الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العائدون من غزة.. يوميات فريق صباح الخير يا مصر من الأراضى المحتلة

العائدون من غزة.. يوميات فريق صباح الخير يا مصر من الأراضى المحتلة

«مهمة» ليست بالسهلة.. بهذه الجملة استقبل فريق عمل برنامج «صباح الخير يا مصر» خبر بث حلقة كاملة من غزة.. فريق البرنامج استخدم كلمة «مهمة»، فالسفر إلى غزة له اعتباراته وحساباته، غزة خرجت توًا من حرب شديدة القسوة، بعد أن تدخلت مصر بقوة، أعقبها قرارات مصرية جعلت الشارع فى غزة يدرك أن القاهرة أقرب إليه من أى مكان فى العالم.



 السفر بعد 3 ساعات 

القرار كان أسرع مما تخيلنا. 

سنصل عصر اليوم وبث الحلقة سيكون فى اليوم التالى: 

ما الذى سيتم فى غزة.. أى الأشياء سنقوم بتصويرها.. ماذا عن الفصائل واستقبالها لنا.. هل ستكون حلقة صباح الخير سياسية- أكره صراع الديوك ومشاجرات إلقاء الاتهامات-  أمْ تكون حلقة اجتماعية؟؟.. أسئلة كثيرة دارت فى الرؤوس أثناء التحرك لغزة.. حتى جاء القرار «نريد حلقة إنسانية، نريد أن يشاهدها أطفالنا الصغار فيعرفوا معنا فلسطين وقيمتها، نريد أن يتعلق بها الشباب وكبار السِّن».. على «الواتس آب» رسائل لا تتوقف من دينا كريم بعضها يسأل عن أحوالنا فى الطريق وبعضها الآخر يتحدث عن نوعيات العمل الذى سيتم تناوله.. الحقيقة أن دينا كريم كانت تستجيب لأفكارنا بسرعة تفوق ما نتصور، خبرتها الطويلة فى الإعلام تجعلها تتخيل الصورة.. وتدرك أن ما نرسله على «الواتس آب» سيتحول على الشاشة لأفكار مدهشة.

نريد تصوير ليلى ونهارى بـ«الدرون» مَشاهد أرشيفية لعمليات دخول المعدات المصرية.. أماكن العمل.. نحتاج كاميرات للتصوير فى الشارع مع الناس.. تشبه تليفزيون الواقع تلتقط كل شىء لنختار منه ونوظفه فى البث المباشر.. نريد نقل صورة الشارع كما هى. 

خلال فترة التوقف فى الإسماعيلية التقينا سيدة مصرية ما أن شاهدت هدير أبوزيد ومحمد الشاذلى حتى أرسلت ابنها لنا ليستأذن فى أن تُسَلم والدته علينا، لم ينتظرا حضور الحاجة منى-  هذا اسمها- وذهبا إليها ليُسَلما عليها فانطلقت فى الدعاء.. كان دعاء من القلب.. ربع ساعة كاملة لم تتوقف عن الدعاء لنا بالذهاب والعودة سالمين وأن «يجعلنا الله ملء السمع بالخير والكل يتحدث عن نجاحنا».. أدركنا أننا توقفنا فى الإسماعيلية لسبب واحد هو أن نلتقى هذه السيدة.

وصلنا غزة.. فى الحقيقة كان دخول المَعبر لحظة مهمة بالنسبة لفريق صباح الخير يا مصر.. 7 فى مهمة رسمية باسم عزمى المنتج الفنى «البرديوسر» الذى يمتلك رصيدًا من صناعة المحتوى فى مصر والوطن العربى، وهو أحد أبناء التليفزيون الذين عملوا لفترة خارج مصر فى أكبر القنوات، وأحمد نبوى المخرج الذى يعتبر التصوير الخارجى أحب إليه من أى شىء إلا «تى شيرت» النادى الأهلى، وأحمد الفرة مدير التصوير العبقرى الذى يمتلك رؤية فنية وقدرة على صنع كادرات مدهشة، ومحمد زكريا المصور الذى لعب أكثر من دور فى التنسيق والتحركات، ومحمد الشاذلى المذيع الشاب الذى يشبهنا جميعًا فى قصة صعوده ومثابرته وتنقله بين الفضائيات حتى أصبح فى أشهَر برنامج صباحى فى الوطن العربى، وهدير أبوزيد طبيبة الأسنان التى تركت الطب وبدأت العمل من الفيديو وول وانتهت على كرسى المذيع الرئيسى، بالإضافة الى كاتب هذه السطور رئيسًا لتحرير البرنامج وصانعًا لمحتواه.. 7 أشخاص كل منهم لديه حلم أن يقدم أقصى ما لديه لتكون حلقة «صباح الخير يا مصر من غزة» تليق بالاهتمام الذى تحظى به.

