الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
افتح الحدود  يا مصاروة

افتح الحدود يا مصاروة

علمنا الزمن أن النقاش يُقرّب وجهات النظر، إلا مع أصحاب الغرض، ورغم اقتناعى التام بنظرية أن كل صاحب «غرض»، هو حامل «مرض» ينبغى وضعه تحت الملاحظة الطبية حتى لا تتطور حالته ويصبح مثل عصفور وقع فى علبة سبيرتو وبدلا من أن ينقذ نفسه من مصير إذا ما ألقى أحدهم بـ«عقب سيجارة» بالقرب منه،  ظل يهتف بلا وعى: «أنا أسد».



أفة منطقتنا العربية أصحاب الغرض ومناضلى الكى بورد، الذين يشعلون الدنيا ضجيجًا فى أوقات فراغهم ثم ينصرف كل منهم إلى مصالحه، ولا كأنه كان عامل فيها سبع رجالة من شوية، فقط فورة الحماس التى تجعلهم يعيشون مرحلة «أنا أسد»، على السوشيال ميديا ويقيمون محاكم أخلاقية لأى شخص لا يخضع لأهوائهم، لا فارق هنا بين كتائب الإخوان ومن معهم من المؤلفة جيوبهم، وبين عبيد «اللايك والشير» الذين يستغلون أى حدث مهما كان لخدمة صفحاتهم، هؤلاء الذين يفضلون وصول منشوراتهم للمتابعين عن وصول مساعداتهم العينية للفلسطينيين.

والحديث عن فلسطين وما حدث بها لا يلزمنا فقط بتوجيه التحية لكل الأجهزة المصرية التى تحركت بهدوء، وكل الأدوات التى تملكها الدولة التى ركزت عملها على تحقيق الأهداف المطلوبة، لكنه فى نفس الوقت يلزمنا -هذا الحديث- بالسؤال عما يريده الأخوة أنصار «افتحوا الحدود»، ممكن يمكنك أن تطلق عليهم وأنت مطمئن أحفاد منصور ابن عز الدين أيبك، الذى ظهر فى الفيلم معتوهًا لا يعرف إلا أن قطز بلع الحصان، «طيب حصانك أهو.. لا أنت أكلت الحصان بتاعى .. أبويا أبويا افتح لى بطنه وهات لى الحصان .. أنا عايز الحصان».

فى الفيلم «وا إسلاماه» عرف «عز الدين أيبك» أن ابنه عبيط، وأدرك أن «سيف الدين قطز» أخد باله إن منصور ابنه عبيط، لكن فى الوقت الحالى الموضوع أصعب مما تتخيل، خاصة مع اختلاط «افتحوا الحدود يا مصاروه» التى يرددوها خلايا شمال أفريقيا، مع افتحوا المعابر التى يرددها قياداتهم، فى دمج شديد للأدوار حتى أنك لا تعرف الفارق بين داعية مثل طارق سويدان يفترض أن له رتبه فى تنظيم الإخوان وبين بقية القطعان التى لم تنتبه إلى أن مصر فتحت المعبر بالفعل وأدخلت المساعدات الطبية والغذائية وأوقفت الحرب وأرسلت لجانًا أمنية لتثبيت الهدنة وخصص الرئيس عبدالفتاح السيسى نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة.

توقفت ميليشيات باش نحرر القدس التى يتزعمها ميليشيات افتحوا الحدود يا مصاروه، مع مشايخ «سيف المتطرف وذهبه» المطالبة بفتح  المعابر والتى يتزعم قطاع منها طارق سويدان، لم يهتم هذا القطاع ولا القطيع الذى يتحدث معه والذى يُطالب بفتح الحدود والمعابر لتدخل منها الشعوب العربية إلى نقطة مهمة.. إن الاجتياح وقت الحروب لا يحتاج لختم مرور، وأمامك بدلا من المعبر الواحد عشرة معابر إضافة إلى حدود مع أكثر من دولة أضف إليها البحر المتوسط، لكن الغريب فى الأمر أن المناضلين العرب من أصحاب نظرية «الحدود يا مصاروة» و«باش يحرروا القدس» والتى تشهد بلدانهم أكبر هجرة غير شرعية لأوروبا يريدون دخولا شرعيًا لإسرائيل لتحرير الأقصى.

مستوى التفكير الذى يقود صاحبه لدخول أوروبا  بهجرة  غير شرعية وانتظار فتح الحدود ليدخل ويحرر القدس، ليس النكتة الوحيدة فى الأمر، الأشد منها أن فلسطين لديها 11 معبرًا، مع 3 دول، 7 مع إسرائيل هى معبر 104 والطيبة، وجبارة، إيرز، والمنطار، و كرم أبو سالم، وقلنديا، بالإضافة إلى 3 معابر مع الأردن هى معبر الكرامة، وجسر الملك  (معطل)،  وجسر دامية، رغم كل هذا لا يجد سويدان وشركاه من باش يحرروا القدس إلا معبر رفح .. الذى يمنعهم من تحرير القدس.. يا أخى ده فيه جسر الملك فى الأردن معطل من 1967 ومع ذلك ما حدش فيهم جاب سيرته!!  ألم أقل فى البداية أن أصحاب الغرض والمرض.. عمومًا ربنا يشفى.