الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أمريكا.. والفوضى الدستورية

أمريكا.. والفوضى الدستورية

جاءت الانتخابات الأمريكية فى نهاية 2020 لتؤكد تميز هذا العام الذى بدأ بفيروس اجتاح العالمَ ولايزال يعانى منه ولم يتم إنتاج لقاح شافٍ له حتى الآن.. ويأبَى أن يستعد للرحيل إلا بعد تدمير أسطورة الديمقراطية الأمريكية الوهمية... فقد رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالنتائج الأولية للانتخابات الأمريكية وأصر على أنها انتخابات مزورة فى أول سابقة مخالفة للدستور الأمريكى الذى يبين كيفية انتقال السُّلطة بسلاسة للمرشح الفائز.. هل من المعقول أن الانتخابات مزورة فى أمريكا أمْ الديمقراطية!! أىُّ عجب هذا! أليست هذه أمريكا التى تراقب الانتخابات فى المجتمعات الأقل تحضرًا كى تحرص على نزاهتها!!



لقد أدخل ترامب على الشعب الأمريكى سلوكيات جديدة تنذر بما سيكون عليه مستقبل الأيام.. وقد قال أحدُ المحللين إن ترامب يغذى العصبية للفرد وليس للدستور والمجتمع، وقال آخر إن عصر ترامب تنتشر فيه النرجسية كالطاعون.. لذلك ينتظر العالم أجمع نهاية ما يحدث فى أمريكا حتى انتقال السُّلطة فى شهر يناير المقبل للإدارة الأمريكية الجديدة ليرى.. هل ستنتصر سياسة الشغب والفوضى أمْ سينتصر الدستور الأمريكى الذى تتباهى أمريكا والأمريكيون باحترامه.

وهل ما يحدث سيؤدى إلى سقوط الحلم الأمريكى وأسطورة أغنى وأقوى دولة فى العالم؟؟.. هل هذا بداية انهيار وشيك؟؟.. هل ما يحدث فى أمريكا الآن من صراع على السُّلطة سيطيح بسمعة أمريكا العالمية؟؟.. والدولار وما أدراك ما الدولار هل سيظل متربعًا على عرش الاقتصاد العالمى وكونه وحدة القياس الاقتصادية والمالية على مستوى العالم؟؟.. وهل ستَعبُر أمريكا هذه الأزمة بسلام فى ظل انتشار «كورونا» بها فى الموجة الثانية بشكل كبير؟

لقد أفاض المحللون فى توضيح آثار هذه الفوضى الدستورية بأمريكا، فقال بعضهم بأن فوضى الانتخابات الأمريكية نعمة لأعداء الديمقراطية فى جميع أنحاء العالم.. وقال آخر إنه لا يتوقع أن يذهب ترامب بهدوء وإنه سيظل يتحدث عن نظريات المؤامرة السوداء.. ويرى آخرون أن سمعة أمريكا على المحك.

والسؤال.. ألا يخشى الفيل الجمهورى وهو يتنازع مع الحمار الديمقراطى من أن تستغل وحوش الغابة البشرية الفرصة لتحقيق مكاسب لها فى هذه الفترة مثل الدب الروسى والتنين الصينى.>