الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حديث خاص  مع الرسول وقفات معاصرة مع صاحب المقام المحمود  البحث عن دين الإنسانية "الحلقة الخامسة"

حديث خاص مع الرسول وقفات معاصرة مع صاحب المقام المحمود البحث عن دين الإنسانية "الحلقة الخامسة"

تراودنى هذه الفكرة منذ سنوات. 



لقد وُلدت مسلمًا، أخذت دينى عن أبى وأمى، نشأتُ فى بيت تعودت أن أشعر بأبى وهو يستيقظ قبل أذان الفجر كل يوم، يتوضأ وهو لا يكف عن الدعاء أن يمنحه الله الصحة وينعم عليه بالستر، وهى العادة التى لازمته سنوات حياته ولا يزال يحرص عليها رُغم تجازوه الثمانين من عمره. 

لم يكن ينصحنى بشىء إلا بالحرص على المذاكرة التى يعتبرها طوق النجاة فى الدنيا، والصلاة التى هى طريق الفوز فى الآخرة.  قبل أن أصل إلى عامى الثانى عشر، وكنت قد كوّنت أول مكتبة فى حياتى من مصروفى الخاص، وزاد عدد الكتب التى لا أكف عن قراءتها ليل نهار، وجدته يعترض طريقى: إنت مش ناوى تحفظ القرآن، مش معقول تحط كتاب على كتاب وتنسى كتاب ربنا. 

دفعنى دفعًا إلى حفظ القرآن، وجدت ضالتى فى كتاب الشيخ عبدالجواد غلوش الذى ظللت أتردد عليه حتى أتممت حفظ القرآن كاملا بعد ما يقرب من 4 سنوات، فقد كنت أذهب إليه فى الإجازات الدراسية وأمتنع عنه وقت الدراسة.

  وجدتنى غارقًا فى قراءة كتب التفسير والحديث والتاريخ الإسلامى، فتحوّل إسلامى من مجرد ميراث لم أختره، إلى اختيار حقيقى وعن اقتناع؛ بل أصبحت واحدًا من الدعاة إليه ولم يتجاوز عمرى الخامسة عشر عندما صعدت المنبر لأول مرة، وهى العادة التى لازمتنى حتى العشرين من عمرى. 

خلال السنوات الخمس التى قضيتها فى الدعوة لم أنتمِ إلى أى جماعة، رُغم أن الجماعات كانت تطاردنى وتسعى إلى ضمّى إليها، كنت أستاذ نفسى، أقرأ وأفهم وأستوعب، ثم أترجم ما قرأته وأقدمه للناس فى صورة بسيطة ودون فذلكة أو تعالٍ بما لدَىّ وقد كان كثيرًا. 

كنت أرى أن ما زخرت به كتب التراث يكفى بل ويزيد ليحل مشاكل البشرية كلها، فرُغم محاولاتى للاجتهاد فى الفهم؛ فإننى كنت أسيرًا لما أقرأ، لكننى لم أكن أسيرًا مسلوب الإرادة.

من المفارقات التى لا أستطيع تفسيرها حتى الآن ما فعلته عندما أصبحت أحصل على أجر أسبوعى مقابل الخطبة التى ألقيها فى أحد المساجد الأهلية الصغيرة. 

كنت أنتهى من الخطبة يوم الجمعة وأحصل على عشرة جنيهات، وصباح السبت أذهب إلى مدينة المنصورة لأدخل السينما، وكانت فى المنصورة ثلاث دور عرض «أوبرا وعدن والنصر»، كل واحدة منها تعرض أربعة أفلام، يبدأ العرض فى التاسعة صباحًا، وينتهى عند الخامسة مساءً. 

شاهدت خلال هذه الفترة عددًا لا بأس به من الأفلام التى دفعتنى إلى القراءة عنها وعن أبطالها، فأصبحت مكتبتى دينية فنية، ولما كانت بعض الأفلام تناقش أمورًا سياسية، فقد بدأت القراءة فى السياسة، وتوسعت قراءاتى وتشعبت، للدرجة التى أصبحت معها أقرأ فى كل شىء. 

