الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رد الجميل.. يوسف شاهين.. أستاذى وأفتخر

رد الجميل.. يوسف شاهين.. أستاذى وأفتخر

كنت بشتغل فى مكتب الأستاذ يوسف شاهين لمدة سنتين ومكنش الأستاذ يعرف اسمى بس كان بيشوفنى وكنت أنا ساعتها عملت مساعد إنتاج فى فيلم «مرسيدس» للأستاذ يسرى نصر الله وعملت كمساعد إنتاج فى فيلم (مالكوم X) فى شركة الأستاذ يوسف شاهين أفلام مصر العالمية، وكان فى ساعتها تحضيرات لفيلم (المهاجر) واعتذر عن الفيلم الأستاذ حسام على وتم ترشيح الأستاذ عمرو عرفة علشان يكون هو المنتج الفنى بتاع الفيلم، ولكن الأستاذ عمرو اعتذر لأنه كان بيفكر يحوّل مخرج وكان فعلاً بدأ يشتغل فى الإعلانات كمخرج، وتم ترشيحى من قبل الأستاذ يسرى نصرالله والأستاذ جابى خورى إنى أبدأ أنا المعاينات لفيلم (المهاجر) لحد ما يشوفو مين ممكن ييجى مدير إنتاج للفيلم، وفعلاً عرّفنى الأستاذ يسرى على الأستاذ.



 

وساعتها الأستاذ يوسف قالّى: بص يا هشام أنا عايزك تقرا المشهد ده كويس والمشهد اللى بعديه وتعملّى معاينة وتجبلى مكان التصوير ده: (المكان عبارة عن جبل وبيبص على غيط قمح).

قولت للأستاذ: هو لازم الاتنين يبانو فى شوط واحد الجبل والغيط. فالأستاذ بصّلى بنص ابتسامة وقالّى: لا بس يُستحسن.

وقالّى قدامك يومين.

تمام.

أنا قولتله: تمام، ومكنتش عارف لسّه أنا هعمل إيه.

وفعلاً خرجت وجبت ورقة وقلم وكتبت كل الجبال إللى جت على بالى:

الجبل الأخضر فى السويس..

والجبل الصخرى فى سانت كاترين..

والجبل إللى رملته صفرا فى سقارة..

والجبل إللى رملته بيضا فى مرسى مطروح.

وجبل مرسى مطروح كمان بعد المعاينة كان جانبه غيط قمح.

المهم أنا فعلاً مع السواق لفيت كل المناطق دى من شرق مصر لغربها فى 40 ساعة تقريبًا وروحت عند مكان طبع الصور وكان فى المهندسين عند الأستاذ ماهر راضى وكان ساعتها قمة التطور تديلو الفيلم يديلك الصور بعد ساعة، واستلمت الصور ورحت اشتريت ورق كانسون وحاطيت كل جبل لوحده وكتبت بالقلم الفلوماستر اسم الجبل، يعنى عملت برزنتيشن يدوية.

المهم قولت للأستاذ جابى: أنا جاهز بالمعاينات وعايز أقابل الأستاذ، وفعلا دخلت والأستاذ قالّى: جاهز؟ قلت له: أيوه.

وقالّى: معاك إيه؟ قولتله: عملت معاينة جبال كتير الأخضر والأبيض والأصفر والصخرى.

كل الأوبشنز يا أستاذ.

الأستاذ قالّى: طب ورّينى أحلى جبل بالنسبة لك.

أنا طلّعت فرخ الكانسون إللى فيه جبل الرملة البيضا بتاع مرسى مطروح وعينى على الأستاذ أشوف رياكشنه.

الأستاذ قالّى: حلو الشوط ده صورتو الساعة كام؟

طبعًا.

طبعًا السؤال ده مكنش فى حساباتى خالص وبرضه مكنش ينفع أقول للأستاذ: أصْلى بقالى يومين منمتش.

فقلت له: مش فاكر يا أستاذ.

الأستاذ قالّى: علشان حمار.

الصورة دى اتصورت الساعة 12 بالظبط لأن بص الطوبة دى تقريبًا ضلها تحتيها.

والأستاذ سألنى: معاك إيه تانى؟

قلت له: معايا جبل رملته صفرا حلو برضه، وفعلاً برضه عجب الأستاذ.

والأستاذ سألنى: وده صورتو الساعة كام؟ بصيت على الصور إنى ألاقى حتى نملة معدية رامية ضلها أبدًا، وقولتلو بصراحة: برضو مش عارف  يا أستاذ!

بس أنا روحت مع السواق صلينا الجمعة فى جامع بعيد عن المكان ده بحوالى 20 دقيقة وكانت الخطبة شغاله حوالى كمان 10 دقايق والصلاة 5 دقايق وخرجنا من الجامع بعد 5 دقايق ورجعنا تانى 20 دقيقة والصلاة بتدن 12.20 وقول كان فيه 10 دقايق تقريبًا خطبة قابلينا يبقى الصورة دى يا أستاذ من 1.30 إلى 2 تقريبًا.

الأستاذ بصلى وقالّى: تمام.

خد كل حاجتك دى واكتب لى فوقيها الساعة كام واسأل على اتجاه الشمس هتعرف؟

أنا قولتلو: أيوه يا أستاذ هعرف.

قالّى: هتعمل ايه؟ قولتلو: هكلم السواق وهكلم الناس إللى كنا بنرحّلهم أسألهم على اتجاه الشمس وكمان تقريبًا كنا عندهم إمتى وأنا هشتغل على الوقت بالمسافات والتحرك بتاعى وإن شاء الله هعمل حاجة مظبوطة بنسبة 70 ٪..‏ الأستاذ قالّى: لا، أنا عايزها مظبوطة بنسبة 100 ٪‏.

أنا قولت للأستاذ: حاضر.

الأستاذ قالّى: حاضر إزاى يعنى؟

قولتلو: هعمل معاينات من أول وجديد وهكتب كل خطوة وهاخد معايا بوصلة.

قالّى: تمام يالّا.

وأنا لفيت، وطبعًا بدأت عينى تدمع علشان حسيت إنى فشلت فى الاختبار الأول وضيّعت فرصة عمرى.

بس علشان أستاذ يوسف أستاذ.

وقبل ما أخرج الأستاذ فاجأنى وقال لى: هشام انت هتكون مدير إنتاج الفيلم (فيلم المهاجر).

أنا طبعًا دموعى خلاص مقدرتش أتحكم فيها، وقولتله: ليه يا أستاذ ده أنا حتى معرفتش أجاوب على ولا سؤال!

الأستاذ قالّى: لا..

علشان مفتتش ومكدبتش عَليّا.

شكرًا أستاذ يوسف شاهين على النصيحة الغالية.

اوعى تكدب أو تفتى فى حياتك وفى شغلك.

شكرًا أستاذ يوسف على النصيحة إللى من 28 سنة.

الله يرحمك يا أستاذ، أنا بس حبيت بكلمة لحضرتك إنى أرد الجميل.