الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق: موسى.. سؤال الأصالة وإعادة التدوير

يتحرك «محمد رمضان» فى مسلسله الجديد هذا الموسم من منطقة شعبوية آمنة إلى أخرى أكثر أمنًا (الدراما التى تدور فى الصعيد)، صحيح أنها ليست المرّة الأولى التى يذهب إلى هناك؛ حيث قدّم قبل بضعة أعوام مسلسل (نسر الصعيد)، لكن هذه المرّة تبدو مختلفة على عدة مستويات، أولها هو الطابع البصرى المميز الذى لم يكن جزءًا من الصورة التقليدية لمسلسلات «محمد رمضان»، والذى يقف خلفه عنصرا التصوير لـ«محمد مختار» والإخراج لـ«محمد سلامة»- الذى يمكن اعتباره أحد أهم مكاسب صناعة الصورة فى الموسم الحالى- أن الشرائح المتابعة لمسلسل «رمضان» لم تكن معتادة على هذا النوع من التأصيل البصرى للحكاية، عبر استخدام موتيفات النور والظل وتوظيف البيئات المكانية ومصادر الإضاءة التى تنتمى للحقبة الزمنية (الأربعينيات)، كان «رمضان» يستحوذ فى حضوره العنيف والشعبوى من خلال الحوار المسجوع والموسيقى ذات الطابع الميلودرامى الفج على الصورة طوال الوقت، مع وجود هامش معقول لظهور قدرات تشخيصية لبعض الممثلين المشاركين، ولكن ظلت شخصيته البصرية كمحور للحكاية بكل تفاصيله التقليدية هى المسيطرة لسنوات على صناعة الصورة فى أى عمله يقوم ببطولته- ربما باستثناء مسلسل (البرنس) العام الماضى- مع ضرورة الإشارة إلى أنه يقوم بأداء شخصية واحدة فقط فى (موسى) وليس شخصيتين كما فى غالبية الأعمال السابقة.



ثم لدينا سيناريو «ناصر عبدالرحمن» الذى يعتمد على تقديم عدد من القصص والتيمات التراثية الشهيرة، يجمعها محور أساسى، وهو أنها جميعًا من بطولة «رمضان» نفسه، بداية من الاسم (موسى) المرتبط باسم الشخصية الدينية الأشهَر ذات الصلة بالماء والنيل- على اعتبار أن «موسى» فى المسلسل صياد تماسيح- لكنه يمارس مهنة النبى «داود» (الحدادة)، كما يشير هو نفسه فى بداية حكيه لقصته، مرورًا بتحوله السريع والقافز دراميًا إلى «خُط الصعيد» بعد انضمامه للمطاريد- فجأة نجده بعد براءة النفس وطهارة اليد يمارس سرقة المواشى وقتل الأعداء بمنتهى السلامة النفسية وكأنه خُلق من أجل هذا- ثم يصعد درجة فى سلم التراث ليتحول من الخُط إلى «أدهم الشرقاوى» ويصبح الإنجليز أعداءه بعد مقتل أخيه الأكبر فى الحرب العالمية، ثم يعرج فى الخط الشخصى من رحلته على حكاية «شفيقة ومتولى»- حيث تهرب أخته شفيقة إلى القاهرة عقب اتهام زوجها السكير لها بالزنى والعُهر- ولما كانت «هبة مجدى» تقوم بأداء الشخصية فإننا ننتظر خلال الحلقات المقبلة أن تتحول إلى مطربة فى أحد كازينوهات عماد الدين- مع الإشارة الواضحة للغجرى الذى أغواها بالهرب خوفًا على حياتها.

مجموع هذه التيمات التراثية مضاف إليها التيمات الأشهَر والأكثر تكرارًا فى الدراما الصعيدية (المتاجرة فى الآثار ودائرة الثأر والتفاوت الطبقى فى قصة حب الحداد ابن شخصى الكتاب الفقير لابنة العمدة الجميلة) مخلوط به التيمات التى يحرص «رمضان» على أن تكون موجودة فى كل أعماله (الشهامة المطلقة وحب الناس المفروغ منه والعلاقة الخارقة مع الأم حد تقبيل قدميها) مع توابل دراما الحركة وإطلاق النار والتفجيرات ثم أخيرًا نومته على ظهره فى إشارة واضحة للقطة الأيقونية الشهيرة لـ«أحمد زكى» من فيلم (الهروب) أشهَر أدوار «زكى» الصعيدية، كل هذا المعجون الدرامى والشكلى يجعلنا أمام عمل يطرح سؤالاً مُهمّا يخص هاجس الأصالة وإعادة تدوير الحكايات والعناصر الأثيرة لدى ممثل بعينه! فـ«رمضان» لديه فرصة جيدة ليفتت بعضًا من الكلاشيهات التقليدية لمسلسلاته، والسيناريو لديه فرصة مهمة للاشتباك مع التراث وإعادة إنتاجه بشكل أكثر حداثة وتطورًا، فهل ستكشف الحلقات المقبلة عن مغامرة أدائية ودرامية ربما تصبح نقطة تحوُّل بالنسبة للممثل والكاتب على حد سواء؟!- وبعد أن أثبت المخرج حتى الآن أنها تجربة تحسب له بالفعل- أمْ سوف تزل قدم «موسى» فى وحل التكرار؟! لينزلق العمل كله فى فخ المساحة الآمنة لحكايات معادة بغرض الاستهلاك (الرمضانى).

 

أفضل مسلسل

وكل ما نفترق

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

تارا عماد