الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة.. السياحة العلاجية والدخل القومى

الفهامة.. السياحة العلاجية والدخل القومى

للأسف السياحة العلاجية لم تأخذ حقها فى الدعاية واهتمام المسئولين رُغم أهميتها للدخل القومى والعُملة الصعبة.



ورُغم أن مصر تملك كل مقومات السياحة العلاجية سواء الاستشفائية أو الطبية مثال واحة سيوة والواحات الداخلة والخارجة وسانت كاترين وطور سيناء ورأس سدر فى جنوب سيناء والذى يقدر دخلها سنويًا بنحو مليارَىْ دولار؛ كما صرّح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والذى بدأ بالفعل فى الاهتمام بها، كما تملك مصر المراكز الطبية المتخصصة، مثال مركز الكُلى فى المنصورة والقلب فى أسوان وجراحات المخ والأعصاب والقلب فى القاهرة ونمتلك الكوادر الطبية العالمية على سبيل المثال وليس الحصر د.محمد غنيم رائد جراحات الكلى، ود.مجدى يعقوب رائد جراحات فى قلب الأطفال فى العالم، ود.محمد لطفى فى جراحات المخ والأعصاب ود.طارق الصايغ فى جراحات القلب المفتوح، وغيرهم كثيرين لا يتسع المقال لذكرهم.

كانت مصر فى مقدمة الدول التى يأتى إليها الأخوة العرب للعلاج ولكنها تراجعت فى السنوات الأخيرة وأصبحوا يذهبون إلى الأردن وتركيا ومؤخرًا السعودية بعد أن تنبهت هذه الدول لأهمية السياحة العلاجية وأقامت الصروح الطبية المتخصصة المتقدمة واستقدمت الكوادر الطبية من مصر والدول الأجنبية.

وما جعلنى أكتب هذا المقال مشهدُ الأسرة المصرية التى لديها توأمان ملتصقان من الرأس فى التليفزيون والسفير السعودى يرحب بهما ويودّعهما قبل سفرهما إلى السعودية لإجراء جراحة فصل التوأمين، وهى جراحة دقيقة وتحتاج أجهزة متقدمة جدًا.. وشكرًا للسفير السعودى وللمملكة على كرمها.. وقد تذكرت أن نفس العملية قد أجريت فى مصر منذ أكثر من 10 سنوات على يد الدكتور العالم الكبير د.محمد لطفى أستاذ جراحة المخ والأعصاب بقصر العينى، وبإمكانيات متواضعة بالنسبة لما حدث الآن من تطور تكنولوچى كبير، وظلت التوأمان على قيد الحياة وقتها نحو الشهرين وكانت أكبر مدة تعيشها التوأم بعد الفصل فى العالم، والعملية الوحيدة التى أجريت على يد بروفيسور إنجليزى توفت التوأمان بعد ست ساعات من إجراء عملية الفصل واعتبر العالم وقتها أن ما قام به الطبيب المصرى إنجازٌ لم يسبق أحد قبله فى العالم، وأذاعته وكل وسائل الإعلام الأجنبية والعربية واستضافته المذيعة الأمريكية الأشهر بربارا وينفرى وفريقه الطبى فى التليفزيون الأمريكى وأشادت بالنجاح الذى حققه، وقالت عنه الفرعون المصرى، وللأسف قوبل وقتها فى مصر بهجوم تشكيك من جانب أعداء النجاح وأعداء مصر ولم أعرف السبب ولا لمصلحة مَن يتم الهجوم على طبيب أشاد به العالم رُغم أن العملية قد تم تصويرها وبثها مباشرة للعالم باستخدام تقنية الكونغرافى أثناء إجراء الجراحة.

فهل تعود السياحة العلاجية وتعود لمصر مكانتها الطبية كما كانت فى مقدمة الدول فى المنطقة؛ خصوصًا أننا لم نحقق الهدف المأمول من سياحة الآثار والسياحة الترفيهية حتى قبل كورونا لأسباب كثيرة سوف نذكرها فى المقال المقبل.