شعاع أمل: هل تحب الشاى؟

كتبت هل تعلم أن العالم يحتفل فى الخامس عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمى للشاى؟ عندما قرأت هذه المعلومة لم يسعنى إلا الابتسام .. فعند ذكر الشاى أتذكر دائماً صديقة عمرى ورفيقة الدرب ألفت سعد ونحن فى بداية الثمانينيات وبالتحديد فى جنوب سيناء فى مدينة شرم الشيخ ونسرع لنركب الأتوبيس فى السابعة صباحاً لننطلق إلى مدينتى دهب ونويبع، وفى النهاية طابا.. تذكرت صديقتى وهى لا تقوى على فتح عينيها ويغلبها النعاس لأنها لم تشرب كوباً من الشاى على الريق.. وكنت أسخر من ذلك طوال الطريق حتى وصلنا إلى دهب، حيث تناولت كوباً من الشاى أعاد لها انتباهها وتركيزها.. وكانت تأتى مشاغباتى لها لأننى لم أكن ممن يحبون شرب الشاى.. ولكن مع امتداد العمر أصبحت من عشاق الشاى باللبن.. فالشاى مشروب عالمى تجده فى الدول المتقدمة والمتخلفة والدول الفقيرة والغنية.. يحبه الكبار والصغار خاصة أنه يمكن خلطه بأشياء أخرى كثيرة لإكسابه أطعمة مختلفة كاللبن والنعناع والقرنفل وغيرها.

وقد بدأ الاحتفال باليوم العالمى للشاى فى عام 2005، حيث تحتفل به الدول المنتجة للشاى مثل بنجلاديش سريلانكا نيبال فيتنام إندونيسيا كينيا ملاوى ماليزيا أوغندا الهند وتنزانيا .. والشاى اسم صينى يطلق على شجيرة الشاى الخضراء التى يبلغ ارتفاعها ما بين 90 و 150 سم.. وقد ورد ذكر الشاى فى المصنفات الصينية فى القرن الثالث كمشروب بديل للأنبذة القوية.. فى الوقت التى تشير فيه الموسوعة البريطانية إلى أن أصل الشاى هو بلاد الصين، ومنها انتشر تناوله فى كثير من مناطق أسيا منذ خمسة آلاف عام.. ولم تعرف أوروبا الشاى إلا فى القرن السابع عشر عندما قام الهولنديون بإحضار الشاى الأخضر إليها.. وكان يعتبر الشاى آنذاك من المواد الغذائية باهظة الثمن وكان لا يباع إلا فى محلات بيع العقاقير.. وبعد فترة انضم الشاى لمجموعة المشروبات الباهظة مع القهوة والشيكولاتة.. وتقول الموسوعة العربية العالمية إن العرب لم يعرفوا الشاى لا فى الجاهلية ولا فى صدر الإسلام فى الخلافات المتعددة ومن غير المعروف متى دخل الشاى إلى المنطقة العربية خاصة العراق.

ولم يستمر الشاى على عرش المشروبات باهظة الثمن كثيراً حتى تحول اليوم إلى أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء فى العالم.. ويستمر إنتاج شجرة الشاى لنحو خمسين عاماً «يالها من شجرة سخية» .. وتقول الدراسات العلمية إن التأثير المنشط للشاى يشبه تأثير مادة الكافيين فى القهوة، لكن الفارق بينهما أن تأثير الشاى المنشط يستغرق وقتاً أطول فى نقل مادة الكافيين فى أنحاء الجسم فيحث الدماغ والجهاز العصبى دون أن يؤثر على القلب أو على الدورة الدموية كما القهوة.. لذلك يشعر المرء بعد تناوله للشاى بالراحة وبقدرة أكبر على التركيز.. هذه نبذة سريعة عن الضيف الذى يحتل مكاناً ثابتًا فى كل البيوت محلياً وعالمياً وأصبح تواجده على الأرفف من متطلبات الحياة اليومية.. فهل تحب الشاى؟!