبيا وبريطانيا تملكان علاقة تاريخية قوية، والمهم هو أن تدعم بريطانيا حلا ليبيا، وتدعم الديمقراطية والاستقرار فى ليبيا، وهنا يكمن دورى كسفيرة بريطانيا فى ليبيا».

وأضافت، أنه «فى الوقت الحالى من الصعب على السفارة البريطانية أن تكون متواجدة فى كامل ليبيا، استلمت وظيفتى فى شهر سبتمبر الماضى، ولكن لدى الرغبة بزيارة جميع البلاد من خلال برامج الدعم التى تقدمها الحكومة البريطانية ولدينا برامج دعم حول أرجاء ليبيا فى الغرب والشرق والجنوب».

وتابعت، أن «بريطانيا أحد أكبر المنادين بخروج القوات الأجنبية من ليبيا، وموقفها واضح فى هذا الصدد، حيث إنه من المهم خروج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية فى ليبيا تماشيًا مع الخطة الموضوعة من قبل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5»، لافتة إلى «أن ليبيا كانت منصة على مدى طويل، لخلافات الدول والقوات الأجنبية، وحان الوقت الآن لليبيا والمؤسسات الليبية لتحقيق سيادتها واستقرارها».

وحول سير العملية الانتخابية فى ليبيا، قالت: «فى أغلب الأحيان العمليات الانتخابية لا تكون مثالية ويشوبها بعض الصعوبات والتحديات، ولكن لدى أمل ومن والواضح أن الشعب الليبى يريد أن يُعبر عن آرائه والإدلاء بأصواتهم وهذا يعنى أن الانتخابات ستكون أمرا إيجابيا، وأيضًا، النسبة العالية لاستلام البطاقات الانتخابية أمر إيجابى للغاية، وأنه لا توجد عملية انتخابية مثالية، ولكن الأمر الأهم الآن هو أن الشعب الليبى يمكنهم التعبير عن آرائهم والإدلاء بأصواتهم والانتقال إلى المرحلة القادمة لاستقرار ليبيا وبنائها».

وشددت على أن بريطانيا لا تـدعم أى مرشح سياسى فى ليبيا، قائلة: «نحن ندعم العملية الانتخابية والمؤسسات التى تنظم الانتخابات. لسنا نحن من نقرر من يتولى الحكم فى ليبيا، هذا دور الشعب الليبى حين يقومون بإدلاء أصواتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة».

وأكدت أيضا أن بلادها لا تدعم تنظيم الإخوان المسلمين فى ليبيا، لأنها تدعم الشعب الليبى والمؤسسات الليبية ولا تدعم الأفراد أو المنظمات السياسية، مشيرة إلى أن بريطانيا تدعم ليبية متحدة ومستقلة، وهذا سبب آخر لدعم الانتخابات فى ليبيا وإعادة الاستقرار. فالجميع فى ليبيا لديهم دور فى إعادة الاستقرار والتحول من المرحلة الانتقالية على مدى العشر سنوات الماضية.

واستكملت أن «بريطانيا تعمل مع المؤسسات فى ليبيا مثل وزارة النفط والغاز والمؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزى، لأنها مؤسسات مهمة فى ليبيا، نحن لا ندعم أفرادًا بعينهم، بالرغم من تواجد هذا الشائعات. هناك شركات بريطانية مهتمة بالعمل مع هذا المؤسسات وأنا دورى هنا الربط بين الجهات فى بريطانيا والمؤسسات الليبية».

وحول إعادة فتح السفارة فى طرابلس، قالت «هذا يعتمد على الوضع فى طرابلس خاصة وباقى البلاد عامة. ويمكننى القول بأنى متواجدة فى طرابلس بشكل مستمر وأعتبرها منزلى، ولدينا تواجد دبلوماسى على الأرض، ونحن نعمل مع المؤسسات الليبية، وأتمنى عودة فتح السفارة فى مرحلة قادمة، ولكن لا يمكننى تقديم أى وعود بهذا الشأن».

ورأت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أنه رغم التفاؤل حول مستقبل ليبيا، والزخم الجديد والتوقعات بشأن إجراء الانتخابات الليبية فى ديسمبر، فإن المؤتمر الدولى حول ليبيا الذى عقد فى باريس، الشهر الماضى، كان بمثابة «خيبة أمل كبيرة».

