الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
"الدرس ابتدى افتحوا الكراريس" من بحر البقر.. تتروى سينا

"الدرس ابتدى افتحوا الكراريس" من بحر البقر.. تتروى سينا

إذا نسينا يُذكرنا الزمن بحقيقتنا وكينونتنا نحن أمّة خُلقت عظيمة بين الأمَم.. كفاحُها ممتد.. عطاؤها الحضارى غير محدود.. تنحاز لها حركة التاريخ فى لحظة الضرورة.. إذا ما تكاسلت تكالب عليها الأعداءُ والحَمقَى.. وإذا ما استعادت عنفوانها.. مَن ذا الذى يزن نفسَه بجوار اسم «مصر»!.



 

الأيامُ الماضية كانت قدرية بامتياز.. نشوة الإنجاز مرّت على جرح غائر.. تتوارثه الذاكرة الشعبية.. العين على سيناء التى أخيرًا يتم تعميرُها بجدّيّة وتخطيط والتزام بعد عُقود من ترديد المصطلح دون أن يجاوزَ حيزَ التّمَنّى.

وقف الرئيسُ «عبدالفتاح السيسى» مُباهيًا الأمَم بمصر التى تفتتح أكبر محطة معالجة مياه فى العالم (محطة بحر البقر)؛ لكى تروى سيناءَ التى تتعطش للتنمية إلى أن جاء قائدٌ عظيمٌ أقسَم على استعادة (مصر العُظمَى).

فى هذا العدد ستجد تفاصيل هذا المشروع الضخم الذى يؤكد أن مصر سابقت الزّمَنَ ولم ينتصر عليها.. سابقت نفسَها وتفوقت عليها.. سابقت حتى الخيال وحققت ما هو فوق الخيال.. فقط لأنها أرادت.

ومصر إذا أرادت عليك أن تعلم أن إرادتها لا تُرَد.. وإرادتها لا تعلو فوقَها إرادةٌ.

بين السّياق السياسى والجغرافى والتاريخى والعُمق الفلسفى.. يجد القلمُ نفسَه متدفقًا فى رسم الصورة التى استشعرها عند متابعة هذا الحدث العظيم.. ما أروع الكلمات عندما تُسَخّر لتوثيق نجاح شعب مصر.. يومًا ما سيعودن إلى الحَرف المحفور على أوراق الوَرد (أوراق «روزاليوسف»)؛ ليدركوا كيف أعادت مصر بناءَ نفسها وكيف أعاد لنا «السيسى» مصر؟

السياقُ السياسىُ يقول إن منهج القيادة السياسية يسبق الجميعَ.. تلك القيادة التى تجعل من التحدّيّات مجردَ بنود فى استراتيچية عمل وطنية وتتفوَّق عليها.. مَن ذا الذى خَطط لواقع ومستقبل مصر مثلما يفعل الرئيس «السيسى»؟

مَن ذا الذى قرَّرَ أن يمحو ما لا يليق بوجه مصر الحضارى إلا الرئيس «عبدالفتاح السيسى»؟

مصرُ التى كانت تسعَى دوائرُ لخنقها مائيًا وهى دولة تعانى من الأساس من الشح المائى وتعانى من انفجار سكانى يَستدعى زيادات متوازية فى قدراتها المائية.. ترفع رأسَها إلى العالم.. بينما تدور دوائر المؤامرة.. تعمل عقول الفكر والتخطيط والعمل والتنمية والسلام فى مصر؛ ولهذا تنتصر مصرُ على الدوام.

بحر البقر.. اليوم يوثقها العالمُ فى موسوعة الأرقام القياسية بَعد 51 عامًا.. كان اسمُ بحر البقر مجرَّد أرشيف صحفى عالمى لمَجزرة ارتكبها العدوُّ الإسرائيلىُّ لكى يَرُدَّ عن نفسه خسائرَه فى حرب الاستنزاف، وهى واحدة من أشرَف وأشرَس المعارك العسكرية فى التاريخ.

استغل العدوُّ عدمَ اكتمال حائط الصواريخ واستهدف العُمق المصرى وبخسَّة وإجرام وجَّه طائرات الفانتوم لكى تضرب مدرسة بحر البقر ويستشهد أطفالنا وهم فى ملائكيتهم البريئة.. اختلط الحطامُ بالبراءة.. واكتسَى خط الصغير بدمه؛ لتدمى القلوبُ معه بجرح لا يفارق رُوحَ مصر توارثته الأجيال فى چيناتها.

أبريل سنة 1970 وقَبل أن يُغَيِّب الموتُ الزعيمَ الخالدَ «جمال عبدالناصر» الذى احتفلت الذاكرة الوطنية بذكراه العَطرة.. وبَعد 51 عامًا وفى سبتمبر 2021 يأتى اسم بحر البقر، ولكن بذكرَى النصر والإنجاز.. عفوًا نحن أمَّة لا تعرفُ تنكيسَ الرَّأس ولو بمجرد الذكرَى.

ولنزيد من الشّعر بيتَيْن.. من بحر البقر تُروَى سيناء.. سيناء للمصريين وحدهم.. ترابها المُقَدّس لن يعود مَهجورًا أبدًا.. سيناء سيتم تعميرُها.. سيناء المُقدّسة التى تبدأ أيام عزتها بذكرَى أكتوبر المجيد تبتسم اليومَ ومصرها لا تزال الرصاصة فى جيبها.. بِيَدٍ تَبنى وتُعمّر وتُصلح ما أفسدَهُ الدَّهرُ.. ويَد تحمل السلاح لتحمى لا لتهدّد وتُردع لا لتُخَوِّف.

هذا زَمَنُ مصر فاعلموا.. قَبل 51 عامًا كتب العظيمُ «صلاح جاهين» باكيًا أطفالنا فى بحر البقر (الدرس انتهى.. لِمُّوا الكراريس) واليوم نقول: (الدرس ابتدَى.. افتحوا الكراريس)..وللحديث بقية.