الأزمة أننا ذهبنا إلى غزة بعد أن قدمت الدولة المصرية رصيدًا من المَحبة يكفى ألف عام حسب ما قاله لنا كهل فلسطينى، أى تقصير أو أداء لا يُعبر عن قوة الموقف سيكون غير مقبول.. الحديث لم يتوقف خلال السفر.. سواء عن التقارير التى ستعرض والكاميرات التى ستتحرك فى الشارع أو نوعية الضيوف.. 

هل نستعين باستوديو القاهرة؟ 

سألنا السؤال فجاءت الإجابة من الأستاذ حازم الحديدى لا.. باستثناء موجز الأنباء الحلقة ستكون من غزة بالكامل.. شعرنا بالفرح للحظة لكن سرعان ما كان هَمّ مسئولية نقل 3 ساعات إلا ربعًا ثقيلة على قلوبنا وعقولنا.. كنا نوثق كل شىء بالكاميرا، الجو برو التى يحرص عليها باسم عزمى تبدأ بالابتسامة وأننا فى الساعة كذا نسير فى طريق كذا ونتحدث قليلا ثم نعود لترتيب الأفكار وانتظار وجود أى إشارة لشبكة محمول لكل نجرى اتصالاً مع غزة لمتابعة الجديد هناك أو فتح «الواتس آب» لنرد على دينا كريم وهى تسألنا «طمنونى عليكم». 

 اسم البرنامج صباح الخير يا مصر 

الاسم يعنى أننا ممثلون رسميون للإعلام المصرى، وتحركاتنا وما نقدمه سيكون له دلالته.. ندرك أن مبنى ماسبيرو بالكامل ينتظر أن نقدم حلقة تليق به وبتاريخه العريق.. نعرف أن كل العاملين فى المبنى الأقدم فى المنطقة لديهم رغبة قوية فى أن نقدم حلقة للتاريخ.. وهو ما زاد المهمة.. 7 أشخاص مطلوب منهم أن يفعلوا كل شىء.. ووضع خطط بديلة لأى ظرف طارئ.. وهو ما تم بالفعل، لكن قبل الحديث عمّا تم كانت أول «خضة» لنا هى لحظة دخولنا الحدود الفلسطينية.. صحيح أننا عندما وقفنا فى آخر مكان داخل المَعبر المصرى التقينا برجال غاية فى الرقى طمأنونا وأكدوا على توفير كل شىء، وأن هناك أشخاصًا من فلسطين سيكونون فى انتظارنا.. دخلنا المَعبر الفلسطينى شاهدنا فلسطينيين يغادرون ويدخلون.. ما انتبهنا له كان الاستقبال الرسمى.. هذا الاستقبال زاد من المسئولية.. الجميع يعرف البرنامج.. ضباط الأمن يلتقطون صورًا.. تلك الصور التى انتقلت من الهواتف إلى الجروبات ومنها إلى صفحات فلسطينية حتى إننا أصبحنا حديث الشارع قبل أن نصل إلى الفندق الجميع يتحدث عن تليفزيون الدولة الرسمى وبرنامجه التاريخى الذى سيبث حلقة من غزة.. بعضهم تصوّر أن الأمر سيكون لقاءات أو مجرد بث مباشر لدقائق كما يحدث مع نشرات الأخبار، هؤلاء كانوا أكثر دهشة وهم يتابعون 3 ساعات.

أول ما لفت الانتباه كان فرحًا فى الفندق الذى سنقيم فيه.. أهل غزة يحبون الحياة.. الغارات والهجمات أصبحت من تكرارها تشبه نوّات الشتاء، لكن هذه المرّة كانت شديدة القوة.. قال لى شيخ كبير: لم أسمع فى حياتى أصوات مثل هذه على قدر ما تابعت، ولم أجد قوة ضرب أكثر من هذه المرّة.

سألت شخصية بارزة عن سر الزواج بعد انتهاء الحرب مباشرة، فضحك وقال لى: سأخبرك بسر والدى عمره 75 عامًا تزوج بعد ساعات من وقف إطلاق النار.. لم ينتظر قال لى «المصريين أوقفوا الحرب، سأتزوج».