وقالت المجلة الأمريكية إن المؤتمر هو أحدث سلسلة من التحركات الدولية لحل الأزمة فى ليبيا، حيث عقد بعد 3 أسابيع فقط من مؤتمر دولى آخر حول ليبيا فى طرابلس، ولم يسفر أى من هذه المؤتمرات عن شىء ملموس.

وأشارت إلى أن هذه التحركات تمنح إحساسا بالأمل فى أن ليبيا على وشك إنهاء حالة عدم الاستقرار التى طالت البلاد منذ سنوات.

وأوضحت فى تقريرها أنه بالإضافة إلى تجديد الدعوات التى يتم تجاهلها بشأن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، أكدت المؤتمرات على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى 24 ديسمبر.

وانتقدت المجلة مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، موضحة أنه بدلا من السعى لمعالجة المواقف المتأزمة والخلافات بين الأطراف الليبية، كان مؤتمر باريس مجرد «دبلوماسية سطحية» تهدف إلى تأكيد مكانة فرنسا باعتبارها لاعبا رئيسيا فى مستقبل ليبيا.

وذكر التقرير أن الإعلان عن ترشح سيف الإسلام القذافى، والمشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح لانتخابات الرئاسة الليبية، قد يمثل نقطة تحول فى البلاد، حيث يصور كل منهم نفسه على أنه سيضع الأساس لانتقال ليبيا إلى الديمقراطية.

 انتخابات عدم الحسم

من ناحية أخرى، رأى معهد «تشاتام هاوس» البريطانى أنه من غير المرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة فى الانتخابات الليبية بالنظر إلى مستوى الانقسام داخل ليبيا نظرا لما سماه المنافسة الصفرية على السلطة.

وأضاف المعهد أن التركيز قصير النظر على تشكيل حكومة جديدة، يحجب حقيقة أن النجاح لا يتمثل فى مجرد وجود تلك الحكومة، بل ما يمكنها فعله على أرض الواقع، خاصة أن أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية غير واضحة.

وقال المعهد البريطانى إن الذين فى مواقع السلطة يرون فى الانتخابات فرصة لحماية وضعهم الحالى، مضيفا أنه إذا فشلت الانتخابات أو إذا كان أداء حفتر سيئًا فسيعود بلا شك إلى الثكنات ويخالف سلطة المنتصر، وهذا مرجح للغاية لأنه من الصعب رؤية كيف سيحصل على الأصوات اللازمة فى غرب البلاد.

ويرى «تشاتام هاوس» أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، منافس لحفتر فى الانتخابات رغم أنه فعل الكثير لتسهيل ترشح حفتر، عبر صياغة قوانين الانتخابات من جانب واحد، والتى حولت ليبيا إلى نظام رئاسى مع أساس دستورى تمت صياغته بشكل سيئ، مما يؤدى إلى إنشاء سلطة تنفيذية غير مقيدة إلى حد كبير.

 4 سيناريوهات

ومع ذلك، قدم مركز «سى أو آر غلوبال» 4 سيناريوهات، ستتعرض ليبيا لأحدها، عقب الـ24 من ديسمبر الجارى.

وقال المركز فى ورقة بحثية إن «التسليم السلس للسلطة»، هو أول السيناريوهات المطروحة، لكنها لم ترجحه، نظرا لعوامل كثيرة.

كما تحدث أيضا عن «الانقسام المؤسسي»، كسيناريو ثانٍ، إذا ما تم الامتثال إلى مواد قانون الانتخابات وتقييد قوائم المرشحين.

وتوقع أنه فى حال إبعاد المشير خليفة حفتر مثلا، أن «يرفض الجيش الوطنى الليبى وأنصاره هذه الخطوة، مما ينذر بمخاطر».

أما السيناريو الثالث فهو «التنازع العسكري»، بمعنى أن يتم «التنازع على السلطة بعد الانتخابات بناء على ما يملكه المتنافسون غير الناجحين من قوة عسكرية أو مراكز سلطة».

وتوقعت «أن تشكل هزيمة بعضهم، خصوصًا الذين يتقلدون مناصب عليا فى الجيش صداعًا فى رأس الجميع»، ضاربة المثل بهزيمة «خليفة حفتر» أو تلقى تأكيدات غير مرضية فيما يتعلق بمنصبه فى الجيش، وهو ما «قد يجعله يتحدى السلطة الجديدة».

والسيناريو الرابع والأخير هو أن تفوز شخصية مثيرة للانقسام وهو ما يجعله غير قادر على حكم البلد كلها من طرابلس، وأكد المركز أن هذا السيناريو أكثر احتمالية للتحقق.