الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقلمى..  بداية جديدة للدراما المصرية

أنا وقلمى.. بداية جديدة للدراما المصرية

منذ سنوات طويلة تَعرّض المجتمع المصرى لمجموعة صادمة من المسلسلات الدرامية الصادمة؛ حيث قُدِّمت مسلسلات لشخصيات دون المستوى الأخلاقى أو العلمى أو المجتمعى، والتركيز على مَشاهد البلطجة والعنف والألفاظ الخارجة، رغم أن الدراما المصرية كان لها تاريخ عظيم فى تجسيد شخصية «الفتوة» الذى يدافع عن المظلوم والضعيف، ولكن فى سياق درامى يجعله نموذجًا يُحتذى به وليس نموذجًا مُنفرًا للمحيطين به، ورغم أن التعريف البسيط للدراما أنها انعكاس للحياة الواقعية، ولكن بشكل تشخيصى يؤديه الممثل، لرسم وتحديد بعض الأشخاص قد يقابلها أو يعيش معها المُشاهد فى مواقف مختلفة وأوقات متفاوتة بهدف إحداث تأثير ونشر رسائل أخلاقية وثوابت راسخة فى المجتمعات التى تُعرض فيها هذه الأعمال الدرامية، ولكن فى الآونة الأخيرة ظهر نوع مميز من الدراما المصرية الهادفة تستحق التقدير والاحترام لصانعيها، والتى اتجهت لمناقشة ومعالجة مشكلات وقضايا تمس قطاعات كبيرة من المجتمع، فى محاولة لمعالجتها بصورة درامية اجتماعية جميلة، كنا نفتقدها منذ زمن طويل، كان أبرز هذه الأعمال وأكثرها انتشارًا وواقعية مسلسل (إلا أنا) والمكون من ثمانى حكايات تتطرّق لقصص مختلفة، كل منها تمس قضية مهمة، وكان لكل منهم دور فى تغيير الكثير من المعتقدات، التى كنا نعتبرها مُسَلمات لا يمكن المساس بها، منها ما يناقش معاناة مرضى البهاق والوحمة، وتنمّر المجتمع عليهم، وحكاية أخرى ناقشت قضية الأب الذى أنجب أربع بنات، وبعد وفاته يستولى شقيقه على ثروة أخيه بحجة أنهن بنات، كذلك مناقشة قضية العنوسة فى حكاية أخرى، وكمّ الضغوط النفسية التى تتعرض لها أى فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج سواء من أسرتها أو المحيطين بها، وحكاية أخرى عن المرأة المصرية الأصيلة التى تُضحى من أجل زوجها وأولادها، وتُفاجأ بعد كل هذا بزواجه من أخرى، وفى شقتها التى قامت بتأثيثها من الألف إلى الياء.



وحكايات أخرى كثيرة  ناقشتها المسلسلات المصرية سواء فى خمس حلقات أو عشر، صنعت بداية جديدة للدراما المصرية، بعيدًا عن الزخم الرمضانى المعتاد لتكون الأبرز خلال الفترة الأخيرة، وحازت على اهتمام الكثيرين- وأنا منهم- خصوصًا تلك الأعمال التى فتحت قضايا شائكة كان مسكوتًا عنها.. تحية واجبة لكل صُنّاع الإنتاج فى مصر وكل من ساهم فى تقديم محتوى درامى واقعى كبير فى الفترة الأخيرة.. وتحيا مصر.