الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حكايات 1900(1): بريطانيا تصنع فخّا لحكومة النحاس.. لسرقة الذهب المصرى!

حكايات 1900(1): بريطانيا تصنع فخّا لحكومة النحاس.. لسرقة الذهب المصرى!

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية مَطلع أربعينيات القرن الماضى،  كانت مصرُ مَحط أنظار دول أوروبية مختلفة، من ألمانيا إلى إيطاليا، وهو الوقت الذى كانت فيه مصر ولاتزال تحت سيطرة بريطانيا، وهى التى كانت ضلعًا أساسيّا فى تلك الحرب.. ويبدو أن المملكة التى كانت لم تغب عنها الشمس وضعت نفسَها فى ضيقة مادية بسبب إنفاق الكثير من الأموال على الأمور العسكرية؛ خصوصًا عام 1942، فقررت أن تستولى على أموال الدول الأخرى.. بالطبع ليست الدول المتحالفة معها فى الحرب ولا حتى الدول التى تعاديها فى الحرب؛ وإنما كانت أموال مصر هى الهدف.. لكن كيف؟!



 

أعطونا ذَهَبَكم نحافظ عليه بدلًا منكم!

قرّر «عبدالحميد عبدالحق» عام 1948، أن يفضح «مَقلب» الإنجليز الذين كانوا يُحَضّرونه لخداع الحكومة المصرية بهدف الاستيلاء على أموال مصر لإنفاقها على شراء مُعدات وأسلحة تدعم وجودَهم فى الحرب العالمية.

وفى لقاء صحفى مع مجلة الإثنين والدنيا، قال إن «الإنجليز كانوا يريدون الضحك على ذقوننا» خلال أحد أيام الحرب العالمية عام 1942، حين كانت قوات «المحور» فى العَلمين تقترب من حدود الإسكندرية، وهو ما جعل «الحلفاء» بقيادة بريطانيا يعتقدون أن هزيمتهم فى الحرب باتت وشيكة للغاية، ولا بُدّ من أن يستعدوا لذلك قبل أن يتم الفتك بهم! فقررت بريطانيا أن تنصب فخّا للوزراء المصريين بهدف الاستيلاء على رصيد مصر من الذهب. بينما تستعد القيادة العسكرية البريطانية فى مصر للمغادرة كانت تُرتب خدعة للحكومة المصرية، إذ طالبت بريطانيا بالحصول على كامل رصيد مصر من الذهب والذى كان محفوظاً فى مَقر البنك الأهلى المصرى،  وهو الذهب الخاص بالغطاء النقدى المصرى!

حاولت بريطانيا إدخال الخوف إلى نفوس المصريين والوزراء الذين كان يقودهم فى ذلك الوقت «مصطفى النحاس باشا»، فروّجت لشائعة أن قوات «المحور» ستصل القاهرة قريبًا وستستولى على البلاد وعلى كل أموالها وثرواتها، وستكون حياة السياسيين المصريين فى خطر.

ووعدت الحكومة البريطانية «النحاس باشا» بأنها ستكون أمينة على الذهب المصرى بعد الحصول عليه، وأنها بذلك تحاول الحفاظ عليه من السرقة إذا دخلت قوات «المحور» العاصمة، وهو ما جعل «النحاس باشا» يشعر بأن الخطر يقترب بالفعل، وأنه لا بُدّ من مناقشة الأمر فى اجتماع حكومى عاجل.

حكومة النحاس تناقش اقتراح الإنجليز لمدة 4 ساعات

ظلّ موضوع رصيد الذهب يتصاعد حتى جاء موعد اجتماع الحكومة المصرية.. فى ذلك اليوم كان عدد من اللوريات التابعة للقوات البريطانية تقف أمام المقر الرئيسى للبنك الأهلى بوسط القاهرة، منتظرة قرار الحكومة المصرية بالموافقة على منح المملكة الإنجليزية رصيدنا من الذهب، الذى كان يُقدّر فى ذلك الوقت بنحو 6 ملايين جنيه، ودون هذا الرصيد من الذهب، يفقد الجنيه المصرى قيمته ويتهاوَى بشكلٍ خطير، وبالتالى كان الاقتصاد المصرى سيتم تدميره فى غضون أيام!

استمر اجتماع الحكومة المصرية لنحو 4 ساعات، يناقشون الأمر وسط ضغوط عديدة، أهمها ماذا سيحدث إذا دخلت قوات «المحور» العاصمة واستولت على ثروات البلاد؟!

لكن فى النهاية كان قرار الحكومة الذى صدم الإنجليز…

رفضت الحكومة بإجماع الوزراء التنازل عن رصيد البنك الأهلى من الذهب لأى سببٍ كان.

رفضت الحكومة أيضًا خدعة بريطانيا بأن حياة الوزراء والمسئولين فى خطر لقرب احتلال العاصمة المصرية من قوات «المحور»، وأكدوا أنهم لا بُدّ أن يظلوا فى أماكنهم، وأن يبذلوا كل الجهد لحماية البلاد وثرواتها، وليس التنازل عنها.

وبنهاية الحرب عام 1945، تأكد المصريون أن مطلب الحكومة الإنجليزية كان مُجرد خدعة، ومحاولة لسرقة مصر، إذ انتهت الحرب عام 1945 بانتصار قوات «الحُلفاء» بقيادة بريطانيا.