الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يجعل كلامنا.. صياحهم طَرب

يجعل كلامنا.. صياحهم طَرب

كل صورة «ارتفعتْ»  فى سماء غزة للرئيس عبدالفتاح السيسى، «انخفض» معها ضغط  المُؤَلَّفة «جيوبُهم» من العناصر التى كان أكل عيشها الهجوم على مصر.. ياااه .. أكثرُ المتفائلين فى مصر لم يكن يدرك أن أصداء «تِسْلَم الأيادى» فى فلسطين، ستكون أكثر وجعًا للإخوان من الإسرائيليين أنفسهم.. لكن قديمًا قالوا: «اللى معاه ربنا  بيمشى ع المَيه».



أتخيل منظر معتز مطر وشركاه وهم يتابعون صور الرئيس  وتعليماته ومساعداته والتحركات التى يقوم بها على الأرض لخدمة القضية الفلسطينية التى دخلت مرحلة يمكن فيها التأكيد على أنها ستنتقل لمرحلة «بالفعل قبل القول».. قبل سنوات كانت لافتات تحمل صورًا لشخصيات يدعمها تنظيم الإخوان تحت شعار برّاق «غزة تنتظر الرجال»، لكن طال الوقت ولم يتحرك أىٌّ منهم .. فقط تحركت مصرُ التى استعادت عافيتها وانطلقت بقوة أكبر من أى فترة ماضية بعد نجاح اقتصادها فى تجربة الإصلاح ونجاة الاقتصاد نفسه من أزمة كورونا.. فى مصر بعد 30 يونيو لا يوجد أى أمل للصدفة.. لم يجد أهل غزة إلا الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى ينتصر لهم ويتحرك لوقف الحرب وإعادة إعمار البلد وإنشاء بيوت كريمة وإرسال مساعدات.. لذا رفع الفلسطينيون صورته عاليًا ومعها جملة: «الفعل قبل القول» فى رسالة للجميع عمَّن يتحرك بالفعل ومَن يكتفى بالترندات والسوشيال ميديا وكلام الكاميرات.

أتابع بكاءَ الإخوان بعد مُشاهدة صور الرئيس ترتفع فى شوارع غزة.. صياحهم فى قنواتهم طَرَبٌ، عويلهم على صفحاتهم فى السوشيال ميديا على الأطلال أكثرُ متعةً من صوت أم كلثوم فى أغنيتها الشهيرة، نراهم الآن يستجدون الفلسطينيين عدم المبالغة فى الاحتفال بصور الرئيس ولا بمصر لأن هناك إخوانًا مسلمين يتألمون، دون أن يدركوا أنها الحلقة الأولى من مسلسل الألم الذى سيوجع الإخوان وكل مَن راهن عليهم.

مَن راهن على غير الوطن ضَيَّع نفسَه، ومَن رهن حساباته واتجاهاته بحساباته فى البنك يشعر الآن بالقلق مع «آخرين» فى قنوات الفتنة، والفتنة نائمة لعن الله «الإخوان» الذين أيقظوها ونفخوا فيها حتى باتت نيرانها فى أنحاء الوطن العربى الذى يكتشف كل يوم أنه يعيش رهين المحبسَيْن.. الإخوان و«اللجان».. لكن فى دولة مثل مصر مستحيل أن تنتصر  ميليشيا إلكترونية أو مسلحة على دولة لديها «عقل» يفكر بسرعة ويتحرك بسرعة أعلى.. ما حدث فى فلسطين هو نجاحٌ مُعلن، ضمن سلسلة يمكن أن تلمح تفاصيلها إذا ما نظرتَ إلى خريطة مصر وكيف كانت تحيط بها النيرانُ من كل الجهات ثم كيف انطفأت النيران.. لم تنطفئ الحرائق فجأة من حولك ولم تقم مصر- بين يوم وليلة- باستعادة العلاقات التى انقطعت ودخل فى تفاصيلها شياطين أكثر من التحويلات التى «وصلت» قنوات أيمن نور و«لم تصل» لحسابات الموظفين لديه.. ما تم خلال السنوات الأخيرة فى الملفات المشتعلة حولنا هو واحدة من أعظم التجارب الناجحة وأسرعها.. الأمانة تقتضى أن نقول إن التحركات التى قام بها الرئيسُ فى المنطقة حققت لمصرَ نجاحات تفوق التوقعات.

الخلاصة؛ عندما يكون العمل الجاد هو المبدأ الذى تتحرك به، مؤمنًا بالله أولاً وبنيّتك المخلصة تجاه وطنك؛ طبيعى أن تكون تجربتك مُلهمة، ومنطقى أن يلجأ مَن راهنوا على فشلك لنَيل رضاك.. ومَن خَطّط لإنهاك قواك يسعى الآن لأن يكون جزءًا من أجندتك.