الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تطوير 149 قرية وتجهيز 27 وحدة صحية وإنشاء 66 مدرسة جديدة قطار «حياة كريمة» يصل إلى أسيوط

من عاصمة الصعيد ستكون جولتنا هذا العدد، من أسيوط أعرق وأقدم محافظات وجه قبلى، وتعد عاصمة الصعيد التجارية، واسمها بالفرعونى مشتق من معناها «سيوت» أى الحارس. تبلغ مساحتها حوالى 25926 كم2، ويغطى القطاع الريفى منها فقط حوالى 1365 كم2 أى بنسبة 72.8 % من إجمالى مساحة المحافظة.



 

محافظة أسيوط كان لها نصيب الأسد من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير قرى ومدن المحافظة فى جميع القطاعات الصحية والتعليمية ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، بالإضافة إلى الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على جميع الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية. التقينا ببعض أهالى محافظة أسيوط فى مختلف القرى لننقل ما يحدث على أرض الواقع واحتياجات الأهالى من مبادرة حياة كريمة وشهادتهم على ما تم تنفيذه من مشروعات يعتبرونها بمثابة حلم طال انتظاره لسنوات طويلة.

 

قرية المندرة

بداية جولتنا فى محافظة أسيوط كانت من قرية المندرة، إحدى القرى التابعة لمركز ديروط، والتقينا بأحد أهاليها وهو شنودة جورج، الذى قال إنه كان أول المتطوعين للعمل فى مشروعات توصيل المياه التى تنفذها «حياة كريمة» هناك، تقديرًا منه لأهمية هذه المشروعات فى إنقاذ أهالى القرية من الأمراض التى انتشرت بسبب تلوث المياه، وأودت بحياة الكثيرين منهم، وعلى رأسهم والده.

وأوضح أن أهالى قرية المندرة كانوا يحصلون فى الماضى على احتياجاتهم من المياه عبر وصلات مسحوبة من الترع، ولأن تلك المياه غير صالحة للشرب، انتشرت أمراض مثل الفشل الكلوى والتيفود وفيروس «سى» بشكل كبير، خلال مطلع الألفية الثالثة، ولم تكن الدولة فى تلك الفترة تهتم بالكشف عن تلك الأمراض ومعالجة ضحاياها، مبينًا أن والده توفى بسبب المياه الملوثة فى سن الأربعين، تاركًا أسرة تضم 4 أطفال، مضيفا أن مبادرة 100 مليون صحة أنقذت أهالى قريتى من فيروس سى، وتظل المشكلة الرئيسية، هى تلوث المياه.

 

مركز ومدينة أبوتيج

وعلى بعد 28 كيلو تقريبا من محافظة أسيوط جنوبا، اتجهنا إلى مركز أبوتيج أكبر المراكز فى محافظة أسيوط والتى تقع على الضفة الغربية للنيل، وهى مدينة فرعونية قديمة يزيد عمرها على أربعة آلاف سنة، وكانت العاصمة السياسية للإقليم العاشر فى الوجه القبلى، وكان اسمها بالهيروغليفية «بوتيك» أى المخزن لأنها كانت مخزنًا للبضائع أيام الفراعنة ولما دخلها العرب أضافوا إليها حرف الألف فسميت أبوتيج وهو الاسم الحالى لها، وهناك التقينا راضى إبراهيم من أهالى قرية مركز أبوتيج الذى قال: كثير من القرى كان يعانى من أجل الحصول على مياه للاستخدام فى الأغراض الشخصية بالمنازل، وكانت الأسرة الأوفر حظًا هى التى تصل إليها المياه لساعات معدودة يوميًا، ثم تنقطع لباقى اليوم، ورغم تكرار الشكاوى للمسئولين على مدار عقود، فإن المشكلة لم تُحل، واستمرت معاناة الأهالى لسنوات طويلة وكنا نضطر للاعتماد على عربات نقل المياه، وأصبحنا نحصل على احتياجاتنا فى جراكن تكفينا بالكاد، رغم ثمنها الباهظ فيما اضطر بعضهم للاعتماد على مياه الترع أو المياه الملوثة التى تخرج من طلمبات المياه ملوثة بمياه الصرف الصحى، ما أصاب الكثيرين منهم بالأمراض.

