زينب حمدي
الفهامة .. الصلح «قوة»
لا شك أن المصالحة الخليجية التى تمت فى بداية العام الجديد 2021، من الأحداث التى حملت الأمل فى المستقبل العربى وليس فى منطقة الخليج، فالصلح قوة وخير للدول المتصالحة وشعوبها ويحمل الخير لجميع المتصالحين، الكل فائز ومنتصر، وهو أيضًا قوة أمام الأطماع الأجنبية وضربة لهذه الدول وللصهيونية وأمريكا التى استحوذت على خيرات هذه الدول وهددت أمنها واستقرارها وأمن واستقرار الدول العربية والمنطقة بأسرها وأشعلت الفتن والحروب العرقية والأهلية والدينية والمذهبية بين الدول وبعضها وبين الشعب الواحد حتى يستقر لها الوضع وأيضًا قوة أمام الأطماع الإيرانية التى هددت الأمن والاستقرار فى الخليج وبعض الدول العربية.
والمصالحة بين قطر وبين دول الرباعية والدول العربية تعتبر ضربة أيضًا للاستعمار الاقتصادى الذى يعيش على خيرات هذه الدول؛ خصوصًا البترول باستخدام الآلية المعروفة للاستعمار منذ زمن وهى: «فرّق تَسُد»!
وهى أيضًا خطوة جيدة ومحمودة تتبعها مصالحات أخرى فى المغرب بين الحكومة هناك وإقليم الصحراء وإعطاء المغرب الإقليم الحكم الذاتى وما سيترتب عليه من وقف الخلافات والحروب والتقاتل الذى استمر على مدار عقود طويلة أثرت على التنمية.. ومساعى الصلح الآن بين الفصائل المتحاربة فى اليمن وبين الدول المجاورة لوقف الحرب ويصبح اليمن السعيد كما كان والأمل أن تتحقق المصالحة فى أقرب وقت يقطع الطريق على الأطماع الإيرانية، وقد سبقتهم المصالحة التى تمت فى أواخر عام 2020 فى ليبيا الشقيقة بين حكومة الوفاق وما يسمى بالجيش الوطنى والتى نتمنى أن تتحقق هذا العام وتخرج القوات الأجنبية والتركية أيضًا وتترك ثرواتها لأهلها وتتحقق التنمية.. والأمل أيضًا أن تتحقق المصالحة بين حماس والسلطة الوطنية وتكمل مساعى الوفاق بينهما وأن يجدوا صيغة يتوافق عليها كل الأطراف ويتحقق حلم الدولتين.. وتنتهى معاناة الشعب الفلسطينى.. وأن تنتهى الحرب فى سوريا ويعود الشعب السورى لبلده. وتتحقق أيضًا المصالحة بين العرقيات والفصائل المتناحرة فى العراق وإيجاد صيغة توافقية بين الجميع ويعود العراق لسابق مجده وازدهاره وقوته كما كان فى عهد صدام ويمتلك ثرواته واستقلاله.
وأن يعرف المختلفون والمتناحرون والمتقاتلون أن المصالحة تؤدى إلى الاستقرار، والاستقرار يؤدى إلى التنمية والبناء والتقدم وازدهار الشعوب والدول، ناهيك عن أنه السبيل الوحيد حتى تصبح الدول العربية قوة فاعلة ومؤثرة فى العالم على عكس الانقسامات والحروب والخلافات والصراعات التى أضعفتها وأفقرت شعوبها وهيمنتها.
فهل نرى السلام يتحقق بين الدول العربية قبل نهاية عام 2021 عملا بالحديث الشريف: «الفُجر فى الخصام ليس من الدين».
الفهم طريق الحرية.







