
كريمة سويدان
أنا وقـلمى: فيروس مجهول الهـوية
عدوّنا الحالى حجمه صغير جدّا، ولا يُرَى بالعين المجردة، تسبّب فى إصابة أكثر من «70» مليون مواطن حول العالم، وقرابة المليونين وفيات، وكان سببًا فى إصابة عدد كبير من البشر بجميع أنواع الأمراض، ورُغم زيادة عدد مراكز الأبحاث العاملة على الفيروس فى مختلف دول العالم؛ فإنه حيَّر علماء العالم عامًا كاملًا، ومع بداية ظهوره أجبر دول العالم كله على غلق حدوده إغلاقًا كاملًا، وضرب السياحة فى مقتل فى جميع الدول، ما تسبّب فى كوارث اقتصادية جمة، وأجبرنا هذا العَدُوّ اللعين على غلق المدارس والجامعات، وفرض علينا الدراسة عبر الإنترنت «أون لاين»، وتم تخفيض الموظفين والعمالة إلى النصف فى مؤسّسات الدولة والقطاع الخاص، وفرض عليهم العمل من داخل منازلهم، كل ذلك حدث- وغيره كثير- فى الموجة الأولى من انتشار فيروس «كوفيد- 19» مع دخول فصل الشتاء الماضى، ثم جاء قرار عدّونا المجهول بعَقد هدنة مع البشر، استمرت مع بداية فصل الصيف الماضى؛ حيث قلّت معدلات الإصابة والوفاة بهذا الفيروس، وبدأت الدول تفتح مطاراتها وحدودها جزئيّا وبحرص وبشروط، وعادت الدراسة بشكل- كامل فى بعض الدول، وبشكل جزئى فى البعض الآخر- فى الجامعات والمدارس، ثم قرر هذا العَدُوّ «المجهول الهوية» إلغاء الهدنة، والعودة مرّة أخرى لممارسة نشاطه المرعب، فى موجة ثانية شرسة، واسعة الانتشار، لا تقف عند شخص كبير أو صغير، ولا رجُل أو امرأة، ولا شخص يعانى من أمراض مزمنة، أو شخص سليم أو رياضى، وصرنا نعيش فى رعب وترقّب، يخشى بعضنا البعض، رُغم أن أغلبنا نعيش حَجْرًا إلزاميّا داخل جدران منازلنا، وأنا شخصيّا وعائلتى عانينا كثيرًا من هذا الفيروس؛ حيث أصيب ابنى بـ «كوفيد- 19» مرّتين من عدوَى فى عمله، ومنذ أيام أُصيبت ابنتى وزوجها، كما أُصيب «14» شخصًا من عائلة زوجى بالمنيا- مرّة واحدة- منهم كبار السّن وشباب وأطفال، ومنهم من ظهرت عليه أعراض المرض، ومنهم حامل فقط ولم تظهر عليه أى أعراض، ناهيك عن إصابة العديد من أصدقائنا، وفقْد آخرين لم تستطع ملايينهم، ولا سُلطاتهم، ولا حتى علمهم أن ينقذهم من هذا الفيروس الخطير، وبعد الانفراجة الأخيرة واكتشاف علماء العالم لعدد لا بأس به من الأمصال، والبدء فى تطعيم الشعوب، فهل هذا يُعد بداية للقضاء على هذا العَدُوّ المُرعب، أمْ أنه سيظل مجهول الهوية!!؟؟