أراك مندهشًا بعض الشىء، إذ ما الذى يجعلنى أعتبر ما حدث مفارقة تستحق التوقف عندها؟ 

كانت السينما بالنسبة لأهالى قريتى عيبًا، البعض كان يراها حرامًا، وكنت أعرف أن هؤلاء الذين يستمعون إلىّ وأنا أتحدث من فوق المنبر لو شاهدونى وأنا أدخل إلى السينما أو وأنا أخرج منها، فحتمًا سيغضبون من الشيخ الصغير الذى يعظهم، ثم يذهب بالمال الحلال الذى يحصل عليه مقابل عظته ليرى الحرام فى دار السينما المظلمة. 

لم أكن أرى فى السينما عيبًا ولا حرامًا، كنت أراها منذ صغرى واحدة من مصادر الثقافة، ووسيلة من وسائل تنمية الخيال، ثم أننى كنت فى غاية السعادة وأنا أشاهد الأفلام، وأيقنت أن الشىء الذى يمنحنى كل هذه السعادة لا يمكن أبدًا أن يكون حرامًا، ثم أننى كنت أشاهد أفلامًا سينمائية فى التليفزيون، ولا يعيب على أحد ذلك، فما العيب أن أشاهد الأفلام الجديدة فى السينما؟ 

قبل أن أصل إلى العشرين بقليل حدث ما جعلنى أعيد كل ما استقر عليه يقينى فى علاقة الناس بالدين الذى هو عندى الإسلام فقط.  اعترضتْ طريقى سيدة مسنة، قالت لى: يا مولانا... عايزة أسألك فى حاجة بس مش هينفع فى الشارع، ممكن تنورنا فى البيت شوية. 

ترددت قليلا، لكننى أمام إلحاحها قررت أن أذهب معها، ربما من باب الفضول، فما هو الموضوع الخاص الذى يمكن أن يشغل هذه السيدة المسنة، ولا يمكن أن تحدثنى فيه فى الشارع. 

دخلت بيتها، فوجدت زوجها الذى كان يكبرها بسنوات جالسًا وعلى وجهه علامات الغضب. 

لم يرحب بى، بدت على وجهه علامات إحباط وأسف وأسَى. 

نظر إلىّ وكأنه يقول لى: ما الذى جاء بك. 

لملمت السيدة المسنة نفسها، بدا لسانها مترددًا وهى تحاول جمع شتات الكلمات. 

قالت لى: أنا هاحكى لك الحكاية من الأول يا مولانا. 

نظر إلىّ زوجها ساخرًا ومستخفًا، فمن هذا الذى تناديه زوجته بمولانا، وبعد أن سمعت ما قالت قدرت نظرات سخريته واستخفافه، فالمشكلة أكبر من أن أفصل فيها. 

قالت: شوف يا سيدى... أنا وعمّك الحاج بقى لنا سنين طويلة عايشين بسرّنا اللى محدش عارفه أو مُطلع عليه إلا ربنا، كان فى أى وقت يطلبنى يلاقينى جاهزة بين إيديه، بس بقى لنا كذا سنة، لما يطلبنى بابقى تعبانة وأقول احنا أخذنا حظنا من الدنيا خلاص، أنا بقيت جدة، وأحفادك بيلعبوا بين إيديك، وعيب عليك تزعل منّى لما تطلبنى بالغصب. 

نظرت إليهما مندهشًا، لا أقوى على أن أقول شيئًا. 

قبل أن تنهى كلامها وجدته يدخل على الخط، وبكل الغضب الذى يختزنه، قال لى: الدين بيقول إيه فى الموضوع ده يا مولانا؟ 

قالها بنفس السخرية والاستهزاء. 

