الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خصخصة الأندية.. تهدد الكبار

«استخدم استثمار الكرة لتحريك كل شىء فى إنجلترا» هذا هو شعار الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم .. لذلك نجحوا فى لفت أنظار العالم دائمًا إلى الدورى الإنجليزى وتحقيق استثمار كبير جدًا من خلاله.



 

كرة القدم أصبحت صناعة واستثمارًا قويًا على مستوى العالم وليست مجرد رياضة، فهى الآن تحرك كل شىء، لذا يجب أن تكون هناك استراتيجية لتصبح الكرة المصرية فى مصاف الكبار بين دول العالم مثل ما يحلم الجمهور المصرى الشغوف بكرة القدم.

 

صعود عدد من أندية الشركات إلى الدورى الممتاز هذا الموسم مثل البنك الأهلى وسيراميكا كليوباترا دليل على استقرار ونجاح أندية الشركات، مع وجود تجربة سابقة مع نادى بيراميدز النادى الاستثمارى الأنجح خلال الموسمين الماضيين فنيًا وإداريًا.. نجاح تلك التجارب جعل البعض يتساءل مجددًا.. لماذا لا تتم خصخصة الأندية الجماهيرية؟ 

التجارب القائمة على أرض الواقع تثبت كل يوم أن التوجة إلى خصخصة الأندية خطوة إيجابية ستنقل الكرة المصرية من مرحلة الهواية والتطوع إلى منظومة احترافية متخصصة فى الاستثمار الرياضي، وهذا ما لمسناه فى محاولة ترك آل الشيخ للاستثمار فى النادى الأهلى قبل الخلافات التى طرأت فى ظل صعوبة موافقة مجالس إدارات الأندية على التخلى عن سيطرتها على إدارة ملف كرة القدم لصالح شركاء النادى .

ما يحدث فى العالم من حولنا من نجاحات فى عالم كرة القدم ومع وجود منظومات ناجحة ومستقرة لدينا معظمها من الأندية الاستثمارية يجعلنا نتمنى أن نصل لتلك المرحلة مع الأندية الجماهيرية ذات الشعبية الطاغية مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى، وذلك لن يتحقق بدون وجود قواعد صارمة يضعها الاتحاد المصرى لكرة القدم تحافظ على حق الجماهير وكيان النادى من المستثمرين.. فالاستثمار الرياضى فى الأندية المصرية سيكون شيئًا إيجابيًا مع وضع الضوابط والمعايير، ولنا أمثلة كثيرة فى أوروبا، فعلى سبيل المثال لا أعتقد أن جماهير مانشيستر سيتى حزينة كون البطولات التى حققها النادى تأتى تحت مظلة مستثمر خليجي، فالأهم لديهم هو الكيان والألقاب بعيدًا عن الأسماء فهذا هو حال كرة القدم.

الكرة المصرية تحتاج إلى الدخول سريعًا فى مرحلة الاستثمار مع وجود ضوابط تمنع اندلاع الأزمات، وهذا هو دور الاتحاد المصرى لكرة القدم، عليه فتح الباب أمام المستثمرين مقابل حصة من ملكية النادى أو مقابل امتيازات إدارية محددة مسبقًا مع البدء فى حملات توعية للجمهور ليتقبل ذلك بعيدًا عن الأسماء والكيانات.

الفكرة فى مصر تم طرحها منذ سنوات طويلة لكنها لم تر النور لعدم وعى إدارات الأندية وخوفهم من انفلات زمام الأمور من أيديهم وخروج الأندية عن سيطرتهم .. الراحل صالح سليم كان أول من اقترح إنشاء شركة تضم رجال أعمال ويشارك فيها النادى الأهلى مهمتها شراء اللاعبين وتدريبهم فى النادى الأهلى ثم بيعهم بأسعار كبيرة، لكنها لم تر النور.. ثم عادت الفكرة من جديد فى عهد جميع الإدارات التالية لصالح سليم لكنها لم تكتمل بسبب تمسك الأندية بأن تكون حصتها 51 % وهو ما أفسد إنشاء الشركة لخوف المستثمرين من هيمنة إدارات الأندية على القرارات بسبب حصتهم الأعلى فى الشركة.

الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة منذ عدة سنوات كان له تجربة شخصية ورؤية محددة فى خصخصة الأندية المصرية.. وزير الرياضة الحالى هو الشريك الأساسى فى خصخصة نادى بنى ياس الإماراتى وتحويله إلى شركة وقتها، منحوه الفرصة والمقومات لتنفيذ خطته خلال 4 سنوات بعد تقييم خطة وتدريب كل الفريق لكى يكون على درجة كفاءة بعينها وفى السنة الخامسة تحول النادى إلى شركة محترفة.

الرياضة فى العصر الحديث أصبحت سببًا رئيسيًا فى تقدم أهم 10 دول اقتصادية فى العالم وتمثل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلى للدول، ففى الولايات المتحدة الأمريكية دخل الرياضة هناك يساوى 7 مرات دخل السينما رغم شهرة الدولة عالميًا بصناعة السينما وهوليوود.

صناعة الرياضة هناك تساوى ضعف صناعة السيارات، هذا ما أدركه العالم من قيمة الرياضة فى العصر الحديث لبناء اقتصاد قوى للدول، ففى البرازيل كرة القدم أصبحت من أهم السلع القومية وتحقق جزءًا مهمًا جدًا من دخل الدولة.

الأزمة لدينا تكمن فى البند الذى جاء باللائحة التنفيذية لقانون الرياضة فى المادة الخاصة بالاستثمار بتحديد نسبة النادى بألا تقل عن 51 % من أسهم الشركات الرياضية وهو سبب عدم وجود شركات للكرة، لذلك فهو يحتاج منا نظرة جديدة لأن هذا البند يسلب المستثمر حق الإدارة، لذا كان يجب أن تكون اللائحة متماشية مع القانون بحيث يكون إنشاء الشركة بين النادى والمستثمرين والجمهور وفقاً للقواعد التى يتم الاتفاق عليها بين مجلس الإدارة والمستثمرين، لأن نسبة 49 % لا تختلف عن أى نسبة أقل وليس من المنطقى أن يضخ المستثمر الأموال فقط ولا يتحكم فى إدارتها.

علينا فتح الباب أمام الخصخصة بدون بيع الأصول لأن الجمهور لن يقبل ببيع ناديه، لذلك الخصخصة الجزئية هى الحل الأمثل والأفضل لتلك المرحلة، فتحويل الأندية الرياضية إلى شركات خاصة أصبح أمرًا مهمًا لنواكب العالم، ولكنه يحتاج إلى تكاتف الجميع للوصول إلى الاحترافية وتحقيق الهدف المنشود من دور الرياضة المصرية. 