الانتخابات الأمريكية.. ومصر

لم تكن الانتخابات الأمريكية شأنًا داخليًا خالصًا، لأن الدور الخارجى لواشنطن يجعل دولًا كثيرة تتابع هذا الحدث المهم، لذلك تهتم مصر اهتمامًا شديدًا بمعركة الانتخابات الأمريكية الدائرة حاليًا، خاصة أن مصر تحتفظ بعلاقات جيدة مع الإدارة الحالية، ولكن ماذا لو فاز «بايدن» بالرئاسة، وتأثير ذلك على العلاقات المصرية الأمريكية، لذلك اهتمت الجامعة الأمريكية بهذا الموضوع وعقدت ندوة عبر الأونلاين تحدث فيها الدكتور بهجت قرنى، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والسفير كريم حجاج أستاذ ممارس بقسم السياسات العامة والإدارة، ومدير مركز الوليد بن طلال للدراسات والأبحاث الأمريكية بالجامعة، وحضرها أيضًا مجموعة من الصحفيين، ولفت نظرى وصف الدكتور بهجت قرنى الانتخابات الأمريكية أنها انتخابات كونية، لأن نتائجها تؤثر على العالم أجمع، وأعتقد أن الوضع بالنسبة لترامب بعد إحرازه عددًا من الإنجازات أهمها عمليات التطبيع بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين والسودان من جهة أخرى، سيجعل فرص فوزه أكبر من خصمه اللدود «بايدن» خاصة بعد تصريح ترامب الخاص بسد النهضة، الذى أكد فيه أن مصر قد يكون لها مبرر للدفاع عن حقها الوجودى فى مياه النيل عسكريًا، رغم تشديد القيادة المصرية دائمًا على رفض الحل العسكرى، ومع ذلك فالموقف الأمريكى تجاه هذه القضية أنا أعتبره أقوى موقف دولى مساند لمصر، مقارنة بدول أوروبا التى تكتفى بالحديث عن ضرورة مواصلة المفاوضات، أما فى حال فوز بايدن - لا قدر الله - ستظهر العديد من الموضوعات والقضايا الخلافية بين مصر وأمريكا، أهمها قضيتا الديمقراطية وحقوق الإنسان، لذلك وكما أوصى الدكتور قرنى فى الندوة على ضرورة أن تقوم مصر بإعداد أجندتها الخاصة بحقوق الإنسان، ورغم ذلك فلا ننسى أن أساس العلاقات المصرية الأمريكية، كان - ومازال - مبنيًا على أن مصر أهم وأكبر دولة عربية، وأنها أول دولة مدت يدها للسلام مع إسرائيل، واستمرارها بعد ذلك فى مسار التسوية فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ولذلك كلما كَبُر دور مصر الإقليمى، كلما زادت العلاقات المصرية الأمريكية متانة وصلابة سواء كان ذلك فى عهد ترامب أو بايدن أو أى رئيس آخر .. وتحيا مصر.