نظر الزوج إلى زوجته وقال: الدين بيقول لما الزوج يطلب زوجته ولو كانت على تنور «قاعدة تخبزى يعنى» تسجيب له، ولو حصل ورفضت تفضل الملايكة طول الليل تلعنها... قول لها يا مولانا ولّا أنا غلطان!. 

انصرفت بعيدًا عن الزوجين وعن وضعهما البائس الذى تبدّى أمامى، حاولت أن أراجع كل ما حفظته من أحاديث الرسول.  فهذا أبو هريرة- رضى الله عنه- يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح». 

وفى الصحيحين البخارى ومسلم نقرأ: «إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة». 

وفى رواية ثالثة منسوبة للنبى- صلى الله عليه وسلم- يقول فيها: «والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبَى عليه، إلا كان الذى فى السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها». 

عدتُ مرة أخرى من بين صفحات تراثنا إلى حيث أجلس مع الزوجة المسنة وزوجها الذى يصر على أنها لا تطاوعه ولا تستجيب له، وأنه عندما يدعوها إلى فراشة تأبَى عليه. 

قال لى: قول لها يا مولانا إن الدين واضح وإن الملائكة تلعنها عندما ترفض ما أطلبه منها. 

وقفتُ حائرًا أمام السيدة المسنة التى تتألم مما وجدت نفسها فيه، فهى فى حيرة. 

واقعيًا لا تستطيع أن تستجيب له، لديها من الأعذار النفسية وربما الجسدية ما يجعلها ترفض. 

وشرعيًا هناك سيف مرفوع فى وجهها، يحتم عليها ألا ترفض ما يطلبه، وإلا باتت ملعونة من قِبَل السماء، وهى الضعيفة قليلة الحيلة لا تتحمل اللعنة ولا غضب السماء. 

حاولتُ أن أشرح للرجل العجوز أننا لا يمكن أن نأخذ النص بظاهره، وأن هناك اجتهادات كثيرة، تعفى الزوجة من الاستجابة لطلب زوجها، إذا كانت مريضة أو متعبة نفسيًا، وعليه أن يقدر ذلك، لكنه رفض أى تبرير بحجة أن الدين واضح. 

قال لى باستخفاف: عايزينا نخالف شرع ربنا يا مولانا!. 

أعترف لكم أننى وقفتُ عاجزًا أمام ضعف السيدة المسنة وعجزها، وفى لحظة اكتشفت أن ما لدى من دين لا يستطيع أن ينقذها أو يقدم لها حلا، غادرت المكان وزلزال يعصف بى، ومن يومها وأنا أبحث فى المنظومة كلها. 

ذهبت إلى مكتبتى، حاولت أن أبحث عن حل، لكن النصوص جامدة بين يدى، فقررت أن أفكر. 

الدين، أى دين ما جاء إلا من أجل إسعاد البشر، وإذا كان هناك فى هذا الدين ما يشقى البشر، فلا بُد أن نعيد النظر فى هذا الدين.  لكن أى دين هذا الذى نعيد فيه النظر، والدين مقدس، لا يمكننى أن أتجاوزه، أو أتخطى حدودى فى التعامل معه. 

بعد سنوات من البحث والتدقيق والدراسة والقراءة والمناقشات واستعراض تجارب البشر التى مرت علىّ من خلال عملى فى الصحافة، وهى تجارب تضع البشر عرايا أمامى تمامًا، وقفت بين الحقيقة التى أعتقد أنها ترضى الله ورسوله ولا تخرج عمّا جاءتنا به السماء وبلغنا إياه الرسول- صلى الله عليه وسلم. 

هذه الحقيقة ببساطة أخذتنى إلى أن هناك دين الله ودين الفقهاء. 

دين الله يمكن أن نأخذه من القرآن الكريم الكتاب الخالد الذى لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذى تعهد الله بحفظه، وهو الكتاب الذى جعل الله له عنوانًا واضحًا وهو «ما فرطنا فى الكتاب من شىء». 

