الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعاع أمل..  الفكر الإسرائيلى وإفريقيا

شعاع أمل.. الفكر الإسرائيلى وإفريقيا

بالمصادفة البحتة وقع تحت نظرى كتاب فى غاية الأهمية يوضح لنا الفكر الإسرائيلى لتحقيق الأهداف المستقبلية، وكيف يتم وضع الأبعاد الاستراتيجية على مدار عشرات العقود من الزمان، الكتاب اسمه «إفريقيا فى الفكر السياسى الصهيونى منذ عام 1948»، ويقول الدكتور إبراهيم نصر الدين المشرف على الدراسة إنه كان يشغله دائمًا تساؤل حول (هل الدراسات الإسرائيلية تجاه القارة الإفريقية تعد انعكاسًا للسياسة الإسرائيلية؟ أم العكس هو الصحيح؟ حيث السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا إنما تبنى ابتداءً على فكر المفكرين الصهاينة).. ويقول لم يكن لأحد القدرة على الإجابة على هذا السؤال سوى دارس متخصص فى اللغة العبرية وقادر على تحليل الكتابات العبرية وتجميعها، وقد نجحت الباحثة هبة محمد عبدالحميد البشبيشى فى تحقيق ذلك.



واهتمت الباحثة بتغطية معظم المسائل الإفريقية التى تعرض لها الفكر الصهيونى مثل قضايا: الاستعمار، حق تقرير المصير، حقوق الإنسان، الأقليات، الصراعات الداخلية، قضايا المرأة، النظم السياسية الإفريقية، العلاقات الدولية وغيرها.. وانتهت إلى نتيجة مفادها أن الفكر السياسى الصهيونى تجاه القارة الإفريقية لم يكن تابعًا للسياسة الإسرائيلية، فقد ظل مستقلًا عن واقع هذه السياسة، وكثيرًا ما كان له تأثير كبير فيها، وفى أحيان أخرى كانت هذه السياسة لا تنصاع لهذا الفكر إذا رأت أنه لا يخدم المصالح الإسرائيلية، إلا أن هذا الفكر ظل معيناً تستقى منه الإدارة الصهيونية قراراتها بشكل مباشر أو غير مباشر وفقاً لطبيعة المصالح الصهيونية فى إفريقيا.

وتقول الباحثة إن الفكر الصهيونى اهتم بإفريقيا من قبل جعل منطقة فلسطين وطناً يهودياً فقد كانت البديل إذا ما فشل هيرتزل فى تحقيق هذا الحلم الذى نجح فى تحقيقه بالفعل بوعد بلفور.. إلا أن القارة الإفريقية وتحديدًا منطقة أوغندا كانت بديلًا جغرافيًا للوطن اليهودى.. ومنذ هذه اللحظة باتت إفريقيا فى الفكر الصهيونى هى الجار الاستراتيجى الذى تربطه مصالح بالكيان اليهودى الجديد فى فلسطين.. فكان لا بد من التعامل مع إفريقيا تارة بالحرب مع جارتها الإفريقية مصر، وتارة بالتعاون مع باقى دول القارة شمالاً وجنوباً.. فعلاقة المصالح كانت هى الطرف المحرك والضاغط من ناحية الفكر الصهيونى تجاه القارة الإفريقية يحكمها الجانب الأمنى بمفهومه طويل الأجل الذى جعل من القارة الإفريقية العمق الأمنى الإسرائيلى.. سواء من ناحية التأمين العسكرى أو مصادر المياه أو تأمين أسواق تجارية تستوعب الآلة الإنتاجية الإسرائيلية.

والدراسة طويلة وشيقة تتحدث بالتفاصيل لشرح هذا الفكر وأبعاده.. وربما يطلعنا هذا الكتاب على ما يحدث بالنسبة لسد النهضة فى إثيوبيا وتعنت الجانب الإثيوبى.