طلبنا من القاهرة أن نؤجل بث الحلقة 24 ساعة بسبب تعب السفر من ناحية والتجهيز للحلقة من أرض الواقع من ناحية أخرى. 

فى صباح اليوم التالى تحركنا فى الشوارع لتصوير التقارير.. أول ما لفت الانتباه كان الأعلام المصرية التى انتشرت فوق العمارات وصور الرئيس التى احتلت إحداها مساحة كبيرة من قلب الكورنيش.. فى الحقيقة أن خبراء علم النفس السياسى مطالبون بدراسة كيف انطلق الشارع الفلسطينى إلى الشوارع يحمل أعلام مصر وصور الرئيس.. أحد أصحاب المحلات قال لنا إنه باع كل الأعلام المصرية واضطر لصنع كميات كبيرة بسبب الإقبال عليها..فى التقارير التى تم تصويرها الناس يتحدثون عن مصر بفخر شديد ومحبة واحترام.. باسم عزمى استوقف مواطنًا يسير بسيارته الحديثة وقد طبع عليها علم مصر للتسجيل معه.. شاذلى سأله سر طباعة صورة كبيرة لعلم دولة أخرى على سيارته الحديثة فقال «والدى علمنى اللى مالوش كبير يشترى كبير واحنا كبيرنا مصر».

ما قاله الشاب الفلسطينى فى التقرير قاله أطفال آخرون يتحدثون عن مصر باعتبارها الأمل وعن رئيسها باعتباره يمتلك مفتاح السعادة لهم.. رسائل كثيرة حملها لنا أطفال ونساء وشباب من غزة ودعوات بطول العمر والانتصار على قوَى الشر..أحد الشباب فسَّر لنا الموقف قائلا: قديمًا كنا نسمع عندما يحدث هجوم عمّا سيقوم به الأمريكان أو ألمانيا.. الآن كان الجميع يسأل ما الذى سيفعله المصريون.. وإلى أى شىء انتهت اجتماعاتهم، لأول مرّة نشاهد الشارع عندنا-  فى فلسطين- ينتظر القاهرة وحدها بلا أى شريك لها، حتى انتهى الأمر بوقف إطلاق النار وخروج الناس للشوارع تحتفى وهى ترفع علم مصر وصور الرئيس.. الرئيس «السيسى» بالنسبة لنا-  والكلام ما زال للشاب الفلسطينى- هو رجل الأفعال.. وقف إطلاق النار كان أول الأفعال ثم جاء ثانى الأفعال بإعادة الإعمار وتخصيص 500 مليون دولار لهذا الأمر، ثم جاء ثالث الأفعال بسرعة دخول المعدات المصرية من المَعبر.. الشاب الفلسطينى تحدّث عن رفع صور الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى غزة قائلا: وجدنا بعض الأشخاص يقولون إن هناك من أوعز لنا أن نرفع الصور والأعلام.. هذ كلام غير حقيقى.. رفعنا الأعلام وصور الرئيس لأننا وجدنا رجُلاً يساندنا بكل قوة ويَعتبرنا امتدادًا لأمن بلده ويريد الحفاظ علينا.. رفعنا صور الرئيس لأننا وجدنا رجُلاً فى الوقت الذى يبنى بلدَه ويساعدها على تحقيق طفرة اقتصادية ومشروعات كبرى لا ينسانا ويخصص لنا 500 مليون دولار لإعادة الإعمار ويرسل لنا المعدات.. هذا رجل يستحق أن نقول له شكرًا مليون مرّة ويستحق محبة وتقدير واحترام أطفالنا وشبابنا ونسائنا.. خرجنا بشكل عفوى لنقول له ولمصر شكرًا.

الجملة الأخيرة كانت مفتاح السّر فى كل ما قابلنا فى غزة خلال التغطية.

كل أهل غزة يريدون أن يقولوا لنا شكرًا 

هم لا يريدون أن يقولون لنا نحن فريق الـ7 أفراد المسئولين عن مهمة غزة.. 

هم يريدون أن يشكروا مصر.. 

وجدونا ممثلين عن تليفزيون الدولة فكان الشكر الذى تلقيناه نيابة عن مصر الدولة القوية التى وجدوها تتبنّى منهج «الأفعال»..

