
كريمة سويدان
سر الجندى المصـرى
«47» عامًا مرت على حرب أكتوبر المجيدة، التى كانت صدمة كبيرة - بكل المقاييس - لإسرائيل، حتى لم تضع إسرائيل فى حساباتها كفاءة الجندى المصرى، والذى كان «كلمة السر» فى انتصار أكتوبر، وتعاملت معه باستخفاف كبير، وتجاهلت بطولاته السابقة عبر التاريخ، وكان قد تم الكشف عن وثيقة سرية أمريكية أوضحت بطولات الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر «1973» بعنوان «نهاية الغطرسة الإسرائيلية» وكشف التقرير أن أحد أهم عوامل انتصار الجيش المصرى هو عدم قدرة جيش الدفاع الإسرائيلى على إعطاء الجندى المصرى الفضل فى قدرته على الحرب، وكانت هذه القدرة هى محور الخطة المصرية، وهى الاستيلاء بسرعة على هدف إقليمى محدود ثم الدفاع عنه، وأوضح التقرير الأمريكى أيضًا أن الإسرائيليين لم يضعوا خطة لما يجب فعله، إذا ما هاجمتهم القوات المصرية السورية فى وقت واحد، وما يجب فعله إذا ما عبرت القوات المصرية قناة السويس، وفى حالة حدوث مفاجآت عسكرية، وأكد التقرير على أن هذا يعود إلى أعراض الغطرسة والرؤية الضيقة للجيش الإسرائيلى، وكانت نتيجة نكسة «1967» عاملًا أساسيًا فى زيادة الأوهام الإسرائيلية بالتفوق العسكرى الذى لا يُهزم، وزاد على هذه الأفكار الخاطئة فتاوى ورؤى الحاخامات والمتعصبين اليهود بأن هذه الأراضى التى تم احتلالها هى أراضيهم - حسب نصوص توراتية وتلمودية - وأن الأرض تستجيب لمالكها الأصلى، بل وتدافع معه، واستمر هذا الفكر فى وجدان كل جندى إسرائيلى حتى حرب الاستنزاف، والتى بدأت بعد النكسة بشهور قليلة، بعدة عمليات ناجحة، كان أبرزها إغراق المدمرة إيلات، ثم كانت حرب أكتوبر «1973» التى قلبت الموازين، وزلزلت أمن إسرائيل، وسط دهشة العالم كله، وبشهادة خبراء العالم العسكريين، وبلسان الجنرال «ديفيد إليعازرا» رئيس الأركان أثناء الحرب، الذى أشار إلى كفاءة الجيش الثانى وحمايته مدينة الإسماعيلية، - وكذا الجيش الثالث - وتفوق الجيش المصرى فى معركة «المزرعة الصينية» حيث وصفها بالمذبحة للأفراد والمعدات.. إن اهتمام المؤسسة العسكرية بإعادة بناء جنودها المقاتلين عقب نكسة «1967»، كان النقطة الفارقة فى تحقيق نصر أكتوبر، حيث راهنت مصر على الجندى فى تحقيق الانتصار، وهو ما تم بالفعل ٠٠ وتحيا مصر ٠٠