نساء هزمن السرطان!

سرطان الثدى لم يعد البعبع الذى يخيف النساء بفضل انتشار الوعى بالكشف المبكر والذى يرفع نسب الشفاء إلى %97. 

ويعد شهر  أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدى فى العالم وتقوم الدول خلاله بعقد الفعاليات والمؤتمرات والندوات والماراسونات لتسليط الضوء على سبل الوقاية وأهمية الكشف المبكر سواء عن طريق السيدات  فى المنزل كل شهر وعمل أشعة الثدى ( الماموجرام ) باعتبارها طوق النجاة للسيدات من الإصابة بسرطان الثدى وأيضا لتحقيق الشفاء فكلما كان المرض فى مراحله الأولى كانت فرص الشفاء أكبر وأيضا بتسليط الضوء على حالات السيدات اللائى هزمن السرطان وحققن  الشفاء لبعث  الأمل وحثهن على إجراء الكشف  المبكر. 

ويمثل سرطان الثدى نحو %16 فى جميع االسرطانات التى تصيب النساء فى العالم وترتفع النسبة فى الدولة الثانية إلى  ثلاثة أضعافًا بسبب عدم التشخيص المبكر والعامل الوراثى وانتشار السمنة بين السيدات وهى من االعوامل التى تزيد مخاطر الإصابة وتبلغ النسبة فى مصر نحو %25 من إجمالى إصابات السيدات بالأورام ، ولهذا فنحن نحتاج إلى توعية طوال العام وليس فى شهر أكتوبر فقط إذ يجب على كل سيدة أن تقوم بعمل أشعة الثدى كل سنتين بعد سن الأربعين وكل سنة أو ست أشهر بعد سن الثلاثين إذا كان هناك تاريخ مرضى فى العائلة ، وتجنب الهرمونات البديلة بعد انقطاع الدورة والحرص على الرضاعة الطبيعية وتجنب السمنة وموانع الحمل التى تأخذ بالفم وتناول الطعام الصحى للوقاية من سرطان الثدى وقيام الإعلام بشقيه المسموع والمقروء بعرض حالات النساء اللاتى هزمن المرض  وحققن الشفاء، ذلك للتغلب على الخوف الذى ينتاب بعض السيدات من إجراء أشعة الثدى وهى حالات ليست بالقليلة للأسف  ومتعلمات ولا يعرفن أنهن يعرضن حياتهن للخطر وأسرهن.

ولأن المكان لا يتسع لعرض تجربة النساء اللاتى هزمن الخوف والسرطان فسوف تعرض لأقوالهن فقد أجمعن على أن الإرادة القوية والتمسك بالأمل والدعم والحب الأسرى والاجتماعى  من الزوج والأهل والأصدقاء  كان له أكبر الأثر فى تغلبهن على الألم أثناء العلاج حتى إن إحداهن قالت أنها عندما بدأت العلاج الكيماوى وسقط شعرها زوجها قام بحلق رأسه تماما تعاطفا معها حتى لا تشعر بالحزن وفى دراسة أجرتها جامعة أوهايو الأمريكية مقارنة بين مجموعتين من النساء المصابتان بسرطان الثدى كانتا متطابقاتين فى  الحالة المرضية والاجتماعية والسن كانت النتائج مذهلة للنساء  اللاتى  حضرن مجموعات  الدعم  بانتظام خاصة الحالة النفسية فقد أظهرن إيجابية وتحسنا ملحوظا أفضل من المجموعة التى لم تحرض وانعكس ذلك على استجابتهن للعلاج ومقاومتهن لضغوط العلاج والألم  وأيضا لأسرهن، وأوصت الدراسة بأهمية المرشدين الصحيين المتحرفين للقيام بالدعم وللأسف لا يوجد عندنا مرشدون للقيام بهذه المهمة كما أن مجموعات الدعم قليلة ولا تستطيع  استيعاب أعداد المريضات رغم أن مصر من أولى الدول التى كافحت سرطان الثدى وأقامت حملات التوعية وآخرها حملة المائة مليون صحة للرئيس للكشف المبكر عن سرطان الثدى.

الفهم طريق الحرية .