الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إلى المنتج صادق الصباح.. اثبت مكانك مصر ليست مستباحة

إلى المنتج صادق الصباح.. اثبت مكانك مصر ليست مستباحة

النهضة المصرية بُنيت بالعَرَق والدم ولن نسمح بهدم صورتها دراميّا



المنتج اللبنانى استقدم نجومًا مصريين لتشويه الواقع المصرى وكأننا شعب من  البلطجية!

الأخبار اللبنانية تدخل سوق نخاسة الإسلام السياسى وتستهدف الدراما المصرية

 

أحبُّ لبنان.. بلا شك.. مَن لا يُحب لبنان عليه أن يراجع حُبَّه للحياة.. ونادرًا ما تجد مصريّا لا يحب لبنان.. ولكن ياسيدى دعنا نُبَدل المقاعد.. هب أن مُنتجًا مصريّا قام باستقدام نجوم لبنانيين وصمم ديكورات على أنها لبنان.. وإذ به يُشخص لبنان بكل نقيصة.. ويصور شعب لبنان على أنه شعب من الشبّيحة والعاهرات والفقراء الجوعى.. وأن يُصدر صورة لبنان على كونها (علب الليل) المعبأة ببيع الشرف.. تُرَى ما هو وقْع ذلك على المواطن اللبنانى؟ وعلى الصحافة اللبنانية؟ وعلى أهل الفن فى لبنان؟.. هل يقبلون؟

 

الإجابة بالقطع لا.. أهل لبنان يحبون وطنهم ويدافعون عنه وعن صورته وينتظرون ونحن معهم أن يعود الوجه الحضارى الغائب لبلاد الأَرز وأن يجتاز محنته الطويلة التى عصرتها المصالح السياسية والطائفية الضيقة.

وإن قَبلَ البعض من أهل لبنان.. سنرفض نحن؛ لأننا لا نرضى الإساءة لصورة الدول والشعوب الشقيقة.

لنُعد الأمور إلى نصابها.. هذا ما فعله المنتج اللبنانى صادق الصباح، الذى استقدم نجومًا من مصر وقام بتصوير عمل أقل ما يقال عنه أنه جريمة درامية تشوّه صورة مصر وتدخل البيوت العربية وتقدّم مصر لهم بواقع كاذب منافٍ للحقيقة وكأن مصرَ شعبٌ من الفاجرين البلطجية، وذلك فى مسلسل (ملوك الجدعنة).

مصر التى حققت نهضة يتحدث عنها العالم بالعَرَق والدَّم بتضحيات شعبها وشهدائها تقدم على هذا النحو.. مصر التى قالت للعالم أنا عُمقكم الحضارى قبل رمضان بأيام بتقديمها لوحة فنية راقية فى موكب المومياوات الملكية تظهر هكذا.. مصر التى وصف الشيخ سعد الحريرى زعيم تيار المستقبل تجربتها بالملهمة.. تصور هكذا.

الشيخ سعد الحريرى الذى يقول «صادق الصباح» أن حلمه تقديم عمل فنّى عن والده الشهيد رفيق الحريرى، وبالفعل الشهيد «الحريرى» يستحق أكثر من عمل.

مصر التى غيّرت معادلة الطاقة من العَوز والاحتياج إلى تدشين المحطات العملاقة والاكتفاء الذاتى فى معظم استهلاكها وحدّثت قواتها المسلحة وأنشأت مُدنًا عصرية على مجمل مساحتها التى تتجاوز مساحة لبنان بنحو 100 ضعف.

وكان أول ما غيّرت مصر هو وجه الحياة فى العشوائيات التى يعيش مسلسل صادق الصباح فى عالمها قبل أن يعلن رئيس مصر أنه لن يسكت على معايرة المصريين بفقرهم ودشّن مجتمعات جديدة تحمل جودة حياة لا توجد فى أغلب مدن لبنان الغالى علينا ليسكن فيها أهلنا من الفقراء بعد عقود من التهميش.

هذا هو الواقع الحقيقى.. وبدلاً من أن يرصده المنتج صادق الصباح.. طمسه وشوّهه وكأن لا وجود له!.

أكثر من ذلك؛ أن مصر رُغم حربها الشرسة ضد الإرهاب كانت ولا تزال أكثر الدول العربية أمانًا واستقرارًا.. والقاهرة هى عاصمة الأمن التى تسير فيها فى أى وقت على مدار اليوم وأنت مطمئن.. ولكن المنتج صادق الصباح قرّر أن القاهرة من الوارد أن يتم التشاجر بالأسلحة النارية فى منتصف نهارها فى شوارعها الرئيسية قرب مطارها الدولى.

