أنا وقلمى.. احتفال تاريخى عالمى.. وبدون أخطاء

فى كثير من الأحيان نسمع أن انعدام الإرادة السياسية هو السبب وراء فشل الدول ويعرقل - فى كثير من الأحيان - مسيرتها، ومع توفر الإرادة السياسية الرشيدة، نضمن الدفع نحو تحقيق الالتزامات، ومن حظ مصر والمصريين أن وهبها الله سبحانه وتعالى رئيسًا مثاليًا متبصرًا، لديه استراتيجية ملتزمًا بها، وأعتقد أن الإرادة السياسية المصرية استطاعت فرض قوتها بتذليل العقبات التى تواجهنا فى مختلف المجالات، والدليل على ذلك الحدث المهم الذى اتجهت أنظار العالم كله الأسبوع الماضى تجاهه، ألا وهو الاحتفال العظيم بافتتاح طريق الكباش الأثرى بمدينة طيبة سابقًا، الأقصر حاليًا، حيث يُعد طريق الكباش أقدم طريق أثرى فى العالم.. وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطويره.. هذا الطريق الذى يزيد عمره على «3500» عام بين أهم المعالم الأثرية فى الأقصر، ونُحِتت تماثيله من الحجر الرملى، ويمتد الطريق من معبد الأقصر بطول «2700» متر، وكان أول اكتشاف جزئى للطريق فى عام «1949» أمام معبد الأقصر، واستمرت الحفائر حتى تم اكتشاف جزء آخر من الطريق فى ستينيات القرن الماضى أمام معبدالكرنك، كما يعرف طريق الكباش بأنه طريق مواكب الآلهة ويعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة المصرية القديمة فى عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بموسم الفيضان، فيما عُرِف بعيد «الأوبت» قبل أن يندثر الطريق تحت الأرض بمرور القرون، وكانت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الفرعونية المقدسة تستمر فترة تتراوح بين «11» إلى «27» يومًا، وتتضمن مراسم شعبية ومراسم رسمية تتمثل فى موكب مهيب، ينطلق من معبد الأقصر بمشاركة الآلهة آمون، وخونسو، وموت، وكل هذه المعلومات عن مظاهر هذا الاحتفال موثقة على جدران معبد الأقصر بالتفصيل، من حاملى المراكب المقدسة والعازفين والأضاحى التى كانت تذبح فى هذه المناسبة.

 ويكفى أن نعرف ونفتخر بأن مشروع إحياء طريق الكباش الذى تم كان بأيادى مصرية خالصة، وبقرار من الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بهدف تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح ربط معبدى الأقصر والكرنك، بما يُسهم فى زيادة التدفقات السياحية، والإقبال على زيارة المدينة التاريخية، ويؤدى إلى انتعاشة سياحية تُعيد للأقصر عصرها الذهبى، وما لذلك من مردود اقتصادى كبير، تحية واجبة لكل من شارك وساهم فى خروج هذا الاحتفال التاريخى - وبدون أخطاء - فى أبهى وأجمل صورة أبهرت العالم كله، ليس فقط بشهادتنا نحن، وإنما بشهادة واضحة من إعلام وصحافة العالم كله، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشادت الصفحة الرسمية لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى القاهرة باحتفالية افتتاح طريق الكباش، وإشادات صحيفة «ديلى ميل» البريطانية بالحفل التاريخى، كما نشرت صحيفة «إلكوميرسيو» الإسبانية عن أهمية إعادة فتح طريق الكباش الأثرية والثقافية الكبيرة.

إن هذا الافتتاح الأسطورى يُعد رسالة واضحة من مصر للعالم كله بأنها التاريخ والقوة، ورسالة لنا جميعًا على أننا يجب أن نفتخر بمصريتنا، وبحضارتنا العظيمة.. وتحيا مصر.