السبت 2 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يجعل كلامنا.. آفة حارتنا «اللايف»

يجعل كلامنا.. آفة حارتنا «اللايف»

وسيشهد التاريخ أن انهيار صحافة الديچيتال، بدأ منذ اختلاط الحابل بالنابل، وتماهى الحد الفاصل بين الصحفى والـ«انفلونسر»؛ حيث تحوّل فيه أى شخص يجمع فى صفحته متابعين، إلى كاتب صحفى، يشار له بالفولورز، وأى بنت جميلة كاتبة مرموقة يشار لها حسب ما تَيَسّر من  (إطلالتها)، ووقعنا نحن معشر القراء تائهين ما بين كاتبات (السيلفى) وكُتّاب (الاسكرين شوت)،  حتى باتت  الصحافة الورقية فى محنة، وتخيّل البعضُ أن الأمل فى الصحافة الإلكترونية، فاكتشفوا أن أخبار بطانة رانيا ومايوهات چورچينيا، أفضل عند البعض من أخبار الاقتصاد والسياسة، تلك المرحلة التى تحوّل فيها مَن يتابع صفحات المشاهير وينقلها على الموقع الإخبارى هو الأهم فى المؤسَّسات الإعلامية. باعتباره هو مَن يرفع ترتيب الموقع على اليكسا ويزيد من معدلات وصول الأخبار على صفحات التواصُل.



كم من الجرائم كانت ترتكب باسم (اليكسا) الذى بدأ موقعًا لمتابعة الزيارات والمُشاهَدات وترتيب الأكثر زيارة، وانتهى به شيخ مَنسر يفرض إتاوات على مَن يريد الصعود.. شخلل علشان تعدّى كانت البداية التى انهارت فيها صحافة إلكترونية وليدة، الانهيار كان أبشع مع دخول كائنات «اللايف» أو البث المباشر وهو اختراع الغرض منه تنشيط صفحات السوشيال ميديا، وزيادة التفاعل عليها مع تحقيق مُشاهَدات وأرباح.. تحقيق الأرباح والمُشاهَدات هو الجملة التى فتحت الباب إلى نوع جديد من الصحافة هو أقرب إلى خالتى اللتاتة، الفارق أن خالتى اللتاتة كانت بتعرف تتكلم، لكن لايف المواقع يعتمد على مين اللى موجود فى الشيفت، لا لغة ولا قبول وهى أشياء يمكن تقبُّلها لو كان الأمر لنقل حدث أو حادث أو حتى حديث، لكن أن يكون اللايف فى موقع إخبارى مع شخص يلاعب قردًا أو يحرك ثعابين أو يُجرى حوارًا مع فتاة بتبيع كبدة فى الشارع، فهذا يؤكد أن مَن أسَّس صحافة الديچيتال هو صبحى كابر!

ما يحدث الآن هو جريمة مكتملة الأركان بحق مهنة يَحرقها (اللايف)، الأمر الذى يستدعى تدخلاً عاجلاً من الأستاذ «كرم جبر» رئيس المجلس الأعلى للإعلام لإعادة ضبط منظومة الديچيتال.. صفحات المواقع الإخبارية لا يمكن أن تميزها عن صفحات الكوميكس واللايف ستايل.. فضلاً عن اختلاق المعارك بين الجماهير.

ما يدور الآن هو عملية خنق مبكر للمواقع الإخبارية تتصدر فيه صفحاتها على السوشيال المَشهد لصالح أشياء قد تبدو مهمة لنوعيات مُعَيّنة من جمهور الدرجة الثالثة، لكنها قاتلة لصحافة الديچيتال التى باتت تقتات على مشروب التخسيس الأخضر لملبن مصر.

وملبن مصر هو مصطلح صَكته صحافة اللايف على كتلة مترامية الأطراف لعب فيها أطباءُ التجميل كل ما تعلّموه من قواعد الفك والتركيب، لينتهى بها المطاف ضيفًا دائمًا على أقسام الأعلى قراءة وهى تفض الاشتباك عن الناس المحتارة بين (ملبن) مصر و(دهونها).. أمّا مصر نفسها فلا تزال تكافح للخلاص من ماسورة اللايف التى ضربت لعل وعسى تجد مَن يغلقها ونخلص.. قولوا آمين.