ولفت انتباهنا أثناء جولتنا فى المحافظة إلى أن مبادرة «حياة كريمة» وفرت لأبناء القرى بجانب المياه وهو التكاتف لإصلاح المشكلات التى تواجههم، خاصة أن أغلب شباب القرى حديثى التخرج وطلاب الجامعات استغلوا توقف الدراسة فى المساعدة فى الحفر وتركيب الوصلات فى المنازل الفقيرة.

قرية الزرابى

لم يكن هدف «حياة كريمة» فقط القيام بأعمال تجهيز وتشطيب المنازل، فى قرى الزرابى ودكران والبلايزة التابعة لمركز أبوتيج فى محافظة أسيوط، بل ركزت على إحياء القرى من جديد، فقامت بتوسعة ورصف الطرق، وكذلك إنشاء ما يقرب من 15 جناحًا مدرسيًا جديدًا بهدف تخفيف كثافة الفصول وتقليل تنقل التلاميذ لمسافات بعيدة. وكما قال لنا عبدالعال محمد، رئيس مجلس مدينة قرية الزرابى، يقول إن الدولة حريصة من خلال مبادرة «حياة كريمة»، على تهيئة وتطوير القرية بشكل عام، حيث تم رصف الطرق، وتمت تلبية نسبة كبيرة من احتياجات القرية.

مضيفا أنه تم الانتهاء من أعمال شبكة صرف صحى بنسبة تخطت 95 % من بيوت أهل قرية الزرابى، لتتبقى بعض الأعمال البسيطة التى من المقرر انتهاء أعمال التوصيل بها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليبدأ معها تشغيل محطة الرفع بقرية الزرابى «مشروع صرف صحى قرى أبوتيج».

وتابع: المبادرة اهتمت بالتعليم بشكل واضح وتم بناء نحو 15 جناحًا مدرسيًا جديدًا فى مدارس مختلفة، وعلى رأسها بناء أجنحة جديدة فى مدرسة الثانوية الزراعية فى الزرابى، وإنجاز بناء تلك الأجنحة فى 6 أشهر فقط.

 

قرية المعابدة مركز أبنوب

وعلى بعد 50 كيلومترًا من مدينة أسيوط، ذهبنا إلى قرية المعابدة الشرقية التابعة لمركز أبنوب والتقينا بأحد أهالى هذه القرية ويدعى إسماعيل منفلوط ويعمل نجار مسلح حيث قال لنا: «عانينا لسنوات طويلة من عدم توافر مياه الشرب التى كانت تصل إلينا بشكل متقطع، بالإضافة إلى تهالك الشبكة التى لم يتم تجديدها منذ 30 عامًا، وتلوثها بمياه الصرف الصحى، ما تسبب فى انتشار الأمراض»، مضيفا أن معاناتنا زادت بعد سوء حالة خزان المياه بالقرية، الأمر الذى أثر على المبانى المجاورة له، لذا كان الأهالى منشغلين يوميًا ولعدة سنوات بالبحث عن طريقة لتوفير المياه لمنازلهم من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية.

وواصل قائلا: «انتظرنا لسنوات من أجل حل هذه المشكلة، لذا عندما علمنا باختيار قريتنا ضمن قرى مبادرة حياة كريمة شعرنا بسعادة بالغة، وكنت من بين أبناء القرية الذين شاركوا العاملين فى المبادرة فى تنفيذ مشروعاتهم بالقرية». وشدد على أن المبادرة حلت مشكلة مياه الشرب نهائيًا، كما بدأت تركيب شبكة جديدة للصرف الصحى، ما أدى لتغيير كبير فى حياة أهالى القرية