أحمد النبوى المخرج يصعد فوق أعلى برج مجاور لمبنى وزارة الأوقاف ليأخذ مَشاهد للمعدات المصرية التى تتحرك بكل قوة لإنهاء العمل فى المبنى الذى تعرّض للانهيار.. فى الوقت الذى تقف فيه هدير أبوزيد وخلفها المعدات وهى تقول إننا قبل قليل كنا أمام مبنى وزارة التنمية المحلية الذى تمكنت المعدات المصرية من إزالة الركام خلال 72 ساعة فقط والآن المعدات تستعد لإنهاء العمل فى هذا المبنى.. شاب يقف بجانب المهندس عمرو عارف المسئول عن تنفيذ المشروعات فى غزة يسأله عن العمل وإيقاعه والمدة الزمنية المتوقع انتهاء العمل فيها.

بعد الانتهاء من تصوير تقارير من الجولات فى المبانى التى تعرضت للانهيار ومتابعة المعدات المصرية وكيف تعمل بكل قوة جعلت أهالى فلسطين يتجمعون حولها لمشاهدة كيف تصعد المعدة الضخمة فوق المبنى الأكثر ضخامة لتبدأ مهمة تفتيته تمهيدًا لإزالته.. بعد الانتهاء من هذه التقارير ومعها حديث المواطنين من أصحاب بيوت انهارت وآخرين تعرضت بيوتهم للقصف فى عمليات سابقة ومازالت كما هى دون أى تدخُّل فى الوقت الذى دخلت فيه المعدات المصرية وأوشكت على إنهاء العمل فى البيوت والمبانى التى انهارت مؤخرًا بالإضافة إلى عشرات اللقاءات مع نساء وأطفال، كان من بينهم الطفل الذى أراد أن يقول شكرًا للرئيس «عبدالفتاح السيسى» وشكرًا لمصر وللمهندسين والعمال، فتح حصالته وإخرج ما بها من أموال وقرر أن يشترى بها عصائر ليوزعها على المصريين ويقول لهم شكرًا. 

انتهينا من التسجيل مع عشرات الأشخاص لنبدأ جولة جديدة،شاذلى يتحرك فى الشارع ويسجل لقاءات عشوائية عن الحياة العادية مع باعة وأشخاص يلتقيهم صدفة، وهدير أبوزيد تتحرك داخل سيارة مع صحفى فلسطينى يشرح لنا من واقع مُشاهداته الصحفية فى العدوان والبيوت التى تعرضت للقصف والقصص التى شاهدها. 

انتهينا من الجهاد الأصغر.. 

وبدأنا فى الجهاد الأكبر.. 

انتهينا من التصوير.. 

وبدأنا فى ترتيب المواد واختيار ما يجمع بينها وتحديد الأولويات.. ما جمعناه من تفاصيل أكبر مما تخيلنا.. الحصيلة كانت نحو 14 تقريرًا تم إرسالها إلى القاهرة.. كانت جلسة مرهقة باسم عزمى وكاتب هذه السطور وأحمد النبوى وشاذلى وهدير.. شاهدنا كمًا من المواد المسجلة لا يتخيله أحد.. ثم أرسلناها إلى القاهرة.

ذهبنا إلى عشاء برفقة صديق ثم عُدنا من جديد إلى المونتاج.. تركت باسم عزمى فى الواحدة صباحًا وذهبت للفندق فوجدت شاذلى وهدير فى اللوبى فى انتظارى، تحدثنا عن الاسكريبت وترتيب التقارير والأولويات ثم تواصلت مع فريق الإعداد فى القاهرة.. فى الحقيقة أنا محظوظ بفريق الإعداد، أميرة التى أعدت حلقتين فى دقائق عندما انقطعت شبكة الاتصالات وقررنا تأجيل حلقة غزة لتأخرنا فى الطريق.. حلقتان مميزتان، ورامى رشدى الذى يملك انضباطا على الهواء، وتامر عبدالفتاح الاسكريبت رايتر الذى يهتم بالتفاصيل، وهادى سراج الذى قام بوضع نسخة احتياطى من الحلقة على بالمقدمات والعناوين والصور والفيديوهات.. فريق القاهرة كن على استعداد لتقديم حلقة كاملة إذا ما حدث أى شىء لحظة البث.. كانت الخطة البديلة موجودة؛ حيث تم إرسال نسخ من كل التقارير للقاهرة لتكون بديلاً آمنًا.. وحدث ما توقعناه.. اللاب توب المسئول عن إدارة الفيديوهات فى غزة لم يعمل فاستعنا بالخطة البديلة.. فى القاهرة كان هشام جمال موجودًا يتابع التوقيت بالثانية.. فى الحقيقة وجود هشام فى الهواء واحد من أهم مصادر الطمأنينة لى.. هشام ليس بمفرده هناك سارة عصام وبسنت شحاتة التى نعتبرها قلب البرنامج النابض وهناك مازن وعطية ومحسن.. جميعهم قدّموا آداءً رائعًا. 

