الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يقظة المومياوات

يقظة المومياوات

فى مساء يوم الأمل بالنسبة للمومياوات الملكية أضاءت سماء القاهرة بمختلف الإضاءت، احتفالا بنقل المومياوات إلى المكان الذى يليق بها فى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط الذى يطل على بحيرة عين الصيرة.. وذلك بعدما كانت مكدسة فى قاعات المتحف المصرى لعشرات السنين وربما أكثر حيث كان المتحف المصرى عبارة عن مخزن هائل لكافة الآثار المصرية بما فيها المومياوات الملكية وغير الملكية.. وقد كانت لدى الفرصة لأرى هذه المومياوات والآلاف من القطع الأثرية المكدسة سواء فى المخازن أو فى قاعات العرض بالمتحف المصرى وذلك فى الثمانينيات من القرن الماضى.



وللمومياوات قصة مر بها كل ملك وكل مؤمياء.. بدأت القصة منذ آلاف السنين عندما مات الملك وقام الكهنة بواجبهم فى الاهتمام بالجثمان والبدء فى عملية التحنيط وفصل الأحشاء الداخلية عنها والقيام بتحنيط كل جزء منها على حدة.. ويقال أن عملية التحنيط هذه كانت تستغرق أربعين يوماً.. فى هذه الأثناء كان العمل يجرى على قدم وساق لتحضير التابوت الذهبى للملك والآنية الذهبية الأخرى التى سيتم حفظ باقى الأعضاء بها.. وفريق آخر يقوم بتحنيط الطعام والأعشاب والمأكولات التى كان يحبها الملك من أجل وضعها معه فى المقبرة حتى إذا جاءت ساعة الاستيقاظ وجد الطعام بجانبه مع الحرص على وضع الآنية التى كان يأكل ويشرب فيها معه وكلها مصنوعة من الذهب الخالص.. ويوجد بالمتحف المصرى نماذج من هذا الطعام المحنط منذ آلاف السنين.

وبعد التحنيط يبدأ لف الملك بالقماش الأبيض المعالج يقينا والذى مازال موجودا حتى يومنا هذا.. ويتم إلباس الملك أزهى ملابسه ويتجمل بأحلى وأغلى حليه الذهبية فهو فى رحلة سوف تنتهى فى وقت ما ثم يقوم بعدها فى الحياة مرة أخرى.. ولحسن الحظ فقد ترك اللصوص المومياوات لعدم حاجتهم لها بعد ما نهبوا كل الكنوز التى بها.. ولم يتم اكتشاف سوى مقبرة واحدة لم تصل إليها يد اللصوص وهى مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون والتى أبهرت العالم بما فيها من الكنوز والأسرار. 

وبعد العثور على المومياوات الملكية فى العصر الحديث تم نقلها إلى المتحف المصرى الذى كان مكدساً بالآلاف من القطع الأثرية.. وظل الملوك فى كل صباح يشكون ما آل إليه مصيرهم أولا على يد اللصوص ثم عدم الاهتمام بهم بعد العثور عليهم بعد ما كانوا ملء السمع والبصر.. وكانوا يحلمون باليوم الذى يشعرون فيه بشىء من الاهتمام والتكريم.. وأخيراً تحقق حلمهم فى موكب فخم جميل تملأه الفرحة والبهجة لينتقلوا إلى متحف الحضارة فى مبنى رائع المعمار يذكرهم بأمجادهم القديمة ويقولون فى أنفسهم هؤلاء هم أبناء مصر حقاً.