إذا ذهب المنتج صادق الصباح إلى الأسمرات؛ حيث الحياة الجديدة لأهلنا الذين كانوا يسكنون العشوائيات- وبالمناسبة حياتهم القديمة لم تكن تختلف عن أحوال المهمشين فى لبنان قبل أن تتدخل الدولة المصرية وتغيرها- سيجد منطقة حضارية تتجاوز مساحتها قلب بيروت.. ولن يجد (عجقة سير) تجعله يجلس فى السيارة ساعتين ليقطع مسافة لا تتجاوز 20 كم، ولكن سيجد شبكة طرُق عالمية تنقله من أى موقع فى القاهرة إلى الأسمرات فى دقائق.

ولكن هل يمثل صادق الصباح أو ما فعله صادق الصباح لبنان؟ المؤكد لا.. لبنان بلد شقيق غالٍ على مصر وعلى أرضه يتواجد المستشفى الميدانى المصرى الذى يخوض مع أهلنا فى لبنان ملحمة إنسانية حقيقية فى ظروف غاية فى الصعوبة، ولكن هذا هو النسق المعتاد الذى كان وسيظل بين مصر ولبنان؛ لأنهما شعب واحد ولطالما جمعهما الفن.. عندما ذهب الفن المصرى إلى لبنان وأعنى هنا فيلم (أبى فوق الشجرة) للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وإخراج المبدع حسين كمال والذى أنتج عام 1969.. أظهر الفن والإنتاج المصرى لبنان فى أجمل صورها وجعلها مقصدًا للسائحين إلى اليوم.. كل مصرى وعربى يذهب إلى لبنان يأخذ صورة فى الروشة تيمنًا بالصخرة التى مَرّ من جوارها عبدالحليم حافظ.. أكثر من ذلك لا أستغرب أن هناك فى مصر من لا يظن أن الشحرورة صباح ليست مصرية وأن وديع الصافى ليس مصريّا.. ولهذا؛ فإن صادق الصباح استثناء ولكن علينا أن نوقفه عند حده.

هذه الصيغة الدرامية المنفلتة التى قدمت مصر بها قبل عشر سنوات لم يعد لها مكان لا فى الواقع أو الخيال.. والتى جعلت البعض يظن أن المصريين وهم أهل العلم والفن والثقافة والتحضر البلد الذى حصل أبناؤه على نوبل مجرد شعب منفلت أخلاقيّا بلا رادع لأنهم فقراء.. هذه الصيغة مُزّقت وانتهت.. وسنُمَزّق كل صيغة يحاول البعض صُنعها أو يتوهم أنه قادر على صُنعها.. وقادرون على رد الصاع صاعَين.

ومثلما يمثل المنتج صادق الصباح استثناءً فى تناوله للواقع فى مصر تمضى صحيفة الأخبار اللبنانية فى نسق اختارته لنفسها منذ سنوات وتحديدًا منذ ثورة 30 يونيو وهى أن تكون مجرد إصدار معروض فى سوق نخاسة الإسلام السياسى بأقلام لا ترتدى أفكارها ولكن ما يُطلب منها أن تقدمه فى محددات دورها.

تألم معسكر الإسلام السياسى كثيرًا من الدراما الوطنية المصرية هذا العام.. بعدما كشف زيفه.. وعرّى أكاذيبه.. ولم تستغرق أكذوبة اعتصام رابعة سوى حلقة من مسلسل (الاختيار 2) ليُعاد فض الاعتصام فى الذهن المصرى والعربى.

ساعة من الزمن إلّا قليلاً.. بخّرت مليارات الدعاية الكاذبة للإخوان وحلفائهم.. بعدما وثقت ما جرى بشهادة إعلام مساند للإسلام السياسى لا يختلف كثيرًا فى عدائه لثورة يونيو ولمصر وأهلها عن جريدة الأخبار اللبنانية.

ولهذا دخلت الأخبار اللبنانية لتعرض نفسها وتهاجم الدراما المصرية وتحديدًا مسلسل (الاختيار 2).. فلا عجب (يكاد المريب أن يقول خذونى).

إليكم جميعًا.. (اثبت مكانك.. مصر ليست مستباحة)، فلا كلمة منكم فى حق مصر ستمر ولا مشهد يسىء سيمضى مرور الكرام.

أمّا بالنسبة للنجوم المشاركين فى هذا العمل (ملوك الجدعنة)؛ فإن هذا المقال فى حد ذاته شكوَى أتقدم بها إلى كل مَن يهمه الأمر فى هذا البلد ويهمه صورة مصر العظمَى وهو المصطلح الذى نردده بفضل الدماء التى قدّمها أغلى أبناء مصر لكى نحيا كرامًا. وأخص هنا بالذكر السيد الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام.

والسيد الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين.

أمّا من جانبنا؛ فلا اسم ولا خبر ولا صورة ستنشر على صفحات مجلة «روزاليوسف» لكل القائمين على هذا العمل إلى أن يدركوا ماذا فعلوا فى صورة بلدهم ومجتمعهم.. الدراما سلاح للأسف قمتم بتوجيهه إلى صدور ولاد بلدكم.. ملوك الجدعنة الحقيقية.. وللحديث بقية.