الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يجعل كلامنا.. الجخ نموذجًا

يجعل كلامنا.. الجخ نموذجًا

 رُغم عدم انتباه الناس لما سبق له أن كتبه الشاعر- إلى حد ما- هشام الجُخ، باعتباره شعر مقاومة ونضال؛ فإن صفحته التى تحمل اسمه حاولت استغلال فورة انفجار الأوضاع فى فلسطين المحتلة، وذكّرت الناس به، قبل أن تنتبه لهجوم المتابعين  بسبب ما قاله فى حق نساء مصر وتقوم بحذف ما نشرته.. لكن بعد إيه.



كان الغرض من النشر هو تنشيط ذاكرة الجمهور، الذى نسى الشاعر- إلى حد ما- وما كتبه بـ«شعره» و«هشامه» و«جُخه» وكل كليلته وتحوّل الجمهور إلى متابعة أشياء أكثر تسلية من عوجة اللسان باللهجة الصعيدى، التى كانت- حتى وقت قريب- موضة للباحثين عن الشهرة السريعة، وللأمانة حقق معها الشاعر- إلى حد ما- شهرة جعلت جمهوره يتغافل عن اتهامات بالسرقة الأدبية التى انتهت بحُكم محكمة أكد السرقة.

الشهرة مثل السُّلطة.. إدمان، من اقترب منها عرف، ومن عرف طعمها لن ينساها، يمكنه أن يفعل أى شىء يجعله فى الصدارة، بعضهم قد يخلع ملابسه ليظل فى الصورة، وآخرون قد يضحّون بسمعتهم، أو قد يورطون أنفسهم فى مشاكل ليصبحوا مجالاً للكلام، أو قد يكتب شعرًا يخلع فيه «البطانة» لتظهر سوأته وسيئاته علنًا.

فعلها موظف سابق بأحد البنوك، ترك البنوك والحسابات ليدخل مجال التمثيل فى القاهرة، ثم ترك التمثيل فى القاهرة ليمثل خارجها، ثم ترك التمثيل خارج مصر ليتفرغ للهجوم على مصر الذى وجد فيه شهرة أكبر من موهبته، فلم لا يفعلها «الجخ» الذى انتهى إكلينيكيًا بنهاية حالة الفوضى الخلاقة، ورجوع الكائنات الرخوة إلى أماكنها، واستقرار الطفيليات فى وضع السكون انتظارًا لأى جديد؟!

فتش عن نشوة الشهرة التى ما إن يجربها أحدهم حتى يصبح عبدًا لها.. لكن أسوأ أنواع الشهرة تلك التى تأتيك على حساب الوطن، والتى يظهر لها محترفون ومنحرفون وقطاع طرُق ومشايخ مَنْسَر وكل له فى مديح الشهرة غرام، وغرام الشاعر- إلى حد ما- هشام الجح كان أكبر من البدايات الصعبة التى تحرك فيها والتى وفرت له مساحة للحركة مع التظاهرات التى تتسع لأى «كلام فى رغيف» ليصبح شعرًا وله جمهور، والتظاهرات التى جعلت من رامى عصام مطربًا، سهل أن تجعل من «هشام» شاعرًا، ومن «جُخه» شعرًا، حتى وإن حمل تحقيرًا لمصر التى يتغنى بها وتقليلاً من نسائها اللاتى كان بناتها يستمعن لتفاهاته الشعرية.

ما الذى كان سيضره كشاعر لو كتب قصيدته التى يمدح فيها نساء فلسطين دون أن يوجه إهانة إلى نساء مصر؟ وما الداعى أصلاً لمقارنات تجعلنا نتذكر طابورًا طويلاً من عظيمات مصر اللاتى قدّمن أبطالاً لا يمكن لأى «هشام» أن يعبر عنها بـ «جُخّه» المحدود. الخلاصة.. كل من يراهن على غير وطنه خاسر، مَهما جمع من أرباح، وكل من اتكأ على حائط خارج بلده، هو قابض على الريح، والريح قد تأخذ كل شىء فى وجهها ولا تبقى حتى من أحنى رأسه لها، وقد تكون- أعزك الله- مثل تقلبات البطن لا تأخذ منها سوى الأصوات المزعجة والرائحة النتنة!