الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هجمة مرتدة (1-2)

هجمة مرتدة (1-2)

من أقوال عمر سليمان وشهادة أحمد أبو الغيط سر العام 2008 فى نقل مخطط الفوضى إلى مصر



لماذا خذلت الإرادة السياسية تقديرات مؤسسات الدولة؟

 

اقترب الموسم الدرامى من الوصول إلى محطته الأخيرة.. ربما انشغل كثيرون بالتقييم الفنى ومعاييره، وهو أمر طبيعى.. ولكن تظل دراما الانتماء عنوانا مميزا حاضرا فى دراما رمضان هذا العام.. وما حملته من رسائل سياسية واجتماعية توثق ما جرى على أرض الواقع، وهو يستحق التوثيق ليكون علامة ذهنية دائمة فى وعى كل مصرى بأن يتدبر قسوة وتشابك وعمق وشراسة مخططات إسقاط وطنه.

 

ولهذا يمثل مسلسل (هجمة مرتدة) العمل الدرامى صاحب الرسالة السياسية الأهم.. وذلك لجرأة التناول مع قضية أمن قومى واقعية ما زالت تداعياتها الإقليمية والدولية مستمرة حتى كتابة هذه السطور.. كذلك لكون رسالته عابرة للحدود.

وفيما انشغل النقاد بمعاييرهم العلمية للنقد الفنى.. وانصرف جمهور السوشيال ميديا ما بين مشكك فى مصداقية العمل ومنشغل ببعض الشخصيات وربطها بشخصيات واقعية، فى ظل تنافس محموم من قبل شخصيات متفاعلة مع العمل العام، بالإيحاء والتلميح دون التصريح، أن العمل يتناول سيرتهم، وهو أمر له مبرره النفسى لأنه مبعث على الفخر والتباهى الوطنى بغض النظر عن واقعيته، وبغض النظر عن توضيح كاتب المسلسل باهر دويدار بالسياق الذى جرى فى عملية بناء الشخصيات وهو سياق منطقى لقضية ما زال لها تداعياتها السياسية الإقليمية والدولية.. ومفاد ما أوضحه أن تركيب الشخصيات جاء بمزج من شخصيات واقعية وجزء من الخيال الدرامى الذى يراعى خصوصية العمل الفنية.

كان العمل بالنسبة لى مجموعة من الأجوبة التى كانت تبحث أسئلتها عنها على مدار عقد كامل منذ 2011 وحتى 2021.

ومن بين هذه الأسئلة: كيف تعرضت الدولة لهذا المخطط على الرغم من قيام مؤسسات الدولة وفى مقدمتها جهاز المخابرات برصد المخطط واختراقه مبكرا؟

ولماذا كان التركيز على العام 2007 والعام 2008 تحديدا بهذا القدر من التفصيل الدرامى؟

وهل بالفعل استخدم مخطط التوريث كحصان طروادة لتسليم مصر إلى الفوضى والمجهول؟

وكيف استخدم العمل الحقوقى ومنظمات المجتمع المدنى فى تحقيق هذه الغاية الدنيئة؟

عشرات من الأسئلة وجدتها تحضر وتستحضر لى سنوات من العمل المباشر مع السيد أحمد أبوالغيط وزير خارجية مصر الأسبق والأمين العام الحالى لجامعة الدول العربية.. وتحديدا فى الفترة من أغسطس 2005 وحتى مارس 2011 منذ تشرفى بالعمل محررا للشئون الدبلوماسية بروزاليوسف وحتى خروج أبوالغيط من الموقع الوزارى.. كنت فيها قريبا من دولاب العمل الدبلوماسى مع قامة دبلوماسية تتنفس أدبيات الأمن القومى المصرى، بالإضافة إلى ما ذكره السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق عن هذه المرحلة فى مواضع وأحاديث مختلفة وجميعها موثق.

وحينها لم أستغرب الإهداء الذى تركه لى السيد أبوالغيط على كتابه (شهادتى) الذى قدمه كشهادة للتاريخ على مرحلة فاصلة فى التاريخ المصرى الحديث عندما قال فى نص هذا الإهداء (إلى الصديق أحمد الطاهرى.. أحد أعز الأصدقاء فى عالم الصحافة والإعلام المصرى تمتعت بصداقتك والتزامك بكل ما هو يمثل الوطنية المصرية والوفاء والفداء لمصر وأرضها.. أرجو أن تتمتع بقراءة محتويات هذا الكتاب وأثق أن لديك اطلاعا كبيرا على كل ما دار خلال سنوات تغطيتك لعملك بالخارجية.. إلا أن المؤكد أن الكتاب يجيب على الكثير من الأسئلة التى كانت لديك.. أحمد أبوالغيط).

