الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قال إن المكالمة الرئاسية منحته حافزًا وأثبتت له أن أحلامه قابلة للتحقيق: عبدالرحيم كمال: أتمنى أن أكتب بحرية عن علاقة المصريين بالدين

قبل أسابيع قليلة، أجرى الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى» اتصالاً هاتفيًا بأحد برامج الـ(التوك شو)، وهو أمرٌ اعتاد عليه الرئيسُ فى الآونة الأخيرة للتعليق على بعض القضايا التى تشغل الرأى العام، لكن الجديد فى تلك المداخلة هو أنها قد تمّت تعليقًا على حديث الروائى والسيناريست الكبير «عبدالرحيم كمال»، الذى كان ضيفًا فى حلقة تلك الليلة.



 وكان يتحدث عن رؤيته، وأحلامه، ومشاريعه الفنية التى يحلم بتحقيقها، لتلقى كلماته أثرًا فى نفس الرئيس، ويقرّر أن يناقشه فيها، وأن يعطيه الضوءَ الأخضر ليمضى قدُمًا من أجل تحقيقها، وإذا كانت تلك المداخلة قد أحدثت دويًا كبيرًا فى الوسط الفنى والثقافى المصرى، ما زال تأثيرها مستمرًا حتى الآن؛ فإنها من المؤكد قد ألقت على كاهل «كمال» مسئولية مضاعفة.. وفى حوارنا معه، حاولنا إخراجه من صومعته التى فرضها على نفسه عقب المداخلة من أجل أن ينجز مَهامه، وتَحدّثنا معه عن وقْع كلمات الرئيس عليه، وعن مشاريعه المستقبلية، وعن بعض المحطات المهمة فى حياته.. وإلى نص الحوار.

بقدر ما كانت المداخَلة التى أجراها الرئيس حدثًا جللاً ساهم فى إسعاد كل مبدعى هذا الوطن لأنهم شعروا أن صوتهم مسموع؛ إلا أنها كانت بمثابة مسئولية كبيرة ألقيت على عاتقك.. حدثنى عن وقْع تلك المكالمة؟ وما الذى تَغيّر فى خطتك الإبداعية بناء عليها؟

- المسئولية بداخلى طوال حياتى، والكتابة بالأساس مرتبطة بالمسئولية- ولو بشكل خفى- فلا يوجد كاتب محترم لا يحمل داخله قدرًا من المسئولية تجاه نفسه، وبلده، وتجاه الجمهور الذى يقرأ له أو يشاهد أعماله، وأى كتابة بلا مسئولية لا يعول عليها، والمقصود هنا بالمسئولية هو أن يقدم الكاتب عملاً يحفز الجمهور على التفكير، ويحقق لهم الاختلاف فى نمط تفكيرهم، أمّا عمّا أحدثته مداخلة الرئيس فقد جعلت تلك المسئولية تتجلى وتظهر، وإذا كانت المسئولية بداخلى منذ بداياتى، فالأحلام أيضًا كذلك، لكن وجودها لم يكن كافيًا، لذا منحتنى المكالمة الرئاسية حافزًا على أنها قابلة للتحقيق، فدائمًا ما كنت ألتقى بمنتجين متحمسين لنوعية معينة من الأعمال دون غيرها، وأحيانًا كنت اصطدم بإيقاع السوق الذى يساهم هو الآخر فى فرض طريقة معينة للعمل، لكن حاليًا زاد الأمل بداخلى أن تتغير كل تلك الظروف، طالما أن أعلى قيادة سياسية فى الوطن تدعمنى، وتصدّق أحلامى.

 وما هو شكل أحلامك التى تتحدث عنها؟

- أحلم أن أقدم أعمالاً فنية تمزج بين التاريخ والفكر، وتخاطب عقل الطفل، كما تخاطب الكبار، وتساهم فى إحداث تغيير- وإن كان بسيطا- أحلم أيضًا أن أكتب بحُرية عن علاقة المصريين بالدين؛ لأنه شعب عظيم يستحق أن يقدم له فن أفضل مما هو عليه الآن، وأظن أن كل زملائى من الكتّاب يشاركوننى الرأى، والحلم الذى أصبح الآن مدعومًا من الدولة، فلا يصح أن نقدّم ما لا يليق بأسمائنا أو بجمهورنا.

ما الذى تمنيت قوله للرئيس ولم يسعفك الوقت لذلك؟

- كنت مستمتعًا بحديث سيادته، كان بالنسبة لى أهم من أن أتحدث؛ لأن حديثه فتح أبوابًا كانت موصدة، وأثبت للجميع أن مهنتنا مهنة محترمة، وقد تحدّث الرئيس بصدق، وبحب، وكان يشاركنى الحلم على الهواء، وعندما أستمع إلى أهم مسئول فى الدولة يتحدث بهذا القدر من الصدق، والإنسانية، ويوجّه لى الحديث باعتبارى حارسًا من حراس الإبداع؛ كان علىّ الإصغاء.