ويمكن لنا أن نأخذه من السُّنة النبوية الصحيحة التى وردت عن النبى محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهى السُّنة التى تتمثل فى كل ما ورد عنه من قول أو فعل أو تقرير. 

القرآن نعرفه، ونعرف طريقة جمعه وتبويبه، ونعرف القائمين على هذا الفعل الذى كان بتوفيق من الله ورعايته وتأييده، فرُغم أن الوحى انقطع تمامًا بعد وفاة النبى- صلى الله عليه وسلم- فإن إلهام الله لم ولن ينقطع، وأعتقد أن من تعهدوا بجمع القرآن على صورته التى وصلتنا تحركوا فى طريقهم بإلهام مطلق من الله، فرُغم أنه فى ظاهره عمل بشرى؛ فإننى أعتقد - ولتعهد الله بحفظ كتابه - أنه كان بعضًا من عمل الإله فى الأرض، وهو العمل الذى لا يمكن أن ينقطع أبدًا، حتى لو انقطع الوحى، وتباعدت السماء عن الأرض. 

أمّا السُّنة النبوية فقد كان جمعها عملا بشريًا خالصًا، تداخلت فيه الأهواء والمصالح، ولذلك فالجدل لا ينقطع عن ضرورة إعادة النظر فى السُّنة النبوية وتنقيتها مما لحق بها، واستبعاد ما يثبت أنه ضعيف أو موضوع أو مدسوس وهو بالفعل كبير ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. 

مبكرًا جدًا وضعت بينى وبين نفسى مقياسًا علميًا يمكننى به قبول الحديث أو ما ورد عن النبى، هذا مع احترامى الشديد لجهود من سبقوا، فعملهم مقدر ومؤكد أن الله سيجزيهم عليه. 

مقياسى كان محددًا فى نقاط واضحة. 

أولاً: ألا يتناقض نص الحديث الشريف مع ما ورد فى القرآن الكريم من قواعد وقيم وأخلاقيات، وإذا حدث هذا التناقض، فلا بُد من الانحياز إلى القرآن دون تردد. 

ثانيًا: ألا يتناقص نص الحديث مع القيم العليا التى جاء النبى- صلى الله عليه وسلم- ليرسيها، وهى القيم التى تم تلخيصها بشكل مكثف جدًا فى قوله تعالى «وإنك لعلى خُلق عظيم»، وهى قيم تسعى كلها إلى نصرة الإنسان؛ حيث ترسخ العدالة والحرية والمساواة، وإذا كان هناك حديث يتناقض مع هذه القيم العليا فلا بُد من رفضه وإخراجه بعيدًا عن زمرة الأحاديث النبوية. 

ثالثا: ألا يتناقض نص الحديث مع العقل والمنطق... فقد منح اللهُ الإنسانَ ليستخدمه لا ليلغيه أو يفرط فيه، وجعل المنطق حتى نقيس به ما يناسبنا وما لا يتفق معنا، فإذا رأينا أن هناك من بين الأحاديث ما يتناقض مع العقل والمنطق، فلا بُد من التوقف أمامها ولا مانع من رفضها. 

لا قداسة عندى إلا للنص المقدس وهو كتاب الله وما صح عن النبى- صلى الله عليه وسلم.

 أمّا النصوص البشرية التى أنتجها فقهاء الإسلام، ما قاله المفسرون وشرّاح الأحاديث وعلماء الفقه وحتى من كتبوا السيرة النبوية، فهؤلاء جميعًا بشر يؤخذ منهم ويرد عليهم، ولا يمكن أن نستعين بهم لينظموا لنا حياتنا؛ لأنها ببساطة ليست حياتهم ولا يعرفون عنها شيئًا. 