وأعتقد أنه بات من المناسب علىّ تقديم جزء من شهادة عما جرى على أرض مصر، ليتأكد القارئ أن ما قدمه مسلسل (هجمة مرتدة) هو جزء من واقع حقيقى ربما لم يتسع المقام الدرامى لشرح جميع أبعاده.. وأن هذا العمل سيخلد فى سجلات الدراما المصرية بالكثير من الخصوصية وهو ما سنجتهد فى تقديمه خلال السطور الآتية:

 

أولا: مخطط نقل الفوضى من العراق إلى مصر (القاهرة أغسطس 2005)

كانت أجواء القاهرة السياسية شديدة الحرارة كطقس أغسطس وشمسه الحارقة من تداعيات الإعلان عن استشهاد سفيرنا فى العراق (إيهاب الشريف) كانت الأجواء مشحونة شحنا مضاعفا من الرفض الشعبى للعدوان الأمريكى الذى جرى فى 2003 ثم بقرار مصر إيفاد سفير بعدها، ومع ما جرى للشهيد إيهاب الشريف اشتد النقد وحدته.. حينها حققت بجرأة صحفى مغامر أول انفراد صحفى بالكشف عن لغز شهادة وفاة إيهاب الشريف على الرغم من عدم ظهور جثمانه.. ومع هذا التحقيق الذى جاء مع ميلاد جريدة روزاليوسف، بدأ التواصل المباشر مع السيد أحمد أبوالغيط ودعم هذا التواصل الأستاذ عبدالله كمال رئيس التحرير حينها بصنعة رئيس التحرير المحترف الذى يسعى لبناء كوادر صحفية.

فى هذه المرحلة علمنى السيد أحمد أبوالغيط أن الفهم يسبق الكلام وعندما يتعلق الأمر بالأمن القومى المصرى فإنه يجب إدراك كل حرف ينطق أو يكتب.. ومن هنا جاءت عادة يومية، وهى انتظار السيد أحمد أبوالغيط يوميا فى تمام السابعة والربع صباحا فى بهو وزارة الخارجية محضرا كل ما أود طرحه عليه من أسئلة مستغلا دقة جدوله اليومى والذى يبدأه بمراجعة برقيات بعثاتنا الدبلوماسية وتوزيعها والتوجيه بالرد عليها، وكان الرد يأتى مباشرًا من أبوالغيط إلى كل مرسل برقية حتى لو كان ملحقا دبلوماسيا حديثا.

فى هذه المرحلة بدأ الحديث المباشر عن مخطط نقل الفوضى من بغداد إلى القاهرة وأن إدارة بوش الابن لديها مشروع فوضوى فى المنطقة تحت عنوان الشرق الأوسط الكبير.. فى هذه الفترة وبعد اتهام أيمن نور بقضية تزوير توكيلات حزب الغد حدثت فى واشنطن أول مواجهة بين أبوالغيط وكونداليزا رايس وصف تفاصيلها فيما بعد فى كتابه (شهادتى) كما كشف عن رد فعل الرئيس الأسبق مبارك عليها عندما قدم له تقرير الزيارة، وملخص التعقيب أن مبارك قال إنه بات مدركا أن الأمريكان لا يريدونه وأن المتغطى بالأمريكان عريان!.

الزيارة التالية لواشنطن توجه لها السيد أبوالغيط والسيد عمر سليمان، وجاءت نتيجتها واضحة أن المنطقة تحضر لأمر جلل.. بعدها تعددت محافل الصدام بين أبوالغيط وكونداليزا رايس مع تدرج موقعها من مستشار للأمن القومى وصولا إلى موقع وزير الخارجية الأمريكى.. أذكر ما جرى فى الدوحة وكان منتدى حول الديمقراطية وحقوق الإنسان عندما حاولت «رايس» فرض عمل المنظمات الحقوقية الغربية فى مصر والمنطقة دون شرط أو قيد، وهو ما رفضته مصر على الرغم من الإجراء الاستباقى الذى أقرته إدارة بوش الابن باقتطاع مبلغ من المعونة الأمريكية وقدره خمسون مليون دولار سنويا وتوجيهها إلى هذه الجمعيات.. انتهى صدام الدوحة بقطع وزير الخارجية للزيارة والعودة إلى مصر.

