
كريمة سويدان
مصـــــر.. لا تخـــــاف
تخترق بعض المنظمات «غير الحكومية» أو ما يُطلق عليها «منظمات المجتمع المدنى» مجتمعاتنا العربية والشرق أوسطية بكل سلاسة وإنسيابية؛ لكونها أنها تدخل من باب تعزيز التكافل الاجتماعى، ودعم الديمقراطية، وإعلاء مبادئ حقوق الإنسان وغيرها من الأفعال الخيّرة، التى تُغلف الإطار الخارجى لعمل هذه المؤسَّسات، وكان لمصر نصيب كبير من اختراق هذه المنظمات لمجتمعاتها وشعبها، فى محاولة للسيطرة- بالمال والسفر- على شبابها فكريّا وثقافيّا واقتصاديّا واجتماعيّا، وكل عام فى التوقيت ذاته نرى هجمة شرسة على مصر من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الإمريكية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان، وهذا العام جاءت الهجمة بعد قيام نيابة أمن الدولة العليا فى مصر بحبس المدير التنفيذى «للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، ومعه اثنان آخران، بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة؛ حيث قام هؤلاء المتهمون باستضافة «13» من السفراء الأجانب، ودبلوماسيين آخرين فى مكاتبهم بالقاهرة- وهو ما اعتبرتُه أنا شخصيّا لقاءً مريبًا ومشبوهًا- لإحاطة هؤلاء السفراء والدبلوماسيين، بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وهنا أتساءل: مَن أعطى هؤلاء حق مناقشة موضوعات الشأن الداخلى للبلاد، وهل تسمح أى دولة فى العالم بأن يتم عَقد اجتماعات لسفراء ودبلوماسيين على أرضها لمناقشة أوضاعها الداخلية؟!، والأغرب من ذلك هو اعتراض معظم الدول الأوروبية الكبرى وأمريكا وحتى الأمم المتحدة من القبض على أعضاء هذه المنظمة أو المبادرة المشبوهة، رُغْمَ وصف وزارة الخارجية المصرية لهذه المبادرة بالكيان غير القانونى، كما رفضت مصر هذه الانتقادات الدولية، التى قد تؤثر على سير التحقيقات، وحثت العالم على ضرورة احترام مبدأ السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل فى شئونها، وما صدر من هذه الدول، ما هو إلا «وقاحة سياسية»، لذلك يجب أن يعلم الجميع أننا لانزال مستهدَفين، ومَن يتوقع من المغرضين من أعداء الوطن، أن هناك فرصة لخَلق مشكلة، ويجب استغلالها لصالحهم، فهم مخطئون؛ لأن الشعب المصرى بدأ مرحلة البناء والتنمية والانطلاق، والصعود إلى أعلى، وأنه لن يسمح أبدًا بالتراجع مرّة أخرى، كما أن إرادتنا السياسية فى مصر يحكمها اليوم مفهومٌ مختلفٌ فى علاقاتنا الدولية قائمٌ على مبدأ المصالح المشتركة، كما أن مصر بعد ثورة «30» يونيو لا تخاف.. وتحيا مصر.