مركز ومدينة ساحل سليم

يعتبر مركز ومدينة ساحل سليم من أقدم مراكز محافظة أسيوط، ويرجع تاريخه إلى العصر ما قبل الفرعونى لوجود آثار فى منطقة دير تاسا، ويقع مركز ساحل سليم شرق النيل على مسافة 24 كيلومتر جنوب مدينة أسيوط، ويحده من الشرق أراضى صحراوية وهضاب غير مأهولة حتى محافظة البحر الأحمر، ومن الغرب مركز أبوتيج، وتشتهر المدينة بالحدائق والموالح التى تصدر للخارج وكما قال لنا أسامة سحيم رئيس مركز ومدينة ساحل سليم، إن المركز كان له نصيب مميز خلال المرحلة الأولى من حياة كريمة، حيث تم الانتهاء من تطوير وحدة طب أسرة قرية تاسا على مساحة 1235 مترا وبتكلفة إجمالية بلغت 4 ملايين و630 ألف جنيه، وفقًا لأحدث المواصفات الحديثة وجار  تجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية لتشغيلها ضمن الوحدات الصحية الجديدة الجارى إنشاؤها كما جار تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية ومحطة رفع صرف صحى قرية الغريب بمركز ساحل سليم وتنفيذ بعض أعمال تنفيذ الشبكات بالشوارع وتجهيز موقع إنشاء محطة الرفع والمعالجة، وإنشاء الخطوط والشبكات بشوارع القرية.

مدينة البدارى

ومن مركز ساحل سليم شمالا إلى مركز البدارى جنوب شرق محافظة أسيوط والتى تبعد حوالى 40كم تقريبًا التقينا محمد حسن الديب رئيس مركز ومدينة البدارى والذى أكد لنا أن مركز البدارى يقوم حاليا بتطوير مركز شباب منشأة العقال البحرى، حيث نعمل على تركيب أعمدة الكهرباء على طريق عزبة يوسف دير الأنبا هرمينا ومدرسة الثانوية الزراعية والمناطق السكنية التابع لقرية العتمانية ضمن مشروعى تطوير الريف المصرى، ضمن برنامج حياة كريمة.

وأضاف الديب قائلا إننا بدأنا العمل فى نقطة إطفاء الحريق فى العتمانية وما زال العمل مستمرا.

 مركز القوصية

يقع مركز القوصية بين مركزى ديروط شمالًا ومنفلوط جنوبًا، وتتركز الكتلة السكانية على محاذاة الترعة الإبراهيميةْ وتبعد مدينة القوصية عن مدينة أسيوط بمسافة حوالى 40كم، ويعتبر مركز القوصية من المراكز القديمة فى المحافظة كما قالت لنا هويدا شافعى، رئيس مركز ومدينة القوصية وهى تحكى فى البداية أن الآثار التى توجد بالمدينة وبعض القرى التابعة لها مثل مير وآثار قصير العمارنة بالبر الشرقى للنيل على وجود «حياة وحضارة» قديمة منذ زمن.

وأضافت أن «حياة كريمة» غيرت مدينة القوصية، حيث يتم حاليا استكمال أعمال إلقاء التربة الزلطية فى شارع الترعة القديمة بداية من المدرسة المهنية حتى نهاية طريقى بنى إدريس ومصرف مهنى ضمن الخطة الموحدة لمركز ومدينة القوصية لأعمال إعادة الرصف التى تشرف عليها الهيئة العامة للطرق.

وقالت إن الشركة المنفذة قامت بإلقاء التربة الزلطية كأحد أولى خطوات أعمال إعادة الرصف لاستكمال فتح شرايين مركز القوصية وتحقيق السيولة المرورية والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير طرق تعكس شكلاً حضاريًا لمدينة القوصية.

