الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعاع أمل.. الفلسطينيون  بدون حقوق إنسان

شعاع أمل.. الفلسطينيون بدون حقوق إنسان

إن ما يحدث فى غزة على أرض فلسطين منذ أسبوع من اعتداء بالقصف على القطاع (المفترَض أنه يتمتع بالحُكم الذاتى) وسقوط مئات الضحايا من المدنيين والأطفال وتشريد الآلاف وهدم الأبراج السكنية لهو مما يندى له جبين الإنسانية فى القرن الحادى والعشرين، قرن السماوات المفتوحة والحرية التى يتشدّقون بها ولم يُعلنوا أنها حرية انتقائية تتمتع بها بعض الشعوب ويتم تحريمها على شعوب أخرى.. وصباح آخر أيام عيد الفطر المبارك كان أحد أشرس أيام القصف على غزة؛ حيث سقط فى هذا اليوم عدد كبير من الضحايا والجرحى.. وحتى كتابة هذا المقال بلغ عدد الضحايا 192 بينهم 58 طفلاً و34 سيدة بالإضافة إلى 1235 مصابًا بجراح مختلفة.



وقامت مصر بدورها التاريخى فى القضية الفلسطينية التى لم تتخل عنه فى يوم من الأيام، ففتحت مستشفياتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وعلاجهم وتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة لهم، كما فتحت نقابة الأطباء المصرية باب التطوع للذهاب إلى سيناء لعلاج الجرحى وأقبل مئات الأطباء على التطوع.. هذه هى مصر وهذا هو الشعب المصرى.

ويصر نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل على استمرار القصف على غزة، رُغم كل النداءات الموجهة إليه من دول العالم المختلفة.. لكنه وبكل السرور شكر الرئيس الأمريكى بايدن على موقفه المؤيد لإسرائيل.. وقد كان محقاً فلقد فشل مجلس الأمن فى إصدار بيان يطالب بوقف إطلاق النار بعدما وافق عليه 14 عضوًا بالمجلس ورفض عضو واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية التى تَعلل مندوبها بإعطاء وقت أكبر للجهود الدبلوماسية.. والسؤال ماذا ستفعل الجهود الدبلوماسية من دون وقف إطلاق النار لأولئك الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، وماذا ستفعل لأكثر من 30 ألف أسرة مشردة فى غزة الآن، وماذا ستفعل لانقطاع التيار الكهربائى عن غزة لفترة تصل لـ 15 ساعة فى اليوم بعد ما كان يتم قطع التيار الكهربائى قبل القصف لمدة ثمانى ساعات؟.

إن الحياة غير الإنسانية وغير الآدمية التى يعيشها أهل غزة فى ظروف اقتصادية طاحنة لا تحتاج إلى الرفاهية الأمريكية الوهمية التى تدعى إفساح المجال للجهود الدبلوماسية.. إن الدبلوماسية تحت القصف لا مكان لها، ولكن أمريكا تبحث عن أى مبرر لتأييد إسرائيل الكامل دون قيد أو شرط.

ما يحدث فى غزة والقدس يحتاج بالفعل إلى موقف عربى وإسلامى فعّال يعبر عن مدى رفض الشعوب العربية والإسلامية لما يحدث من ظلم واعتداء على المواطنين الذين من المفترض أن يتمتعوا بالأمان والحياة الطبيعية الكريمة وأن يتم احترام المقدسات كالمسجد الأقصى وحرية العبادة به.. وهذه أبسط حقوق الإنسان (الحق فى الحياة) والتى يتم حرمان أهل فلسطين منها.