 

ثانيا: محاولة عزل مصر ومحاصرة دورها لحساب أدوار إقليمية أخرى (حرب لبنان 2006 – حرب غزة 2008).. وما بينهما

 

كانت النخب فى مصر قد غيرت جلدها، السياسيون أصبحوا حقوقيين لأنه عمل أكثر ربحية.. الصحفيون أصبحوا سياسيين لأنها أكثر نفعية.. والكل متحزب بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا.. تمددت منظمات غربية مشبوهة تنهش فى الكيان المجتمعى المصرى.. لم تترك مكونا إلا اقتحمته (الشباب – العمال – المرأة) مع زرع مفاهيم كارثية دخيلة، وفى مقدمتها مفهوم (الأقليات)، والكل يغنى على ليلاه، الكل ينظر لمصر من واقع مصلحته الشخصية باستثناء مؤسسات الدولة الوطنية التى كانت بالفعل ترصد هذا الخطر وحذرت منه.. خُلقت فى مصر صحف من أجل الفوضى.. جعلت من أخبار هذه المنظمات خبر صفحة أولى بخلاف ما اعتاده القارئ المصرى.. وبدأت موجات التدريب للخارج بلا أى رابط مهنى.. يخرج المتدرب من القاهرة (صحفى) ويعود إليها (ناشط).

ثم حدثت حرب لبنان عام 2006 والتى سعى إليها حزب الله بمفردات بلا أى صلاحية استراتيجية كانت فاتورتها تدميرًا كاملاً للبنان استدعى بكاء رئيس الوزراء اللبنانى حينها فؤاد السنيورة فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، وخرج مانشيت روزاليوسف الذى كتبه الأستاذ عبدالله كمال (لبنان يبكى بين أيدى العرب) فضلا عن قرار أممى خدم إسرائيل عسكريا فى لبنان.. فى المقابل تمت الشوشرة على الرأى العام المصرى بعكس هذه النتائج مع إظهار الدولة المصرية بمظهر الضعف وخدمة أهداف الاحتلال، ودفع إلى ذلك أيضا منهج سياسى سورى دفعت سوريا ثمنه فيما بعد بتقسيم العالم العربى إلى معسكرين، وصفوا الأول بالموالاة ويقصدون به (مصر والسعودية) ومعسكر الممانعة ويقصدون به (سوريا – قطر)، مع إقحام أطراف إقليمية غير عربية كانت هى أول من ساهم فى تدمير سوريا بعد 2011.

فى العام 2007 اشتد التمزق الداخلى سياسيا ومجتمعيا.. كانت المنظمات الحقوقية قد امتدت على مفاصل كثيرة فى يوميات مصر.. ويعمل فريق التوريث فى اتجاه ضيق للغاية لا ينتبه إلى حجم الكارثة التى تلوح فى الأفق.. حينها قدم اللواء عمر سليمان والسيد أحمد أبوالغيط تقدير موقف للرئيس الأسبق حول خطر هذه الجمعيات والمنظمات وما لها من سوابق فوضوية فى دول مختلفة.. وكان رد الرئيس الأسبق (ضيقوا عليهم لكن من غير صدام).

توثيق هذه الواقعة جاء فى كتاب (شهادتى) لأبوالغيط، كما ذكره اللواء عمر سليمان فى حديث صحفى أجراه مع الأستاذ خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع عام 2011 ولكن كان حديث اللواء عمر سليمان موجزا بتأكيده أن مؤسسات الدولة المصرية كانت ترصد عمل هذه المنظمات وقامت بدورها بتوضيح الأمر للرئيس الأسبق، مشيرا إلى أنه – أى اللواء عمر – كان يواجه ممانعة فى خطواته من قبل تيار التوريث.

أما التوثيق الإخبارى فيعود إلى مكتب وزير الخارجية ببيان صحفى رسمى عن المتحدث باسم وزارة الخارجية يتحدث خلاله عن ملاحظات مصرية على إحدى هذه المنظمات.

وهنا علينا أن نشير إلى ما جاء فى مسلسل (هجمة مرتدة) بالقول (إننا نقوم بدورنا ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية).