تطوير 149 قرية على مرحلتين

 المهندس نبيل الطيبى سكرتير عام مساعد محافظ أسيوط المشرف على مشروعات مبادرة حياة كريمة بالمحافظة قال لنا إن محافظة أسيوط كان لها نصيب مميز من مشروع حياة كريمة نظرا لاحتياج المحافظة إلى هذه المبادرة حيث استهدفت المبادرة 7 مراكز، بإجمالى 149 قرية خلال المرحلتين الأولى والثانية، وشملت المرحلة الأولى ٦٠ قرية بعدد من المراكز المختلفة.

تجهيز 27 وحدة صحية جديدة 

وأضاف سكرتير عام محافظ أسيوط أنّه تم تخصيص 370 مليونا و604 آلاف جنيه، بـ21 قرية بأسيوط مضيفا أن من أهم القطاعات التى اهتمت بها مبادرة حياة كريمة فى أسيوط « قطاع الصحة» فوحدات طب الأسرة الجديدة التى يجرى إنشاؤها تجرى وفقًا لأحدث المواصفات الحديثة وجار تجهيزها بالمعدات والأسرة والأجهزة الطبية لتشغيلها ضمن الوحدات الصحية الجديدة الجارى إنشاؤها بالقرى والمراكز، مشيرًا إلى أنه جار إحلال كلى وتطوير وتجهيز 27 وحدة صحية بتكلفة تصل إلى 384 مليون جنيه ضمن مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

وأكمل الطيبى أن المرحلة الثانية تشمل إحلال وتجديد كامل بجميع القرى والمدن فى عدد 7 مراكز وهى ديروط ومنفلوط وأبنوب والفتح وساحل سليم وأبوتيج وصدفا، وتجديد كل خدمات البنية التحتية من كهرباء وصرف صحى ومياه شرب ورصف طرق وتوصيل الغاز الطبيعى وإنشاء مراكز شباب ووحدات إطفاء، وإنهاء المستشفى المركزى واحتياج المدارس والوحدات الصحية بجميع قرى مركز ساحل سليم.

إنشاء 66 مدرسة جديدة 

وبالنسبة للتربية والتعليم فقد استهدفت مبادرة «حياة كريمة» إنشاء 66 مدرسة جديدة بالقرى الأكثر احتياجا بتكلفة تبلغ 288 مليونا و939 ألف جنيه بإجمالى 883 فصلا دراسيا.

وفى نهاية جولتنا بالمحافظة التقينا اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، والذى أكد لنا أن المحافظة حريصة على توفير جميع السبل وتذليل جميع العقبات للانتهاء من مشروعات المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة للبدء فى المرحلة الثانية من المبادرة التى تستهدف 90 قرية على مستوى المحافظة بتمويل يصل إلى 2.3 مليار جنيه؛ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لهذه القرى وفقًا لرؤية مصر 2030.

وشدد المحافظ على الانتهاء من المشروعات التى تهدف إلى رفع مستوى حياة المواطنين فى القرى الأكثر احتياجًا والارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين وبخاصة فى القرى الأكثر احتياجًا لتحقيق التنمية الشاملة وتقديم خدمات لائقة وتوفير حياة كريمة لهم 

وحكى لنا اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، إنه تم معاينة المنازل المتهالكة للأسر الأكثر احتياجًا بقرى مركز أبو تيج من خلال اللجان المشكلة وبالتنسيق مع مؤسسة حياة كريمة ومديرية التضامن الاجتماعى لحصر المنازل المطلوب تأهيلها ضمن المشروع القومى لتطوير الريف المصرى، التى تأتى فى إطار المرحلة الجديدة من مبادرة حياة كريمة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير 1500 قرية فى 51 مركزًا إداريًا على مستوى الجمهورية 

وأنهى المحافظ كلامه معنا بأن أعمال الحصر مستمرة بالقرى التى تتضمنها المبادرة وفق منهجية تضمن تقديم التدخلات المطلوبة وفقا لحالة المنزل مع تطبيق معايير الاستحقاق للأسر وتتنوع احتياجات هذه المنازل بين رفع الكفاءة وتركيب الأسقف وأعمال النجارة وأعمال الأرضية، ومد وصلات مياه الشرب والصرف الصحى.