الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يجعل كلامنا.. مستقبلهم أسود و(منيل)

يجعل كلامنا.. مستقبلهم أسود و(منيل)

أول قواعد العمل فى مختبرات الدول المتقدمة، أن تصنع الدواءَ قبل أن تطرح فى الأسواق الفيروس، ومنذ تَعَرَّفَ العالم على العُملات واستخدمها كبديل للمقايضة، عرفنا أن البشر أيضًا لهم سعر، بعضهم وزنه ذهب وبعضهم لا يستحق أن تدفع فيه شيئًا، ونصيحة لا تبالغ فى تقدير  مَن يضع جواز سفره على الكاشير مُعلقا شعار (لأعلى سعر)؛ لأنهم يشبهون فتيات الليل، مَهما بالغت فى عرض خدماتها، ستنهار فى لحظة وستختار أى زبون حتى لو لم يمنحها إلا أربعة جدران كمأوَى بدلاً من الطريق.



الطموح حلو لكن أن يصبح طموح مواطن عادى أن يكون فى استقبال محمد ناصر  وشركاه متقمصًا شخصيّا خالد أبوبكر ليقول لهم حمدًا لله بالسلامة يا (هشام) مع ما تسمح به ظروف اللحظة من المسكوت عنه فى الثقافة الشعبية، أى شخص طبيعى يعتبر كراهية الناس بمثابة حُكم شعبى بالإعدام، لكن من قال إن ناصر ومعتز ومن معهما أشخاص طبيعيون.. ومَن قال إنهم أصحاب قضية من الأساس.. أتفهّم أن ينفعل (زوبع) رُغم جهله، و(ترتر) رُغم أنه لم يراع حرمة البلد الذى يأويه وظل يغوى نساءه.. و(جو)  رُغم دمه اللى يلطش، لكن مَن كان يُمجد الحزب الوطنى وأقصى طموحه أن يأخذوه لجنة السياسات ويقعد وهو ساكت ومربّع يديه يعمل فيها مناضل (بأمارة إيه!).. كيف يخرج كل ليلة ليهاجم مصر والنظام المصرى، دون أن يفتح فمه ويتكلم عن الظلم الذى يتعرض له فنى الكاميرا الذى يجلس أمامه أو المُخرج الذى ينقل صورته او الإعداد الذى يجمع له الفيديوهات التى يصنع منها مقدمات نارية، لم ينتبه أىٌ منهم إلى صاحب الدكان الذى يعملون فيه وقد هدّد بترحيل وسجن من يفتح فمه مطالبًا بمرتبه- نعم مرتبه-  أو يطلب بزيادة وهو يَسمع عن التحويلات الشهرية بملايين الدولارات.

فى الحقيقة تجربة الإعلام التركى اللندنى الناطق بالعربية تستحق الدراسة.. كلهم فى العلن يهاجمون مصر ومعظمهم يتواصلون فى الباطن  مع وسائل الإعلام المصرية لتسريب أخبار إذا ما تأخر الراتب أو إذا ما عرف أحدهم أن من بينهم مَن يحصل على راتب أعلى.

النضال حسب فارق العُملة أحد مكتسبات الإعلام الـ(معتز ناصر)، لكن فى ظل ثورة التكنولوچيا يصبح الرهان على المُشاهدات بديلاً آمنًا لمَن انقطع عنه التمويل أو تعرّض للطرد.. قد يكتفى أحدهم بكرسى فى الطريق مثل أى (بهجت) ولايف وهو بياكل أو بيشرب أو حتى وهو يتعرض لقفا من أى عابر سبيل وتبًا لأحلام اللقطاء وقد يفعلها على البايجو وتيك توك وأى تطبيق يحمل شعار (الدفع) مقابل (القلع).

فى مصير متوقع لشخص أو مجموعة أشخاص اختاروا المكسب السريع الذى يحقق لهم دولارات تؤمّن  لهم شققًا فاخرة وسيارات كانوا يشاهدونها فى الإعلانات وزوجة ثانية وأكثر من صديقة.. بعضهم كان مقاول  أوطان يحصل على مبلغ محترم من توريد أى رأس (ماشية) على هواهم وآخرون كانوا سماسرة أفكار يبيعون لمن يدفع.

أموال مَن يقف وراء الإخوان الحاضرة  جعلتهم يحلمون بمستقبل عظيم، لكن حلمهم أصبح كابوسًا واستيقظوا على حاضر مؤلم ومستقبل أسود من قرن الخروب.

ربنا يزيدهم خروب.