التفاصيل.. الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يصنع حدثا عظيمًا 

من بداية الحلقة..  كان اختيار مكان التصوير.. من أمام برج هنادى الذى تعرّض للقصف.. وهو برج لم يحظ باهتمام فى الإعلام.. كانت صورته جديدة.. البرج قريب من الشاطئ وفى مكان حيوى المعدات المصرية تسلمته.. كان من المقرر أن نبث من أمام برج الشروق، المعلومات وصلت وسائل الإعلام لكننا غيّرنا إلى برج هنادى.. ربما لهذا السبب تأخرت وصول القنوات الفضائية التى اهتمت بتغطية الحدث.. سكاى نيوز كانت الأسرع فى الوصول تبعتها الغد ثم تليفزيون رويتزر وقنوات كثيرة تجاوزت الـ12 قناة بالإضافة إلى عدد كبير من المواقع الإلكترونية والوكالات. 

بدأت الحلقة.. 

هنا غزة.. 

هدير وشاذلى يرحبان بالمشاهدين الذين يتابعون القناة الأولى والفضائية المصرية ويشاهدون البث المباشر على «فيس بوك» ووسائل التواصل الاجتماعى.. نتحدث عن مصر وعن فلسطين.. عن الأمل الذى يتحقق.. عن معاناة الشعب الفلسطينى.. نتحدث عن الكهرباء التى تنقطع والإنترنت الضعيف الذى يعانون منه والغلاء الذى يكوى الأكباد.. نرصد قوة المرأة الفلسطينية وشجاعة شبابها وبسالة أطفالها.. نتحدث عن درجات الحرارة فى غزة ونشرتها الجوية، نخرج لفاصل بأغنية فلسطينية ثم نعود لنبدأ الاحتفالية.. احتفالية عودة الإعلام المصرى إلى الريادة الإقليمية.. أعترف بأننا لم نركز ونحن نعمل فى ردود الأفعال التى تتصاعد ولا فى الكتابات التى انتشرت على السوشيال ميديا.. لكننا انتبهنا بمجرد انتهاء البرنامج بتصفيق حاد من مواطنين يقفون فى الشبابيك والبلكونات وبجانبنا فى الشارع ومراسلين يشعرون بالفخر بالإعلام المصرى.. تصفيق لم نعتده.. لكن فى وجهة نظرى لم يكن لنا.. التصفيق كان للدولة القوية التى عادت أكثر تألقًا من أى فترة ماضية.

عقب الحلقة كانت ردود الأفعال فى الشارع الفلسطينى تفوق توقعاتنا.. محافظ غزة زارنا فى الفندق ومعه وفد لتوجيه الشكر لنا.. بعد ساعة كان وفد رسمى من حركة حماس يزورنا ليمنحنا درعًا ويتحدث معنا ويتوجه بالشكر لمصر ولقيادتها ويتحدث عن الدور الذى لعبه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وقيادات الأجهزة المصرية.. بعد ساعة كان اللقاء مع خالد البطش عضو اللجنة المركزية لحركة الجهاد الفسطينى الذى رحب بنا ووجّه الشكر للإعلام المصرى على الدعم وعلى وجود صباح الخير يا مصر فى غزة.. وتحدّث عمّا قامت به الأجهزة المصرية من دور وكيف أنهم مستمرون فى الوقوف خلف مصر.. وقبل سفرنا بساعة فى اليوم التالى زارنا وفدٌ من الصحفيين والإعلاميين والكُتّاب الفلسطينيين ومنحونا الكوفية الفلسطينية الشهيرة.

أسهل شىء أن ننقل على الهواء فقرات الأصعب أن تحدث هذا الأثر لكن الأهم أن يكون هذا الأثر هو من الإعلام الرسمى المصرى الذى عاد بقوة وتجاوز حدوده إلى الإقليم ليكون صوتًا للإرادة المصرية.