أنا وقلمى.. مصر وتعظيم قدرتها العسكرية

عندما أضافت مصر قاعدة «3 يوليو» العسكرية فى منطقة «جرجوب» بمحافظة مرسى مطروح فى أقصى شمال غرب مصر بالقرب من الحدود مع ليبيا إلى قواعدها البحرية، دفع بى - كمواطنة مصرية عادية - إلى التساؤل عن أهمية هذه القاعدة بالنسبة لنا كمواطنين مصريين، وعن أهمية افتتاحها فى هذا التوقيت بالذات، وفهمت أن هذه القاعدة قد حملت رسالة واضحة بحماية الأمن القومى المصرى والعربى على حد سواء، فهى تُعد نقطة ارتكاز جديدة للقوات المصرية لمجابهة أى تحديات ومخاطر بالمنطقة، وإذا كانت قاعدة «محمد نجيب» التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوليو «2017» بمدينة «الحمام» غرب الإسكندرية أضخم قاعدة عسكرية برية فى الشرق الأوسط وإفريقيا، فإن قاعدة «3 يوليو» أُنشئت من أجل تأمين البلاد فى الاتجاهين الشمالى والغربى، وتأمين خطوط النقل البحرية، والمحافظة على الأمن البحرى باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية، والغواصات، والمجهود الجوى، ناهيك عن حضور الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات لافتتاح القاعدة البحرية الجديدة، والتى تُعد رسالة تأكيد على عمق العلاقات المصرية الإماراتية المتميزة، ورسالة أيضاً بمسئولية مصر تجاه أمن الخليج العربى، وأن أى تهديد على أرض الخليج، سيجد المساندة من مصر، طبقاً لمقولة الرئيس السيسى الشهيرة «مسافة السكة»، وناهيك أيضاً عن حضور رئيس المجلس الرئاسى الليبى «محمد المنفى»، وهو رسالة تأكيدية على أن القاعدة الجديدة تهتم بالأمن الليبى مثلما تهتم بالأمن المصرى تماماً، خاصة بعد فشل المفاوضات الليبية لإجراء الانتخابات فيها، بالإضافة إلى استمرار تواجد العناصر الإرهابية والقوات الأجنبية فى دولة الجوار «ليبيا»، والتى تواجه تحديات أمنية كثيرة وخطيرة منذ سنوات، وهو ما يُشكل خطراً داهماً على الأمن القومى المصرى، ومناورة «قادر» التى شهدها الرئيس المصرى وضيوفه أثناء حفل الافتتاح، رسالة واضحة للعالم كله بمدى أهميتها فى حماية الأمن القومى المصرى والعربى، خاصة بعد ترسيم الحدود البحرية والرغبة فى استغلال المياه الاقتصادية، لذا فإن القاعدة الجديدة تُمثل تطوراً تقنياً كبيراً للجيش المصرى وأفرعه الميدانية، ذلك لأنه الجيش الوحيد فى المنطقة الذى يقوم بتشغيل أسلحة أمريكية وروسية وصينية وفرنسية داخل ترسانته الجوية مثلاً، بمعنى أن مصر الآن تتجه إلى تنويع مصادر السلاح، وتسعى لإمتلاك الأحدث منها دائماً، وهو ما يُعظم من قدرات أمنها القومى.. وتحيا مصر.