إننى أقدر كل العلماء الذين اجتهدوا على مدار التاريخ الإسلامى، هؤلاء الذين بذلوا من عمرهم وجهدهم ومالهم الكثير ليجتهدوا فى تحقيق سُنة الله فى الأرض وهى أن دين الله صالح لكل زمان ومكان، فهؤلاء قرّبوا دين الله لعصرهم هم، وتركوا لنا عصرنا كى نجتهد فيه بما يناسبنا، لكننا للأسف الشديد سلمنا لهم عقولنا وعصرنا وأحلامنا، تكاسلنا، واعتبرنا أن ما قالوه هو الدين، وأضفنا عليه قداسة لو اطلعوا هم عليها لأنكروها. 

«هم رجال ونحن رجال».

 كثيرون يقللون من قيمة وأهمية هذه الفكرة، رُغم أنها صحيحة مائة بالمائة، فإذا كان من سبقونا اجتهدوا، وأخرجوا من الدين ما يصالح أرضهم على سمائهم؛ فإننا أيضًا مثلهم نستطيع أن نجتهد ونصالح أرضنا على سمائنا، دون أن ننتقص من أقدار الرجال شيئًا. 

حقهم علينا أن نوقرهم لا نقدسهم.

 نحترم ما وصلوا إليه والتعامل معه على أنه تاريخ الدين وليس الدين.

 فالدين متجدد ولم يقف عند عصر أو عند رجال، ولو وقف الدين عند أحد فحتما سينتهى. 

بعد أن وصلت إلى هذه القناعة ذهبت إلى الديانات الأخرى ما نزل منها من السماء، وما خرج منها من الأرض، ولما تعمقت فيما جاء فيها، وجدت أن الجميع يسعى إلى هدف واحد وهو العمل من أجل الإنسان ليس فى الآخرة فقط، ولكن فى الدنيا أيضًا.  وضعت يدى على فكرة مهمة وهى أن الأديان كلها دين واحد، ما يجمع بينها أنها جاءت من أجل الإنسان، وليس من المنطق أو العقل أن تتحول هذه الأديان إلى أداة يقتل بها الإنسان أخاه. 

كتبتُ فى مفكرتى الخاصة أن دين الإنسانية الذى أعرفه هو الدين الذى يمكنك من الاعتقاد، ففى أى ديانة تريدها، تمارس طقوسها فى المَعبد إذا كنت يهوديًا أو فى الكنيسة إذا كنت مسيحيًا، وفى المسجد إذا كنت مسلمًا، وعندما تخرج إلى العالم فأنت إنسان... إنسان فقط. 

لا يحق لك انطلاقًا من الديانة التى تعتنقها أن تعتبر نفسك أفضل من غيرك، أو أنك ستدخل الجنة وحدك، بينما يدخل الجميع النار، فالذى يفصل فى هذا وحده هو الله. 

عندما تبحث عن «دين الإنسانية» ستجد هجومًا طاغيًا عليه، الرافضون له يقولون أنه مصطلح غربى، جاء إلينا كمؤامرة على الإسلام، وأن من وضعوا يدهم عليهم فعلوا ذلك بسبب الانفصال بين الكنيسة والمجتمع فى بدايات عصر النهضة فى أوروبا، وأن من ينادون به يريدون أن يعزلوا الناس عن دينهم وعن ربهم. 

حتى لو كان ما يقولونه صحيحًا؛ فإننى أخطو خطوات بعيدة عنهم بما أتحدث عنه. 

فأنا لا أريد أن أعزل الدين عن حياة الناس، لا أريد أن يعيش الناس بلا دين، بل إننى أدعو إلى أن يتمكن الدين من حياة الناس.  لكن عن أى دين نتحدث؟ 

 إننا نتحدث عن الدين الذى يجمع البشر جميعًا ويمنحهم نفس الفرصة للحياة، وأعتقد أن الحوار حول هذه الرؤية يمكن أن يطول.  ومن أجل هذا أكتب.. وسأكتب.