الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعاع أمل.. لو علمتم  الغيب

شعاع أمل.. لو علمتم الغيب

كل عام وأنتم بخير.. ونحن نستقبل عامًا جديدًا نسأل الله أن يجعله عام خير وسلام على البشرية جمعاء.. وقد اعتدنا على مدار الأعوام الماضية أن نذكر أهم الأحداث التى مرت بالعالم فى هذا العام الذى يوشك على الرحيل.. ولكن للحقيقة سيذكر التاريخ ولن ينسى أبدًا أن عام 2020 كان عامًا مميزًا لم يسبق له مثيل.. فلأول مرة يظهر فيروس يصيب كل دول العالم مرة واحدة بدون استثناء.. وبذلك يكون عام 2020 هو الذى وحد المصيبة على مستوى العالم لأول مرة وجعله قرية واحدة.. فقد أصاب الفيروس الدول المتقدمة والمتأخرة، الفقيرة والغنية، السعيدة والتعيسة.. وتعطلت حركة الانتقال بين جميع أنحاء العالم وتوقفت الطائرات عن السفر وتعطلت حركة السفن.. بل الأكثر من ذلك تم حبس البشر وتحديد إقامتهم فى منازلهم ومنعهم من التزاور.. أغلقت المدارس والمصالح والمصانع.. وربما لو كانت لدينا القدرة على النظر للكرة الأرضية من الفضاء لوجدناها فى حالة من السكون، وكأن سكانها قد هجروها.



وبالطبع كل ذلك قد أثر على حركة التجارة والاقتصاد العالمى.. وإحدى النتائج التى وردت فى تقرير للبنك الدولى تكشف أن جائحة كورونا أدت إلى سقوط 88 مليون شخص جديد فى براثن الفقر المدقع هذا العام، وأن هذا الرقم مجرد قراءة أولية.. وعلى أسوأ السيناريوهات قد يرتفع هذا الرقم إلى 115 مليون شخص يتركزون فى جنوب آسيا وأفريقيا فى منطقة جنوب الصحراء.. فجائحة كورونا على مدار هذا العام ألحقت أشد الضرر بالفئات الفقيرة والأكثر احتياجًا.. وذلك بعد عقود من التقدم المطرد للحد من أعداد الفقراء الذين يعيشون على أقل من 1.9 دولار للفرد فى اليوم.. وسيكون هذا العام إيذانًا بأول انتكاسة لجهود مكافحة الفقر المدقع فى جيل كامل.

ولأن الإنسان عاجز عن معرفة الغيب، فهو لم ينتبه لقراءة التاريخ التى تقول إن سنة 20 من كل قرن على مدى القرون الأربعة الماضية، حدثت به كارثة فيروسية سواء الطاعون أو الكوليرا أو الأنفلونزا بأنواعها.. ففى عام 1720 أصيبت مدينة مارسيليا فى فرنسا بالطاعون العظيم الذى قتل فى أيام أكثر من 100 ألف شخص.. وبعد 100 عام فى عام 1820 حصدت الكوليرا أرواح مئات الألوف من البشر فى أندونيسيا وتايلاند والفلبين.. وبعد 100 عام أخرى فى 1920 ظهر أحد أسوأ أنواع فيروس الأنفلونزا الذى عرف بـ«الأنفلونزا الإسبانية»، والذى كان كارثة بشرية حقيقية تجاوز عدد ضحاياه الـ 100 مليون شخص وسط عجز عن إيقافه.. ثم جاءت سنة 2020 بفيروس كورونا الذى بلغ عدد ضحاياه نحو مليون وسبعمائة ألف شخص فى جميع أنحاء العالم، ولم يتم اكتشاف علاج ناجح له حتى الآن.. فلو كان الإنسان يعلم الغيب لاستعد للفيروس.. لكن أين للإنسان أن يعلم الغيب؟ وكل عام أنتم بخير.