 ما شكل المشروع المقبل لـ«عبدالرحيم كمال»؟ هل سيكون عملاً توعويًا يخاطب الفكر والوجدان مثل (القاهرة كابول) أمْ عمل به لمحة صوفية مثل (الخواجة عبدالقادر) وغيره أمْ له شكل آخر؟

- لم تتبلور الفكرة بداخلى بعد، وأنا فى العادة لا أفضّل الحديث عن الأحلام التى لا تزال فى مرحلة ما بين الظلام، والنور، فلا أزال أسعى، وأخطط، ولا يزال أمامى متسعٌ من الوقت لتقديم شىء جديد ومختلف، ويَخلق تأثيرًا فى نفس المتلقى.

فنانون كبار وضعوا ثقتهم بك كمؤلف وأصبح اقتران اسمك بأسمائهم دليل نجاح وعلى رأسهم «يحيى الفخرانى» والفنان الراحل «نور الشريف» وكلاهما تجمعهما الثقافة والاطلاع.. حدّثنا عن تجربتك مع هذين العملاقين، وما هو أبرز ما يميزهما من وجهة نظرك؟

- أنا محظوظ أن بداياتى كانت مع الكبار، بداية من الأستاذ «نور الشريف» صاحب الفضل علىّ، فقد فتح لى الأبواب المغلقة، وآمن بى، ثم الدكتور «يحيى الفخرانى» الذى أضاف لى الكثير باقتران اسمى باسمه، وكلاهما من أهم الفنانين العرب من وجهة نظرى، وأبرز ما يميزهما قدرتهما على احترام النص، وتقديره، واحترام الكاتب، فلا يتدخلان لإجراء تعديل أو تغيير إلا فى الصالح، وفى أضيق الحدود، وبطريقة شديدة التهذيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أننى محظوظ أيضًا بالتعاون مع مخرجين كبار، منهم الراحل «حاتم على»، «شريف عرفة، خالد مرعى، حسنى صالح، حسام على، وشادى الفخرانى»، فجميع تلك الأسماء ساهموا فى أن يصبح اسمى ساطعًا، وأنا مدين لهم بالشكر.

 مَن من الفنانين الحاليين تتمنّى العمل معه وتشعر أن التقاءكما سيحدث فى مشوارك ذات التأثير الذى أحدثه الأستاذان «نور ويحيى»؟

- الفنان الذى أتمنى العمل معه هو ذلك الفنان الذى يستطيع تجسيد فكرتى على الشاشة، فلا يوجد اسم بعينه، فالشخصية تفرض نفسها، والاسم يتبلور أمامى بمجرد الانتهاء من الكتابة وليس قبلها.

 هل اختيار الشخصيات المناسبة لتجسيد الأدوار فى السيناريو الخاص بك تقوم به منفردًا أمْ بالشراكة مع المُخرج؟

- بالطبع أن هذه المهمة هى حق أصيل من حقوق المُخرج، ويتم ذلك بالشراكة مع المُخرج، لكن التصور الأول دائمًا ما أضعه أنا بمجرد الانتهاء من الكتابة، ثم أطرحه على المُخرج الذى من حقه أن يؤيد اختيارى أو يرفضه.

تبنّيت مشروعًا غنائيًا صوفيًا من تلحين «محمد عبدالحميد» وغناء «تامر نجاح».. ما مصير هذا المشروع، وكيف تنوى تطويره فى الفترة المقبلة إذا ما كان لا يزال قائمًا؟

- بالفعل، أسَّستُ هذا المشروع منذ فترة، لكن فكرته اتخذت مسارًا جديدًا، فأنا أتمنى أن أصنع مشروعين غنائيين، أحدهما مسرحى، والآخر سينمائى، وهذه الفكرة ضمن الأحلام الكبيرة التى أسعى إلى تحقيقها بلا عَجَل، حتى تتحقق الجودة المنشودة فى اختيار الأبطال، والموسيقيين، وما إلى ذلك، وأخطط أن ترتبط المسرحية بالتصوف، بينما يرتبط الفيلم السينمائى بالحب، فالفكرة متبلورة بداخلى، لكنها تحتاج إلى جهة إنتاجية تتحمل ما بها من خيال.

 ما مصير مسلسل (النجيب) عن قصة حياة «نجيب محفوظ»، الذى أعلنت من فترة تصديك لكتابته؟ وإلى أى مدى وصلت مع الفنان «أحمد حلمى» فيما يتعلق بالتحضيرات؟ 

- الفيلم متوقف حاليًا، وهو لا يزال فكرة رُغم الخطوات التى اتخذت وقت إعلان المشروع والتى كانت يبدو أنها جدّيّة، أتمنى أن يتم تنفيذه قريبًا.

 صدرت لك مؤخرًا رواية (أبناء حورة).. هل من المتوقع تحويلها إلى عمل فنى درامى أو سينمائى؟ والسؤال ينسحب أيضًا على أعمالك الأدبية السابقة؟

- لا أشغل بالى بهذه الفكره أثناء الكتابة، فأنا أحب الأدب الذى هو سابق عن العمل عن أى مجال آخر؛ لأنه يحقق عندى إشباعًا من نوع خاص لا تحققه السينما أو الدراما؛ حيث بدأت كتابة السيناريو بعد العديد من الخطوات الأدبية، أسفرت عن 3 مجموعات قصصية، و3 روايات، وكتابين فى الحكى الصوفى، ومسرحية وحيدة، ولا أمانع إذا تحمّس أحد المنتجين لتحويل أعمالى الأدبية إلى السينما أو الدراما، ولا أشترط أن أكون كاتب السيناريو لتلك الأعمال.