الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
انهيار الإمبراطورية الأمريكية

انهيار الإمبراطورية الأمريكية

دأبَ الأمريكيون على النظر إلى بلادهم، على أنها أرضُ الفُرَص، أرضُ تحقيق الأحلام، وهى الفكرة التى نجحوا فى تصديرها خارج حدود دولتهم، مما جعل حُلم الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو هدف ملايين البشر عبر العالم، ومن مختلف طبقات المجتمعات، كانت هذه هى الصورة التى تم تصديرها للعالم كله، حتى جاءت الانتخابات الأمريكية الأخيرة «2020» التى قلبت كل المفاهيم، وكشفت عن الوجه الحقيقى لهذه الإمبراطورية المزعومة، فهناك رئيس «جو بايدن» أعلن فوزه مبكرًا قبل أن تُعلن ذلك الجهاتُ الرسمية، والغريب أن الرئيس المرتقب يبلغ من العمر «78» عامًا، رُغْمَ أنهم دائمًا يطالبون معظم دول العالم - ومصر منهم - بإفساح المجال للشباب للترشح للمناصب العليا، ومنها رئاسة البلاد، وهناك رئيسٌ قرُبت مُدة ولايته على الانتهاء «ترامب»، الذى يرفض الخسارة،  ويرفض تهنئة غريمه بالفوز، ويرفض أيضًا فكرة الخروج من  البيت الأبيض، ويسعى للطعن فى نتائج الانتخابات، متهمًا الديمقراطيين الذين صوَّتوا بأعداد كبيرة عبر البريد الإلكترونى بالتزوير، وشاهدنا أيضًا فى بلاد الديمقراطية قبل وأثناء وبعد الانتخابات، تراشُقًا بالألفاظ، وتبادلَ الاتهامات، وتسريباتٍ صوتية حول قضايا داخلية وخارجية بين كل من الجمهوريين والديمقراطيين بشكل يصيب  الديمقراطية فى مقتل، وبصورة تُنبئ بقُرب نهاية الأسطورة العالمية وسقوطها.. كل هذا بعد انتخابات شهدت نسبة مشاركة قياسية لم يسبق لها مَثيل، انتخابات وصفتها رئيس مجلس النواب الأمريكى بأنها حرب ضد الديمقراطيين، انتخابات حصل فيها الرئيس المنتهية ولايته على أكثر من «71» مليون صوت، ورُغم ذلك فإنه لم ينجح فى الاحتفاظ بولاية ثانية فى حُكم أمريكا، انتخابات نتج عنها شىءٌ آخر خطير، ألا وهو  انقسامات عميقة تعانى منها أمريكا، ستجعل من الصعب بالنسبة للرئيس الجديد أن يحكمها؛ خصوصًا أن  المجتمع الأمريكى ظهرت فيه مشكلات وأزمات لم تكن معروفة فيه من قبل؛ حيث تباهت بقدرة نظامها على دمج كل الفئات، والأعراق، فى نموذج اعتبره الكثيرون «الحلم الأمريكى»، وفى النهاية العالم كله فى لحظات ترقب ما قد يحدث قبل تسليم السُّلطة وما بَعدها، فهل ستكون هذه الانتخابات بداية النهاية للإمبراطورية الأمريكية.. وتحيا مصر.>