مع العام 2008 يمكن القول إننا كنا أمام الفصل المحورى.. بدأ بحرب غزة لتكريس فكرة تحجيم الدور المصرى لحساب الأدوار الإقليمية الأخرى بشكل فاضح وبداية توظيف صريح لتيار الإسلام السياسى داخليا وإقليميا فى مواجهة فكرة الدولة الوطنية، وكأن التنظيم الدولى للإخوان يقدم أوراق اعتماده للإدارة الأمريكية المنتظرة، وكانت إدارة أوباما، وتوقفت الحرب.

 

ثالثا: الفصل قبل الأخير لحدوث الفوضى (ضعف القبضة 2009 – 2011) 

القدر لا يداهمنا ولكن يجازينا.. يمكن قراءة المرحلة ما بين يناير 2009 وحتى 2011 تحت هذا العنوان.. كان المشهد المعتاد فى شارع قصر العينى حيث مقر روزاليوسف وكذلك مقر مجلسى الشعب والشورى حسب التسمية القديمة للمؤسسة التشريعية وأيضا مقر مجلس الوزراء، عبارة عن اعتصامات فئوية ومطالب معيشية واجتماعية ترفع شعارات تعكس البؤس الذى يعيشه أصحاب الشكوى.. وتعايشت القاهرة مع الفكرة.. وما بين اعتصام هنا واعتصام هناك.. ومؤتمر فى هذا الحزب.. ووقفات على سلالم نقابة الصحفيين.. واتجاهات أيديولوجية واضحة تغذى غليان المجتمع.. توفى حفيد الرئيس الأسبق.. لتكون أول نتيجة واضحة هو ضعف قبضة الرئيس الأسبق على مقدرات الأمور وهى نتيجة تبعتها كوارث انتهت بانفجار يناير 2011.

بعد حدوث ثورة تونس.. كان الحديث الصحفى والمجتمعى والإعلامى المصرى وكذلك الفضائيات العربية يدور حول محور واحد: هل من الممكن انتقال شرارة تونس إلى مصر؟

فى هذا الوقت وتحديدا فى منتصف يناير 2011 جمعنى لقاء مع الزميل والصديق العزيز (سمير عمر) - مدير مكتب سكاى نيوز فى القاهرة حاليا - فى مطار القاهرة حيث كنا نتوجه على متن نفس الرحلة المغادرة إلى شرم الشيخ لحضور فعاليات القمة الاقتصادية العربية.. فى هذا اللقاء سألنى الأستاذ سمير عمر: كيف تقرأ ما جرى فى تونس هل من الممكن امتداده إلى مصر؟ كان ردى هو استبعاد هذا الأمر لأن المعطيات مختلفة – حسب قدر استيعابى للصورة آنذاك – أما الزميل سمير عمر، ولهذا أوثق حديثه، كان يرى أن الشرارة قادمة على مصر مستشهدا بتاريخ الموجات الثورية عالميا.

ولم نكن نعرف أن هذا النقاش سيكون جزءا من الحديث داخل القاعة بين القادة وأن ينتقل إلى التصريحات الرسمية وأشهره تصريح (مصر ليست تونس) والذى جاء من السيد أحمد أبوالغيط، ردا على سؤال الزميل الصحفى الأستاذ ربيع شاهين والذى جاء سياقه بعد كلمة السيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية.

فى هذا اليوم، تحدثت إلى السيد أحمد أبوالغيط حول المعنى الذى يقصده من التصريح وكان رده أن مؤسسات الدولة المصرية لن تسمح بسقوط مصر فى براثن الفوضى وأن القوات المسلحة المصرية قادرة على حفظ أمن مصر وأهلها مهما بلغت التحديات.. واستأذنته فى النشر ولكنه لم يود النشر حينها والآن يأتى وقت النشر للتوثيق.

كانت الأجواء فى شرم الشيخ توحى بضبابية سياسية ما.. لم تكن بعيدة عن الاحتقان السياسى الذى خلفته انتخابات مجلس الشعب التى مثلت صدمة تؤكد أن أمرا ما فى مصر قد حدث.

فى كتابه «شهادتى».. كشف أبوالغيط عن حديث ثلاثى كان أحد أطرافه بحضور السيد عمر سليمان والرئيس الأسبق مبارك حينها بادر سليمان بتقديم تقدير موقف للوضع الداخلى وما سببته انتخابات مجلس الشعب من احتقان، مطالبا الرئيس الأسبق بإجراء ينزع فتيل الاحتقان ولكن لم يحدث.

