زينب حمدي
الفهامة.. «الزيادة السكانية» المشكلة والحل
الزيادة السكانية مشكلة قديمة جديدة عمرها أكثر من 50 عامًا، أسبابها معروفة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وتتلخص أبعادها فى الفقر وانعدام التنمية وانتشار الأمية وانعدام التعليم، وتدنى الخدمات الصحية وعدم تعليم الإناث والزواج المبكر للفتيات، خاصة فى الريف، وهى كلها جوانب أدت إلى زيادة عدد المواليد وزيادة عدد السكان، وتم تركها حتى أصبحت مشكلة قومية تلتهم أى تنمية، بل أدت أيضا إلى هجرة منتظمة من الريف إلى المدينة, أسر وعائلات بأكملها تمركزت فى العشوائيات والأماكن الشعبية، وأصبحت عبئًا على البنية التحية وتسريع انهيارها، بل تهديد الأمن أيضًا.
ورغم أن الحلول معروفة وتتلخص فى تنمية وتطوير الريف وإدخال الخدمات، قامت الأنظمة السابقة بإهماله وحتى وقت قريب كان يتم حل المشكلة بالأغانى والأناشيد، وهو ما يفسر فشل برامج تنظيم الأسرة ومؤتمرات السكان والتى حضرت معظمها أو بالتهديد والوعيد وتحميل المواطن الذنب والمشكلة دون العمل على أرض الواقع، فهو لم يجد أمامه سوى الخلفة الكثيرة والزج بأولاده إلى سوق العمل، وأعرف أطفالا منهم يعملون فى سن 5 و6 سنوات لإعالة أسرهم.
وقد تطرق الرئيس السيسى إلى الحل للمشكلة من جذورها، عندما قرر بإصرار تنمية الريف وتطويره وإدخال الخدمات من صرف صحى وكهرباء ومياه نظيفة ومساكن صحية ومواصلات وطرق ومشروعات التعليم الجيد والمدارس والجامعات قرب التجمعات السكنية، لتشجيع الأهالى على تعليم أبنائهم الذكور والأهم الإناث، فالفتاة عندما تتعلم سوف تتزوج فى سن كبيرة وعندما تصل لهذه السن سيقل عدد مواليدها، لعدم وجود الوقت الكافى لرعاية عدد كبير من الأولاد، وعندما يعمل الزوج وتعمل الزوجة يصبح عدد أطفالهما أقل حتى يوفرا لهم حياة كريمة ومستوى أعلى من التعليم والصحة.
يجب على المواطن الوقوف إلى جانب الدولة، ففى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد وظروف كورونا ودون الدخول فى مناطق شائكة فى الدين يكون العمل بالقاعدة الشرعية والفقهية والتى أقرها علماء الدين وهى الضرورات تبيح المحظورات، صحيح كل الأديان تحث على الإنجاب لتعمير الأرض وقد تم تعمير الأرض بالفعل حتى ضاعفت سكانها، وكل الأديان أيضا تأمر الإنسان بالعمل حتى يعيش حياة كريمة وتأمره بالحفاظ على أسرته وأولاده من الفاقة، وكل الأديان تأمر الإنسان بالحفاظ على حياته وتأمره ألا يرمى نفسه فى التهلكة وهل هناك تهلكة أكثر من الفقر والفاقة والشح، فالإنسان مسئول عن حياته وعن أولاده وأسرته من الشح وواجب عليه توفير حياة كريمة لهم، بتنظيم أسرته.
والأهم أن نبدأ بالتعليم،وتشجيع الآباء على تعليم أولادهم، وهناك دول تقوم ليس فقط بتوفير المدارس والتعليم الجيد مجانًا لشعوبها، ولكن تقوم أيضا بتوفير الزى المدرسى والشنط والأحذية والأدوات للطلاب، حيث إنها أصبحت مكلفة بعد ارتفاع الأسعار والعجز الاقتصادى، وهو ما جعل الآباء بسببها لا يرسلون أبناءهم للتعليم وليت الدولة تقوم بتوفير هذه الأدوات مجانًا فى المناطق الريفية والشعبية لتشجيع الآباء على تعليم أولادهم ولو لفترة والدولة ستكون «الكسبانة»!
شكرًا لوزيرة التضامن الاجتماعى لسرعة استجابتها وإصدار الفيزا ميزة، وإنهاء معاناة أصحاب المعاشات ونتمنى أن يحذو جميع الوزراء حذوها.
«الفهم طريق الحرية».







