
كريمة سويدان
أنــا وقلمى : ريف بطعم الحضر
من منا لا تمتد جذوره أو أصوله لريف مصر، لذا رؤية مصر «2030» جاءت مستهدفة الارتقاء بجودة حياة المواطنين المصريين، سواء كانوا فى المدينة أو القرية، حتى يكون هناك عدالة فى توفير الموارد والاندماج بين الريف والحضر، واتجاه الدولة المصرية لزيادة الرقعة المعمورة لاستيعاب الزيادة السكانية التى تشهدها مصر، يواكبه - وبناء على رؤية القيادة المصرية الحالية - تطوير العمران القائم لتحسين جودة الحياة فى الريف والحضر، وعندما تُقرر الدولة المصرية اليوم إطلاق المشروع القومى لتطوير القرى المصرية، والذى يأتى فى إطار مبادرة حياة كريمة.. هذا معناه أن كل المشروعات التى تم تنفيذها منذ عام «2014» حتى الآن من تنفيذ كافة شبكات البنية الأساسية، كانت تمهيدًا للوصول إلى هذا المشروع القومى الأكبر والأهم فى حياة المصريين، وهو رفع كفاءة وتطوير القرى المصرية التى يسكنها أكثر من «58» مليون مواطن مصرى.
وفى حقيقة الأمر أن هذا المشروع لم يبدأ اليوم، ولكنه بدأ فعليًا فى «2019» بالقرى الأكثر فقرًا، والتى وصل عددها إلى أكثر من «1000» تجمع ريفى، وهذا ما دفع الدولة إلى استكمال هذا المشروع الضخم لتحقيق التنمية الشاملة لكافة القرى المصرية، وكلنا نعلم الحالة المزرية التى أصبحت عليها القرى المصرية، من خلال الأصول الريفية التى ينتمى إليها كل المصريين من تدهور فى قطاعات كثيرة مثل الطرق والنقل والصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء، وحالة الوحدات المحلية والخدمات الصحية والتعليمية المعدومة، وانطلاق المرحلة الثانية من المشروع القومى لتطوير القرى المصرية، بهدف تطوير «4200» قرية، سيستفيد منه «50» مليون مواطن، بإجمالى استثمارات متوقعة - بحسب تصريحات رئيس الوزراء – تصل إلى نحو «500» مليار جنيه.
وقمة التحدى فى هذا المشروع الضخم لم تكن فى توفير التمويل اللازم فقط، وإنما التحدى الحقيقى فى عدد المشروعات الهائلة التى يتم تنفيذها تحت مظلة هذا المشروع، وقدرة القطاعات المشاركة على تنفيذ مثل هذه المشروعات فى الوقت الذى تدعم الدولة قطاع الصناعة، والعمل على تشجيع الصناعة الوطنية، وزيادة المكون المحلى فى تلك المشروعات المخطط تنفيذها فى جميع القطاعات، وهو ما يساهم فى إتاحة المزيد من فرص العمل لأهل هذه القرى، وعندما تكون مدة إنجاز هذا العمل الضخم مقررًا له أن يتم خلال ثلاث سنوات فقط، فهذا هو التحدى الأكبر، وفى النهاية من حق المواطن المصرى - والذى تحمّل فاتورة الإصلاح الاقتصادى الصعب على مدار ست أو سبع سنوات - أن يجنى هو والأجيال القادمة ثمار هذا الإصلاح، وأن يعيش حياة كريمة فى قرى بطعم المدن قريبًا جدًا.. وتحيا مصر.