 

رابعا: 25 يناير ثم ماذا بعد؟

فى منتصف يوم 25 يناير، وبينما كانت تمضى الأمور بطبيعية متمثلة فى احتفال رجال الشرطة بعيدها وتوزيع الزهور على المواطنين بدأت الهتافات على سلالم نقابة الصحفيين.. وبينما كان يتم تجهيز الصفحة الأولى لجريدة روزاليوسف استقر الأستاذ عبدالله كمال أن يكون التناول من شهادة الجزيرة نفسها من خلال التقرير الذى أذاعته فى منتصف اليوم بأن لا شىء فى القاهرة وأن الأمر لا يتعدى مظاهرات على سلم نقابة الصحفيين وتأهبت للسفر إلى أديس أبابا ضمن الوفد الصحفى المرافق للسيد أبوالغيط لتغطية فعاليات القمة الإفريقية.

قبل مغادرة طائرة الخطوط الإثيوبية أجواء القاهرة جمعنى لقاء مع الصديق وائل طلعت من وزارة الخارجية، وكان يحدثنى عن خشيته من تطور المشهد فى شوارع القاهرة إذا ما صدقت بعض التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى بنزول (الأولتراس فى الشوارع).

وصلنا إلى إثيوبيا وخلال ساعات استغرقتها الرحلة كان مسلسل الفوضى قد بدأ وصدق توقع الصديق.. فى اليوم التالى التقيت السيد أحمد أبوالغيط فى مقر الاتحاد الإفريقى القديم صحبة الزملاء يوسف أيوب رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة حاليا، وكان حينها موفدا من اليوم السابع والزميل جمعة حمد الله من المصرى اليوم.. سألت السيد أبوالغيط عما يجرى فى القاهرة، فرد هو السؤال: كيف تنظرون للأمر يا شباب؟ مش اللى نزلوا امبارح شباب؟.. فكان ردنا أن هناك احتقانا ومناوشات من متحمسين.. فكان رده أنها ساعة الصفر لمخطط الفوضى فى مصر.

فى منتصف يوم 28 يناير 2011 هذا اليوم الأسود فى تاريخنا.. وصل أبوالغيط إلى مقر الاتحاد الإفريقى وكأنه قائد عسكرى فى مهمة عنوانها ثبات الكبرياء المصرى.. كانت شاشات القاعات كلها مثبتة على قناة الجزيرة الإنجليزية وشوارع القاهرة تحترق وكل وفود الدول الإفريقية تنظر إلى المشهد بذهول.. كانت اللحظة فوق احتمال البشر.. فهزمتنى الدموع ثم تحولت إلى انهيار فإذا بالسيد أبوالغيط ينهرنى بحزم.. وتحدث خلالها إلى الجميع: لا تنحنوا بلدكم لن تسقط.. القوات المسلحة المصرية لن تترك مصر تسقط.. أما ما جرى فأسبابه معروفة وواضحة: كبرت سن الرئيس وضعفت قبضته.. ما يتردد فى الشارع السياسى عن التوريث.. انتخابات مجلس الشعب.. مجتمع تلاعبت به المنظمات وعرفت كيف توظف الإعلام لأچندتها.. ولكن مصر لن تسقط، هذه الحقيقة أراها كما أراكم.

وهو ما جرى، وتحمل المجلس العسكرى المهمة.. وكان التحرك بجرأة وقوة تجاه منظمات التخريب.. وضلل الإخوان الناس ومن أسموا أنفسهم بالثوار وهم ظهير إخوانى كما أثبتت الأيام قدموا مصير هذه الأمة إلى جماعة إرهابية.. إلى أن جاء الاستدعاء الوطنى مع ثورة 30 يونيو العظيمة.. وتصدر البطل عبدالفتاح السيسى رئيسنا الذى نباهى به الأمم المواجهة انتصارا لمصر أرضا وشعبا وتاريخا ومصيرا.. ولا نبالغ بقولنا إنه أنقذ الإقليم كله وأعاد صياغته وفق أدبيات الدولة الوطنية.

شكرا لمن قدم هجمة مرتدة دراميا.. شكرا لرجال الظل الأبطال الحقيقيين للهجمة المرتدة.. شكرا للرئيس البطل عبدالفتاح السيسى الذى انتشل مصر من الضعف إلى عنفوان القوة، معلنا أن مصر لن تسقط وأن جمهوريتها الثانية غير قابلة للسقوط.. وللحديث بقية.