أنا وقـلمى.. قراءة فى حوادث القطارات

إنَّ تكرار حوادث القطارات فى مصر، ووقوع ضحايا ومصابين، يدعو إلى إثارة الكثير من الشكوك، وتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الحكومة، بتشكيل لجنة مكونة من هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والكلية الفنية العسكرية، وكليات الهندسة، للوقوف على أسباب حادث خروج أربع عربات من قطار قليوب الأخير، هو إجراء صائب، وعلى الطريق الصحيح، وما يؤكد هذه الشكوك نتائج التحقيقات التى أعلنتها النيابة العامة المصرية، فى حادث تصادم قطارى سوهاج بالصعيد، والذى وقع فى «26» من مارس الماضى، سواء بسبب الإهمال والتقصير، أو بسبب الفساد لما حدث من تزييف وتزوير فى توقيع السائق ومساعده، أو بسبب ثبوت تعاطى كل من مراقب برج محطة «المراغة» للحشيش المخدر والترامادول، هو ومساعد سائق القطار المميز، وبعد الحادث الأخير وخروج القطار الذى كان متجهًا من القاهرة إلى المنصورة عن مساره فى محافظة القليوبية، وأودى بحياة «11» من المواطنين الأبرياء، وإصابة «98» آخرين، وعقب وقوع الحادث المؤلم لفتت نظرى أنه - وبالمعاينة المبدئية لموقع الحادث - ربما تكون التحويلة قد تسببت فى إعاقة عجلات القطار، مما نتج عنه انقلاب بعض عرباته، أو أن يكون السبب هو السرعة الكبيرة للقطار، خاصة أن تلك المنطقة هى منطقة إصلاحات، كما لفت نظرى أيضاً بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى حول بعض النقاط المهمة، مثل بما إن غالبية هذا النوع من الحوادث يكون نتيجة أخطاء بشرية، وهو ما يدعو إلى ضرورة تأهيل كل العاملين فى مرفق السكة الحديد، من خلال إعداد دورات تدريبية، لتطوير أدائهم، وتقديرهم للمسئولية، والتأكيد لهم على قيمة المرفق المهم والحيوى والتاريخى الذى يعملون فيه، بينما بعض التعليقات الأخرى لا تستبعد نظرية المؤامرة، وأن هناك عناصر لاتزال بين صفوف العاملين فى هذا المرفق المهم، يقومون بعمليات تخريبية  - على طريقة حرب العصابات - لتعطيل حركة القطارات وانقلابها، ووقف مسيرة التنمية فيها، وذلك عن طريق عدم الالتزام بالسرعة المطلوبة، أو بوضع الشحم أو غيره من المواد التى ممكن أن تخل بتوازن وثبات عجلات القطار، مما يدعو إلى ضرورة غربلة عمال هذا المرفق الحيوى، ناهيك عن ضرورة وقف كل القطارات فى المناطق التى بقضبانها إصلاحات، حتى يتم الانتهاء من إصلاحها، ويتم وقف نزيف الدم من المواطنين الأبرياء.

وتحيا مصر.